تراجعت جميع أسهم شركات القطاع العقاري أمس بنسب متفاوتة عقب موافقة مجلس الوزراء أمس الأول على فرض رسوم على الأراضي البيضاء. وأغلق سهم «دار الأركان» على تراجع بأكثر من 6% عند 9.35 ريال، وهبط سهم «العقارية» بأكثر من 9% عند 41.03 ريال. فيما هبطت أسهم «إعمار» و«مكة للإنشاء» و«مدينة المعرفة» و«طيبة القابضة» و«التعمير» بنسب تراوح بين 5 و7%، وكان سهم «جبل عمر» الأقل انخفاضًا بنسبة طفيفة جدًا. وأوضح المحلل الفني عبدالله الجبلي أنه بعد الارتفاعات المتوالية والتي كانت سمة الحركة السعرية لقطاع التطوير العقاري منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي كان لزامًا على القطاع الدخول في موجة تصحيح متوقعة الحدوث بسبب تحقيقه لقمة تاريخية جديدة وتضخم المؤشرات الفنية والتي كانت تشير إلى حصول تصحيح محتمل، وحدث ما كان متوقعاً من هبوط لكن بشكل أكثر حدة من المتوقع بسبب موافقة مجلس الوزراء على توصية مجلس الشؤون الاقتصادية بفرض رسوم على الأراضي البيضاء داخل النطاق العمراني. وقال الجبلي: إنه بعد هذا الخبر كان لا بد أن يكون قطاع التطوير العقاري من أكثر القطاعات تأثراً في تداولات جلسة الثلاثاء وكان هذا بالفعل ما حدث، فمواكبة التحليل الفني المتوقع للهبوط مع صدور هذا القرار أكد أن الموجة القادمة على القطاع هي موجة هابطة قد تتوقف على مشارف دعم 7,350 نقطة، وهي تمثّل منطقة الدعم الأولى والتي بكسرها سيتجه للدعم الأقوى والأهم خلال المسار الحالي عند 6,480 نقطة. وأشار إلى أن درجة حدة الهبوط القادم على القطاع ستحدده ملامح آلية الرسوم والتي ستظهر في وقت لاحق، فصرامة الآلية من حيث نسبة الرسوم والمدة الزمنية لها وهل ستكون بأثر رجعي من تاريخ صدور الموافقة من مجلس الوزراء أو لا؟ كل تلك الأمور سيكون لها بالغ الأثر في السلوك السعري للقطاع والذي سيظهر على الرسم البياني لها خلال ما تبقى من العام الحالي. وأضاف الجبلي: أيضًا قوة الهبوط ستختلف من شركة لأخرى، فالشركة التي لديها مخزون من الأراضي ستكون متضررة بشكل أكبر مما سيجعل الهبوط عليها واضح بشكل ملحوظ خاصةً تلك التي لديها أراضٍ بأسعار عالية كالشركات التي لديها أراضٍ في مكةالمكرمة أو المدينةالمنورة أو في مناطق بالغة الأهمية في المدن الرئيسية، مبينًا أن ذلك كله سيدفع بتلك الشركات إلى وضع خطط إستراتيجية لتطوير تلك الأراضي أو بيعها قبل بلوغ أجل الرسوم المستحقة وهو ما سيجعل أصول تلك الشركات تتغير خارطتها بشكل كبير سواءً إلى الأفضل أو العكس. ومن جهتهم أكد اقتصاديون أن قرار فرض الرسوم له تأثير ايجابي على سوق الاسهم باتجاه السيولة المجمدة في الاراضي البيضاء من العقار الى الاسهم، وذلك ببيع الاراضي المتوقع انخفاض اسعارها بنسبة تصل الى 30% واستثمارها في قنوات استثمارية أخرى كسوق المال. وتوقع محمد السويد الشريك بشركة «أس بي تي» انفستور تدفق سيولة استثمارية كبيرة، من قطاعات أخرى أبرزها العقار إلى سوق الأسهم السعودية بعد تعزز التوجهات بفتحها أمام المؤسسات العالمية الأجنبية. فيما أكد عضو لجنة الاستثمار والأوراق المالية في غرفة الرياض الدكتور عبدالله المغلوث أن قرار فرض الرسوم على الاراضي سيسهم في كبح الأراضي السكنية المرتفعة والملتهبة ويجعل حدًا لأطماع بعض الملاك لتلك المساحات التي لا يستفاد منها ولا تحسب إضافة للاقتصاد الوطني. وأضاف المغلوث إن القرار صائب وسليم ويشجع اصحاب ملاك مساحات الاراضي البيضاء إما البيع أو التطوير او بناء وحدات سكنية كون هناك فجوه كبيرة في شُح المساكن وقلتها مؤكدًا أن هناك قروضًا عقارية تنتظر أصحابها، ولكن مع الأسف لا يجدون أراضي بأسعار معقولة ومتوفرة، وهذا القرار سوف يساعدهم لتوفر تلك المساحات وبأسعار منطقية، مشيرًا إلى أن القرار سوف يضغط على العقاريين وملاك المساحات الكبيرة ويسهم في خلق أنواع جديدة من الاستثمارات العقارية ومنتوجات تساعد كافة شرائح المجتمع للاستفادة منها. وبالنسبة للمؤشر العام فقد ارتفع أمس بنسبة طفيفة بلغت نحو 0.1% بعد أن كسب نحو 11 نقطة الى مستوى 9331 نقطة، فيما بلغت قيمة التداولات نحو 8.9 مليار ريال. وبلغت صفقات السوق في نهاية التداول 154,670 صفقة، بينما تمّ تداول 352,450,130 سهمًا، وبلغ عدد الأسهم المرتفعة للشركات 88 شركة، بينما بلغ عدد الأسهم المنخفضة 61 شركة، فيما استقرت أسهم 13 شركة، وذلك بعد أن أصبح مجمل الشركات المتداولة في السوق 167 شركة مع تعليق تداول 5 شركات. وتراجع سهم «دله الصحية» بأكثر من 6% عند 128.06 ريال عقب إعلان الشركة توقعها عدم استيفاء بعض شروط اتفاقية شراء «مستشفى باقدو والدكتور عرفان» بنهاية المدة المحددة، وعدم رغبة الطرف البائع تمديدها. وبالنسبة للأسهم الأكثر ارتفاعا فقد تصدّرها سهم «سايكو» بسعر 51 ريالًا ونسبة 9.94% وإضافة 4.61 نقطة، وجاء سهم «التعاونية» تاليًا بنسبة 9.3% وسعر 92.75 ريال بعد أن أضاف 7.89 نقطة، ثم سهم «بوبا العربية» بنسبة 4.52% وسعر 189 ريالًا بعد أن أضاف 8.18 نقطة، مسجلًا أعلى إغلاق منذ الإدراج، أما الأكثر انخفاضًا فتصدّرها سهم «العقارية» بنسبة 9.73% بعد أن خسر 4.41 نقطة ليغلق عند 40.9 ريال، تلاه سهم «التعمير» عند سعر 23.5 ريال وخسارة 1.67 نقطة بنسبة 6.63%، تلاه سهم «إعمار» بنسبة 6.59% وفقدان 1.04 نقطة عند 14.75 ريال. وعلى صعيد القطاعات، فقد تلوّنت 9 قطاعات باللون الأخضر تصدّرها قطاع «التأمين» عند مستوى 1623 نقطة بعد أن ارتفع نحو 54 نقطة بنسبة 3.47%، تلاه قطاع «الطاقة والمرافق الخدمية» الذي كسب نحو 112 نقطة تعادل 1.73% عند مستوى 6564 نقطة، ثم قطاع «الإسمنت» بعد أن كسب نحو 110 نقاط ليرتفع 1.59% إلى مستوى 7009 نقاط، فيما تلوّنت 6 قطاعات باللون الأحمر تصدّرها قطاع «التطوير العقاري» بنسبة بلغت 2.86% بعد أن خسر نحو 246 نقطة ليتراجع إلى مستوى 8357 نقطة، تلاه قطاع «الاستثمار الصناعي» بنسبة 0.79% بفقدانه نحو 68 نقطة ليعود إلى مستوى 8566 نقطة، ثم قطاع «التجزئة» الذي خسر نحو 120 نقطة بنسبة 0.7% عند مستوى 17159 نقطة.