في أجواء ربيعية عائلية خاصة بين أحضان الطبيعة التي سقاها المطر، شهد مهرجان الألعاب الشعبية الذي تنظم فعالياته في متنزه الأحساء الوطني حضورا جماهيريا مميزا، توافد من مختلف مدن الواحة وبلداتها لمتابعة الفعاليات التي استمرت حتى مساء أمس السبت. حيث أسدل الستار عليه بعد أسبوع كامل، حفل بالعديد من البرامج والأنشطة الشعبية والتراثية، وأضافت متعة خاصة وجديدة للجيل الحالي. وشهد ميدان الألعاب الشعبية القديمة الجماعية منها والفردية، باقة من الألعاب القديمة، حققت رضا الزوار من جميع الأعمار، جملة من الألعاب شارك فيها الجمهور، ونال جوائزها التي تم رصدها. لكن الألعاب الشعبية الحركية الخاصة بالفتيان لاقت رواجا كبيرا ما منحهم فرصة المتعة والرياضة الحركية الممتعة. في حين تناول جدول برنامج الفعاليات ليوم أمس عددا من الأنشطة المتنوعة تزامنت إقامتها مع وجود الحرف والمهن الشعبية التي خصص لها الجزء الشمالي الشرقي من أرض المهرجان الذي يعرض منتجات الأسر المنتجة. كما حفلت الفعاليات أيضا بعدد من العروض الفلكلورية التي تقدمها فرقة العمران الفنية بشكل جماعي، التي قدمت العديد من الأهازيج الشعبية. وقد جذبت لعبة "ديري كح" الجمهور، وأشعلت ميدان الألعاب بالحماس، بينما الصناعات الخوصية التقليدية تلقى رواجا كبيرا من قبل الجمهور. وأكد الزائر محمد بوفهيد أنه وعائلته يحرصون على حضور الفعاليات بشكل يومي، مشيرا الى أهمية المهرجان في خدمة السياحة الداخلية بشكل مباشر. مضيفا أن المهرجان يجذب أعدادا متزايدة من الزوار لمتنزه الأحساء الوطني. كما أن المتنزه يجمع بين الطبيعة الخلابة الخضراء، والمناطق الرملية الواسعة، فهناك خيرات كثيرة تلبي للأسرة شغفها، حيث تجمع متعة المهرجان وتنوع الطبيعة. بينما أشادت الزائرة أم عبدالحميد بالتنظيم الجيد للمهرجان في مختلف الفعاليات، مشيرة إلى الحضور المميز للصناعات الحرفية، معتبرة أن الصناعات الحرفية هي توأم للسياحة. داعية إلى التركيز على هذه الصناعات في مختلف المهرجانات التي يتم تنظيمها داخل واحة الأحساء كونها مرآة تعكس ثقافة هذه المحافظة، مؤكدة أن مخزون التراث في الأحساء متنوع وهي رمز وجزء أصيل من تراث المملكة العريق. وفي ركن فرع مركز التنمية الأسرية بمدينة العمران وما حولها استفاد الزوار من الاستشارات الأسرية المتنوعة التي يقدمها الركن مجانا عن طريق استشاريين متخصصين في مجالات عديدة تحظى بإقبال كبير، تحت متابعة وإشراف يومي من قبل مدير المركز حجي النجيدي، الذي أكد أن المركز يقدم خدماته على مدار أيام الأسبوع في المركز بمدينة العمران. مشيرا إلى أن المركز تمتد خدماته نحو 33 بلدة، إضافة إلى بعض الحالات التي ترد للمركز من الهفوف والمبرز ويعمل في نطاق ثماني جمعيات خيرية وفرعين لجمعية البر بالأحساء بتعداد سكاني أكثر من 200 ألف نسمة. مبينا استفادة عدد كبير من الشباب المقبلين على الزواج، من الدورات التي ينظمها المركز، إضافة إلى تأهيل ستين مصلحا أُسريا بدورة دبلوم تخصصية. وأشار إلى أن نسبة النجاح في إصلاح ذات البين بلغت %73، موضحا أنَّ الهيكل الإداري للمركز يتكون من أقسام : الاستشارات الأسرية، والاستشارات النفسية، والاستشارات التربوية، وإصلاح ذات البين، والبرامج العامة والدراسات، والقسم المالي والإداري.