تكشفت تفاصيل جديدة في عمليات الإجلاء التي نفذتها القوات البحرية السعودية في الأراضي اليمينة الأسبوع الفائت، بعد أن روى ناجون في العملية أحداثا جرت خلال 230 دقيقة، وصفوها بالعصيبة خلال إخلائهم ونقلهم إلى السفن التابعة للبحرية السعودية، بمساندة من القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه هادي التي عملت على توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية من أي مخاطر متوقعة من المليشيات الحوثية. اليوم" التقت بالمهندس محمد الحمويه كبير المخرجين في قناة الجزيرة، وأحد الناجين في عملية الإجلاء، والذي كان على متن السفينة الحربية سفينة جلالة الملك "الدمام"، يروي أن عملية الإجلاء تمت وفق خطة مدروسة مع القوات اليمنية والسفارة السعودية في اليمن، والتي خططت مسبقاً لإجلاء الرعايا دون إصاباتهم أو تعرضهم لأي مخاطر. ويضيف الحموية بقوله، "انتقلنا من عدن بواسطة المركبات المموهة، وذلك للتمويه على العناصر الحوثية وسط عشوائية واكبت خط السير بسبب ما تشهده شوارع عدن من فوضى عارمة وانتشار مخيف للأسلحة الخفيفة والثقيلة والقنابل، يحملها حتى صغار السن في كافة الشوارع اليمنية حتى تمكنا من الخروج من عدن خلال 60 دقيقة، والانتقال إلى أحد مرافئ الصيد جوار ميناء عدن، ثم الانتقال واسطة بحرية تجاوزت 4 ساعات، وذلك خلال وقت وجيز منذ انطلاق العملية، وقد وثقنا ذلك كونه لم يسجل في تاريخ الحروب عملية إجلاء مروراً بالعدو المستهدف في غاية السرية". وتحدث الحمويه إنه وفور خروج الواسطة البحرية من المياه الإقليمية اليمينة والوصول إلى السفن الحربية التي كانت متوقفة في عرض البحر، بعيدة عن مناطق الصراعات، تم نقلنا بطريقة احترافية وجمعنا وحصر الأعداد وفق خطة محكمة هدفها تأمين سلامتنا والتصدي لأي عدو، الأمر الذي مكننا رغم توقفنا لساعتين، وبعد جمع كافة الرعايا تمكنا من المغادرة. وبين الحمويه أن الرحلة التي استغرقت 72 ساعة في البحر الأحمر، تؤكد لنا جميعاً قدرة القوات البحرية السعودية على نجاحها في عمليات الإجلاء داخل أراضي العدو، حيث تقاطرت السفن الحربية وابتعدت عن مناطق رادارات البحرية التي استولى عليها المليشيات الحوثية والتخفي دون الظهور في أي خرائط بحرية، مشيراً بأننا كنا نتابع الأوضاع، ونحن في متن السفينة الحربية حتى أثناء الضربات الجوية، حيث إن الفترة الزمنية بين الضربة الجوية لعاصفة الحزم 6 ساعات بالتحديد. من جهته، روى عمر العيساوي من قناة سكاي نيوز وأحد الناجين في عملية الإجلاء التي نفذتها القوات البحرية السعودية بأن اليوم الأخير قبيل إعلان عاصفة الحزم، وردنا بلاغ بإخلاء البعثات الدبلوماسية بقيادة سفارة خادم الحرمين الشريفين في اليمن، والتعاون مع سفارات الخليج، وتم بحمد الله، خروجنا من مناطق الصراعات عبر أسطول مركبات مموه، حيث المشهد اليمني يؤكد تطور الأمر قبل الضربة الجوية، حيث انتشار الفوضى في الشوارع، وكل يمني يحمي منزله بواسطة ابنائه وابناء عمومته، وانتشار العناصر الحوثية في كافة الطرقات والعمل على التخريب وتهريب المجتمع اليمني بينما الاسطول المموه اسهم في تموه على العناصر الحوثية والخروج من نقاط التفتيش التي يضعونها بشكل عشوائي رغم أن الأسطول كان بحماية عسكرية يمنية معززة بأفراد أمن سريين لحماية جميع الرعايا ووصولهم إلى السفن الحربية السعودية. وبين أنه وفور وصولنا أحد مرافئ الصيد تم نقلنا بقوارب صغيرة وثم واسطة بحرية يمنية حتى وصلنا إلى السفن البحرية السعودية التي كانت في استقبال حار، ويؤكدون لنا بأنهم ينتظروننا منذ 10 أيام لنقلنا إلى المملكة بعد ورود تعليمات من الجهات المختصة في السعودية، واصفا شعوره بقوله: " وأنا على متن السفينة الحربية شعرت بالأمان الكبير وجلسنا جميعاً على متن السفينة لمدة 3 أيام متتالية في حماية البحرية السعودية". وكانت سفن القوات البحرية الملكية السعودية قد نجحت في تنفيذ عملية خاصة " الإعصار " لإجلاء 86 دبلوماسياً من سفارة خادم الحرمين الشريفين في اليمن والقنصلية السعودية في عدن وعدد من البعثات الدبلوماسية للدول الشقيقة والصديقة في اليمن وحمايتهم خلال الرحلة البحرية التي استغرقت 72 ساعة وتدعيم السفن بوحدات جوية وبحرية لحمايتها من أي مخاطر متوقعة من قبل المليشيات الحوثية. وقد تمكنت البحرية السعودية من إجلاء الدبلوسيين وفق خطة ساعية مدروسة وضمان حمايتهم وعودتهم إلى ديارهم سالمين، وذلك بكل احترافية وإتقان حسب ما هو مخطط له ودون وقوع أي أضرار أو إصابات، ولله الحمد، في المياه المواجهة لميناء عدن، بمشاركة الطيران البحري وعناصر من وحدات الأمن البحرية الخاصة. ونفذت عملية الإجلاء، صباح يوم الأربعاء الماضي، حيث قامت سفينة جلالة الملك " الدمام " وسفينة جلالة الملك " ينبع " من الأسطول الغربي بتنفيذ العملية ووصلت يوم السبت الماضي، إلى قاعدة الملك فيصل البحرية التابع للأسطول الغربي، وهي تقل الأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وبفضل من الله عز وجل. ناجون يدعون خلال وصولهم القاعدة البحرية بجدة الحمويه والعيساوي خلال سجودهم لله شكرا الناجون خلال استقبالهم في القاعدة البحرية بجدة سفينة «الدمام» الحربية التي أقلت الناجين