شيعت مدينة العيون عصر امس جثامين أبنائها الثلاثة المتوفين غرقا بشاطئ القصار بنصف القمر بعد أن صلى عليهم بجامع عمر بن الخطاب جموع كثيرة من المصلين وتم دفنهم بمقبرة النهارش بمدينة العيون. والمتوفون الثلاثة هم: محمد العطيش وابراهيم الرحيمان وبخيت الرحيمان، الذين كانوا في رحلة صيد بشاطئ القصار يوم الاربعاء الماضي، وتم فقدهم في المساء مع موجة الغبار القوية التي شهدتها المنطقة، وتم إبلاغ حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، وبعد جهود كبيرة من البحث تم العثور على احد المفقودين عصر امس الاول، فيما تم العثور على الاخرين صباح امس بمساندة الجهات المشاركة المتطوعة منها فريق غوث للبحث والإنقاذ وعدد من الغواصين المتطوعين من مدينة العيون، وقد تلقى أهالي المتوفين التعازي في ابنائهم وسألوا الله العلي القدير ان يتغمدهم بواسع رحمته وان يسكنهم فسيح جناته. كما قدم ذوو المتوفين شكرهم لأمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على توجيهاته ومتابعته، والشكر موصول لمحافظ الاحساء صاحب السمو الامير بدر بن محمد بن جلوي ولجميع من شارك وساهم في البحث عن ابنائهم، سواء لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية ولفريق غوث للبحث والانقاذ وللمتطوعين من الغواصين من ابناء مدينة العيون. وكان حرس الحدود بالمنطقة الشرقية قد تمكن صباح أمس من العثور على الجثمانين الآخريين من الثلاثة الذين فقدوا الأربعاء الماضي على شاطئ «القصّار» بشاطئ نصف القمر نتيجة ما شهدته المنطقة من موجة الأتربة والغبار القوية «المظلمة». وقال الناطق الإعلامي بحرس الشرقية النقيب عمر الأكلبي: إنه واستكمالا لما تم الإعلان عنه في بيان سابق عن البحث عن مفقودين بشاطئ «القصار»، فإن غرفة العمليات بقطاع حرس الحدود بالخبر تلقت بلاغا عند السادسة والنصف صباح الخميس من مندوب حرس الحدود المشارك مع طيران الأمن المشارك في مهمة البحث عن أنه مشاهدة الجثة الثانية في عرض البحر وتم توجيه الحوامة المشاركة إلى موقعها وتم انتشالها، وعند الساعة السابعة تم العثور على الجثة الثالثة وتم انتشالها، وبعدها تم نقلهما إلى مستشفى مدينة العيون بمحافظة الأحساء. وفي حديثه ل«اليوم»، قال رئيس فريق غوث للبحث والإنقاذ في المنطقة الشرقية عبدالرحمن بن هلال: شاركنا حرس الحدود في عملية البحث عن المفقودين الثلاثة بشاطئ القصار والمساهمة في إيجادهم جميعا ولله الحمد، وتمت المساندة والمشاركة من الطيران الشراعي بعدد 3 طيارين و6 غواصين و8 سيارات دفع رباعي وأعضاء راجلين، بمتابعة من رئيس الفريق منصور العاطفي، مؤكدا أن العدد الاجمالي للفريق الذي شارك خلال اليومين الماضيين يصل إلى 30 فردا من الشرقية و18 فردا مساندا من فريق غوث بالرياض، موضحا أن الفريق يتواجد في كل مكان لتلبية نداء الواجب وسرعة الاستجابة للمحتاج، وتقديم المساعدة في أي مكان برا وبحرا، وتقديم ما نستطيع من خلال الطيران الشراعي والغواصين والسباحين والفرق البرية، بتجهيزات كلها فردية ابتغاء وجه الله تعالى. وقد عبّر أهالي المفقودين -أثناء تواجدهم لإنهاء إجراءات استلام أبنائهم المتوفين- عن شكرهم وتقديرهم الكبير للجهات المشاركة في عمليات البحث عن المفقودين، ممثلة في حرس الحدود بالمنطقة الشرقية، وكل من ساند وشارك من فريق غوث للبحث والإنقاذ ومن الأهالي المتطوعين. بدوره، قال سعود الرحيمان والد المتوفى إبراهيم الرحيمان -يرحمه الله- ل«اليوم»: «راضون بقضاء الله وقدره، ونسأله تعالى المغفرة لهم، وإنا لله وإنا إليه راجعون»، وأوضح أن ابنه سعود تناول معه الغداء يوم الأربعاء الماضي، وهذا آخر لقاء كان معه، مؤكدا أنه من المحبين للبحر، وقد فقدوهم يوم الأربعاء أثناء موجة الأتربة القوية، ومن وقتها لا نعرف عنهم أي شيء سوى أنهم داخل البحر. وقال محمد الرحيمان شقيق المتوفى بخيت الرحيمان -يرحمه الله-: إن أخاه الأصغر بخيت كان محبا ومتعلقا كثيرا بالبحر، ويحب كثيرا صيد الأسماك، وقبل ذهابه للبحر أكد لنا أنه متوجه للصيد، إلا أنه وبعد موجة الغبار القوية حاولنا الاتصال به من أجل الاطمئنان عليه وعلى زملائه إلا أنه لم يرد على اتصالنا، مما جعلنا نشعر بقلق طوال تلك الليلة، حتى تم التأكيد على أنهم داخل البحر، ونسأل الله العلي القدير أن يرحم جميع المفقودين ويسكنهم الجنة. أعضاء فريق غوث يستعدون للانطلاق الحوامة جابت عباب البحر لانتشال الجثث