إن الظواهر الفلكية بمعناها العام تحدث بشكل يومي ودائم ولا تتوقف- بأمر الله- أبداً، ومنها على سبيل المثال حدوث الليل والنهار، وتغيّر نقاط الشروق والغروب للشمس والقمر، فهذه أحداث فلكية تحدث بمشيئة الله سبحانه وتعالى نتيجة حركات الدوران المختلفة، لكل من الشمس والقمر وكوكب الأرض. وهناك ظواهر فلكية أخرى لا تحدث كل يوم، ومنها ما قد يحدث من مرتين إلى ثلاث أو خمس مرات في السنة، بعضها له دورة زمنية (محددة) قدّرها الخالق سبحانه وتعالى، كخسوف القمر وكسوف الشمس لهم دورة زمنية تعاقبية باسم (دورة ساروس) وهنا نقطة لابد من التنويه عليها لتصحيح المفاهيم حول هذه الظاهرة الفلكية، فإن الناس لم تكن تختلف مع بعضها البعض حول (المعرفة المسبقة) بمواعيد حدوث الكسوف ! والعلم بمواعيد حدوث هذه الظاهرة ودورتها التعاقبية معروفة منذ آلاف السنين، فقد استخدمها الكلدانيون في بلاد الرافدين للتنبؤ بالكسوف والخسوف، وإنما الاختلاف كان فقط في التعليل أو الأسباب التي بموجبها يُحدِث الله سبحانه و تعالى هذه الظاهرة، وهذا مبحث قد يطول فيه الكلام. من جهته أوضح عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الأستاذ عبدالرزاق البلوشي ل «اليوم» أن هناك ظواهر أخرى لها دورات زمنية طويلة نسبياً كدورة مذنب هالي الذي يظهر في السماء كل 76 سنة تقريباً. وقد كان آخر ظهور لمذنب هالي عام 1986م وسيُشاهد بحول الله وقوّته مرة أخرى عام 2061م. والجدير ذكره أن العرب ثبّتوا مشاهداتهم لما يُعتقد بأنه مذنب هالي في كتبهم وأشعارهم. وحول أبرز الظواهر الفلكية المتوقع حدوثها بإذن الله في عام 2012م قال البلوشي إن اليوم الخميس سوف تكون الأرض في أقرب نقطة لها من الشمس، و3 مارس 2012م سيكون كوكب المريخ في أقرب نقطة له من الأرض مشيراً إلى أنه سيشهد العام كسوفا للشمس (كسوفا حلقيا) وخسوفا للقمر (خسوفا جزئيا)- غير مُشاهد في دول الخليج والوطن العربي– كما سيشهد تاريخ 6 يونيو 2012م عبور كوكب الزهرة أمام الشمس موضحاً أنها ظاهرة فلكية تحدث مرتين متعاقبتين كل 100 سنة تقريباً (آخر عبور للزهرة كان عام 2004م)، وفي 5 يوليو 2012م ستكون الأرض في أبعد نقطة لها من الشمس وسيشهد العام كسوفاً كلياً للشمس- غير مُشاهد في دول الخليج والوطن العربي.