وصف إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط ، موقف خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالاستجابة لنداء الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية لإغاثة الشعب اليمني المسلم، وصفه بالموقف الإسلامي الحازم الرشيد السديد، محذرا من إشاعات المغرضين، ومِن تقديم الأهواء أو النَّزعات، أو المصالح الفرديّة، على مصالح الدِّين والوطن والأمّة. وأضاف فضيلته في خطبة الجمعة أمس: إنّ من ولاه الله أمرَ هذه البلاد قد قام بحمدِ الله بإطفاء نار الفتنةِ، وحماية الحوزةِ، والحفاظ على الوَحدة، وصيانةِ كيان الأمّة، وإغاثة الإخوة في اليمن الشقيق، ورفع الظلم عن ساحتهم، بقطع دابر الفساد والمفسدين، وإعادة الحقِّ إلى نصابه، والحفاظ على أمن بلاد الحرمين الشريفين، وعلى أمن وسلامة المنطقة بأسرها. وقال فضيلته: إن اتخاذ ولي أمر هذه البلاد المباركة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الموقف الإسلامي الحازم الرشيد السديد، بالاستجابة لنداء الرئيس الشرعي للجمهورية اليمنية لإغاثة الشعب اليمني المسلم، وحماية الديار اليمنية من بغي وعدوان وطغيان البغاة الطغاة المعتدين، على الشرعية المعترف بها محليا وعربيًّا ودوليًّا، ولإيقاف تمددهم الذي يهدد أمن الديار اليمنية أوَّلاً، ثم أمن وسلام المنطقة برمتها ثانيًا، فكان هذا الموقف بحمد الله موفقًا كلَّ التوفيق، مسدّدًا راشدًا؛ لأنه يستند إلى قواعد الشرع، ويحتكم إلى مبادئ الدين الحنيف، ويسعى إلى الحفاظ على المصالح العليا للأمة من جهة، وإلى الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين من جهة أخرى، فلا غرو أن يحظى بمناصرة ومؤازرة ومعاضدة أهل الإسلام قاطبةً في كل ديارهم وأمصارهم، وإلى تأييد ومساندة ودعم كافة العقلاء والحكماء في كافة أرجاء الأرض؛ نعمةً منه وفضلاً، يؤتيه من يشاء من عباده.wمؤكدا أن حق الأخوة وحق الجوار، وبالنظر إلى طبيعة الرسالة السامية التي تحملها بلاد الحرمين الشريفين للعالمين، وصفة المهمة الشريفة المسندة إليها، باعتبارها بلداً جعله الله تعالى قبلة للمسلمين، ومقصداً للعابدين، وملتقى للإخوة في الدين، ومثابةً للناس لا يقضون من زيارته الوطر، ولا ينالهم في التردد عليه سأم، مع ما أفاض الله عليها من خيرات، وما أفاء عليها من بركات؛ فقد وفق الله تعالى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - باتخاذ الموقف الإسلامي الحازم الرشيد السديد، بالوقوف إلى جانب الأشقاء في اليمن. وأضاف فضيلته: نحمد الله كثيرا على ما أولى هذه البلاد من نعم، والحمد لله كثيرا على ما منَّ به عليها من توفيق قادتها إلى هذا الخير والحمد لله كثيرًا على ما أكرم به من بلوغ المراد، ونصرة الحق، ودحر الباطل، وكبت الحاقدين، وصدِّ المعتدين، وإحباط مساعي العصاة المنشقين الباغين سائلا الله سبحانه وتعالى المزيد من فضله ونعمائه، ودوام التوفيق إلى رضوانه، وإلى نصر دينه وإعلاء كلمته، والذود عن حرماته، وإغاثة الملهوف من عباده. ودعا فضيلته الله عز وجل أن ينصر أبناءنا وإخواننا من العسكريّينَ المرابطين على الثغور، في كافة قطاعاتهم، وأن يؤيدهم بتأييده، ويحفظهم بحفظه، وينصر بهم دينه، ويعلي بهم كلمته، ويحفظ بهم أمن البلاد ومصالح العباد. وحذر الدكتور الخياط من إشاعات المغرضين، ومِن تقديم الأهواء أو النَّزعات، أو المصالح الفرديّة، على مصالح الدِّين والوطن والأمّة، وإنها لأمانة أفلَحَ من أدّاها على وجهِها، وقام بحقوقها واتَّقى الله فيها، ألا وإنّ من ولاه الله أمرَ هذه البلاد قد قام بحمدِ الله بإطفاء نار الفتنةِ، وحماية الحوزةِ، والحفاظ على الوَحدة، وصيانةِ كيان الأمّة، وإغاثة الإخوة في اليمن الشقيق، ورفع الظلم عن ساحتهم، بقطع دابر الفساد والمفسدين، وإعادة الحقِّ إلى نصابه، والحفاظ على أمن بلاد الحرمين الشريفين، وعلى أمن وسلامة المنطقة بأسرها. وأردف فضيلته يقول: إن هذه البلاد المباركة ستبقى بمشيئة الله تعالى كما كانت دائمًا وكما أراد الله لها؛ مَوئلاً للهداية، ومبعَثًا للنّور، ومثابةً للنّاس، وحِصنًا حصينًا تتكسَّر عليه أمواج الفتَن، وترتدُّ عن حياضه سهامُ المكرِ والكيد والعدوان والطغيان. وتطرق فضيلته إلى التآلف وفضله، ذلك أن الله تعالى- كما قال بعض أهل العلم -: "قد وثق صلات المسلمين خاصة بلُحمةٍ أقوى من النسب، هي وحدة العقيدة بما ينشأ عنها من وجدان مشترك، وتآلف، وتعاطف، وتعاون، وإخاء، لأن صلة الدم أو الجنس قد يَمسُّها فتور، وهي أشد ما تكون قرابة، أما وحدة العقيدة فإنها قرابة قوية دائمة متجددة، يذكرها المسلمون وهم ينطقون بالشهادتين في سرهم وجهرهم، ويذكرونها في صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم البيت، ويذكرونها في طاعتهم لله، وخضوعهم له واستعانتهم به، ويذكرونها في كل لمحة عين، أو خفقة قلب، أو تردد نفس". وأشار الدكتور الخياط إلى أن عظم هذه النعمة وشرف منزلتها، ورفعة قدرها، يستوجب كمال العناية بأمرها، وتمام الرعاية لحقوقها، ومن أعظم ذلك وآكده وأوجبه: إغاثة الإخوة في الدين ونصرتهم، ورفع الظلم وصد العدوان عن ديارهم، لا سيما من كان منهم جاراً مجاوراً، فإن له من حقوق الجوار التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تأكدها ولزومها، وتعين القيام بها بقوله عليه الصلاة والسلام: «ما زال جبريل يوصي بالجار حتى ظننت أنه سيورثه» أخرجه الشيخان في صحيحهما. وفي المدينة، تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي أمس عن وقفة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الحازمة تجاه المصاب الذي أصاب اليمن الحبيب، وما وصلت إليه الأمور فيه، والتي يسجلها التاريخ في وقفاته الحازمة نحو ما يخطط ويدار حيال عقيدة المسلمين ودينهم ومقدراتهم وبلدانهم. وقال فضيلته: تابع المسلمون ببالغ القلق تطورات الأحداث الخطرة في بلاد اليمن الحبيبة، حتى وصل الأمر من فئة بغت إلى الاعتداء على شرعية القيادة وعلى أهل البلد ككل، بما هتك الأمن والأمان وأخاف وروع الآمنين، بل أصبح هذا الاعتداء يشكل تهديدا صريحا لأمن المنطقة أجمع واستقرارها، خاصة بلاد الحرمين الشريفين ومجتمعها. وبين أن الأصوات الحكيمة كانت قد انطلقت من منطلق العقل ورداء الحكمة تسعى وتجتهد إلى لم الشمل في اليمن الحبيب، وإعادة الأمن واستقرار المجتمع بكل ما يمكن من الحلول السلمية والمعالجات الحوارية الراقية، وخير دليل على ذلك ما قامت به دول الخليج العربي، ولكن الأمر أصبح يزداد خطرا والموقف يشتد ألما، فقد غيبت القيادة الشريعة عن قيادة البلاد جبرا وقهرا حتى غدت الأمور إلى فوضى خطرة تنذر بضرر عظيم وشر مستطير على اليمن وأهله وجيرانه من المسلمين. ومضى الشيخ قائلا: لقد عانى اليمن وأهله من أعمال عدوانية من الاعتداءات المستمرة على القيادة والمجتمع اليمني، حتى نادى نداء العقل منذرا بخطورة تقسيم وتفكيك اليمن وضرب أمنه واستقراره وجره إلى حروب أهلية تحرق البلاد وتهلك العباد، ويطال شرها من في اليمن ومن حوله من جيرانه. وأكد فضيلته أنه في خضم هذه المواقف الحرجة والظروف العصيبة التي يمر بها كثير من بلاد المسلمين من اعتداءات لا تستقيم مع الدين الحنيف ولا الخلق المنيف، وفي ظل الأنانية المستحكمة والجشع والمصالح الذاتية التي تخدم أجندات تهدف إلى مس أمن مجتمعاتنا، والعداء لعقيدتنا والسعي إلى تفتيت بلداننا واحتلال مقدراتنا، وفي ظل تلك المعطيات، ومن منطلق المسؤولية الملقاة على عاتق حكامنا من بذل الأسباب التي - بإذن الله - تحفظ البلاد والعباد، ومن مبادئ المسؤولية التي تحملها ولاة أمور المسلمين من وجوب التعاون على حفظ مصالح مجتمعاتهم، وتحقيق الأمن والسلم المنشودين إقليميا وعالميا وصد مخططات أعداء المسلمين التي تريد الدمار والهلاك للمنطقة ككل، ومن هذه الأسباب وبعد استنفاذ الحلول السلمية وعدم جدوى المعالجة السياسية، وبعد أن طالبت قيادة اليمن الشرعية وناشدت إخوانها في البلدان الإسلامية بالوقوف إلى جانب الشعب اليمني لحماية اليمن من المنزلقات الخطرة والمنعطفات السيئة والعواقب الأليمة التي يعم ضررها جميع المسلمين، وبعد كل هذه المخاطر الجسيمة أتت وتأتي تحركات الدول الإسلامية وفي مقدمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» بالوقوف إلى جانب قيادة وشعب اليمن لتضع حلا حازما ناجحًا لهذا الانفلات. وحذر الشيخ، آل الشيخ، الأمة من التفرق واختلاف الكلمة ومن تفريق الصف ومن المخططات التي تمكر بها، وتسعى إلى تفكيك وحدتها والنيل من عقائدها ومقدراتها، وتهدف إلى نسف الأمن والاستقرار في المجتمعات والبلدان الإسلامية. ودعا الحكومات وأهل الحل والعقد أن تجتمع كلمتهم على المواقف الحازمة والتحركات القاضية على مشكلات الأمة، بما يحقق المقاصد الشرعية والأهداف الدنيوية، ويفوت على الأعداء الفرصة في تحقيق أهدافهم الخطرة ومقاصدهم الشريرة، فإن الشر يعم والخير يخص. ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي أهل اليمن جميعا علماء وساسة ومثقفين وعامة أن يجمعوا أمرهم ويوحدوا كلمتهم؛ ليدفعوا عن دينهم وعقيدتهم وبلادهم الأخطار المستحكمة والأضرار المستطيرة التي تنال الدين والدنيا، وأن يقفوا سدا منيعا أمام كل مخطط ماكر وهدف خبيث. وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف إلى أن نعم الله «سبحانه وتعالى» على أهل هذه البلاد متعددة، ومنها نعمة القيادة التي تميزت بتحكيم الشريعة وتعظيمها والحرص على حفظ أمن هذه البلاد، أرض الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة، بلاد كل مسلم على هذه الأرض، والتي أمنها أمن لكل المسلمين جميعا. وسأل الشيخ حسين آل الشيخ المولى «جل وعلا» أن يعين قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي عهده الجميع ذا حكمة بصيرة وعقل راجح، فها هو لم يألُ جهدا في تحركاته السياسية التي تهدف إلى جمع كلمة الأمة ووحدة صفها والحفاظ على أمنها وأمانها والمحافظة على راحتها واستقرارها ومصالحها، فإن وقفته «حفظه الله» وقفة تاريخية يسجلها له التاريخ في وقفاته الحازمة تجاه ما يخطط ويدار حيال عقيدة المسلمين ودينهم ومقدراتهم وبلدانهم. ووجه فضيلته حديثه لأهل بلاد الحرمين بقوله: على أهل هذه البلاد أن يقفوا صفا واحدا مع قادتهم وولاة أمورهم، وأن يعلموا أنه انطلاقا من النصوص والقواعد والمقاصد الشرعية في تحقيق المصالح ودرء المفاسد ورعاية أمن الحرمين الشريفين وحدودهما وتعزيز الأمن والسلم الدوليين ليشاهدوا هذه المواقف الحازمة من ولاة أمرنا في هذه البلاد المباركة، وأن ذلك يستحق المؤازرة والتأييد من جميع المسلمين لتسلم الأمة أجمع من الشرور وأسباب الخطر ومن المخططات التي لا منتهى لها.