شارك الدكتور محمد القشعمي والشاعر هاشم الجحدلي في ندوة تكريم الأديب والمفكر الراحل عابد خزندار ضمن ملتقى قراءة النص الثالث عشر في نادي جدة الأدبي، حيث تحدثوا عن سيرة الأديب منذ نشأته الأولى في مكة، وعن بعض جوانب حياته الاجتماعية ومنهجه الذي تميز بالوطنية والإباء والعفة والتعفف والتضحية، كما تم الوقوف على أهم أعماله وتجاربه الأدبية، فيما التقى «الجسر الثقافي» مع عدد من ضيوف الملتقى الذين أدلوا بآرائهم حول هذا التكريم. بين ثقافتين في البداية تحدث نائب رئيس مجلس إدارة نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالإله جدع عن دور الأندية الثقافية والأدبية وتكريمها للشخصيات الثقافية قائلا: «أراد النادي وادارته برئاسة الدكتور عبدالله السلمي أن يكرم القامة الشامخة عابد خزندار، والذي اشرنا له بعبارة طبعت على كافة المطبوعات «محلق بين ثقافتين»، أراد من خلالها النادي ان يقدم ندوة عن ذلك الراحل ويعيد للذاكرة منجزات هذا الرجل والكثير مما قد يكون خافيا عنه لأبناء الجيل الحالي». تكريم الراحلين رؤية علي السبعي، عضو في نادي جدةومكة الأدبي، جسدها في قوله: «الراحل خازندار ابن مدينة جدة، كان من المفترض أن يكرم من سنين، حيث يعد رمزا من رموز الثقافة السعودية الذي صنع لنفسه قدرا خاصا يتعلق بقضية الحداثة كما حدد مواقفه القوية ولم يعبأ بالمترتب من نتائج، لأنه امتلك العدة والحجة والبرهان والمنطق، وارتبط خلال تلك المعارك القوية بقيم ومبادئ أرفع ما فيها الأخلاق للحقيقة والقضية. وعن تكريم الرواد ذكر السبعي: «هي لفتة جميلة يقدمها نادي جدة الأدبي يشكر القائمون عليها، ولكن السؤال لماذا يتم تكريم الأدباء الراحلين فيما لا يتم تكريم من هم على قيد الحياة، ولماذا تغيب المرأة ايضا عن منصات التكريم، أيعقل أنه لا توجد أديبة تستحق التكريم؟». بصيرته الفكرية أما الإعلامي عضو مجلس ادارة نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالعزيز قاسم فشارك بقوله: «سبق ان قمت بتسليط الضوء على حياة المبدع عابد خزندار، وقد شرفني الأديب والناقد حسين بافقيه عندما كتب تغريدة قال فيها إن أفضل من أرخ للأديب الراحل خازندار هو عبدالعززيز قاسم في كتابه مكاشفات، الذي كان عبارة عن حوار صحفي كبير جُمع في كتاب، وتم خلاله محاورته في شتى مجالات حياته». ويضيف قاسم: «تكريم الأديب عابد هو واجب على نادي جدة لكونه رمزا وطنيا نفخر به مهما اختلفنا مع ما يطرحه، ففي حياته اتجه خازندار إلى الكتابات الاجتماعية ليحقق شعبية كبيرة بنزوله للمواطن البسيط والطبقة الفقيرة ودفاعه عن قضاياهم بشكل كبير، كما أسهم عابد خزندار المثقف والمتنور والمفكر والصحافي عبر مقالاته ونشاطه الصحافي في ترسيخ الهوية الثقافية السعودية، وكان لبصيرته الفكرية الدور المؤثر في دعم الحراك الثقافي». مسؤوليات وطنية من جانبها أكدت نبيلة محجوب أن تكريم خزندار يعد تكريما للثقافة والصحافة ولكل من يحمل قلما، مشيرة الى أن التكريم هو سنة حسنة، إلا أن تكريم الإنسان في حياته له وقع أفضل، وتحدثت عن تجربتها مع كتابات الراحل خزندار فقالت: «تعلمت الكثير منه قبل ان اقتدي لعالم الكتابة، فكنت اقرأ مقاله اليومي في عكاظ، وتابعت انتقالاته عبر الصحف، حيث تميزت كتاباته بالوعي والشعور بالمسؤوليات الوطنية والثقافية وضراوة الفكر، لذلك فقد ارتقى هذا الكبير بالذات والشعور والتأملات ، كما أن اسلوبه مشوق ويقتحم القضايا بقوة وبكلمات مباشرة، وعندما توفي شعرت بالحزن الشديد عليه لأنه قامة من قامات الفكر والصحافة». أيقونه ثقافية أما الدكتورة أميرة كشغري فتقول: «يعتبر الراحل عابد خزندار رمزا وطنيا كبيرا وأيقونة منيرة في الساحة الثقافية، وتكريم النادي له يأتي من تكريم الأديب والمثقف السعودي، إلا أنني كنت أتمنى ان يكون هذا التكريم قبل رحيله، وهذا لا يقلل من جهود الاخوة المنظمين في نادي جدة الأدبي». واضافت الدكتورة كشغري: «هنالك عدة جوانب في شخصية الراحل خزندار وفي انتاجه، جزء كبير منها طرح في النقاش، ولكن هنالك جوانب انسانية اخلاقية عالية يتميز بها الراحل أتمنى أن يتم التطرق لها مستقبلا». منابر الفكر والثقافة فيما أكدت الشاعرة هند المطيري أن لا قيمة للثقافة أن لم تعتن بالأدباء والمثقفين وقالت: «تكريم الراحل خزندار يعد مبادرة محمودة تؤكد على قيمة المثقف والاديب حيث يعتبرون منابع الأدب ومنابر الفكر والثقافة، والمكرم -رحمه الله- أنموذج للمثقف المتنوع المجدد الذي يستحق التكريم؛ لإنسانيته الدافئة التي تميز بها صحفيا وإعلاميا ولجهوده النقدية التي تمثلت بإنتاجه النقدي المتنوع.