السياحة من منظور اقتصادي قطاع إنتاجي يلعب دوراً هاماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات، فهي هدف للتنمية، وفرص لتشغيل الأيدي العاملة. فصناعة السياحة مصدر ثراء لا ينضب، وباب رزق لا يُقفل، تشعبت فروعها وتداخلت في جميع مجالات الحياة لتؤثر وتتأثر بها. وقد برز دورها وأهميتها في عدد كبير من دول العالم ولنأخذ على سبيل المثال: ارتفعت مساهمة قطاع السياحة في إجمالي الناتج القومي لدولة الإمارات العربية المتحدة من 1٪ عام 1971م إلى نحو 10.4٪ عام 2014م، مما يعكس حجم النمو الكبير في هذا القطاع الذي من المتوقع أن تصل عائداته إلى 80 مليار درهم بحلول عام 2024م بعد أن بلغت نحو 60 مليار درهم عام 2014م. وفي لقاء تعاوني بين جامعة الدمام والهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع مركز آفاق الإبداع الإداري والجودة والتدريب؛ عُقد بكلية الآداب برنامج تمكين المجتمعات المحلية «السياحة تثري» لمنسوبات جامعة الدمام يوم الخميس الموافق 23/4/1436ه. وقد خرجن بعدد من التوصيات تعد بمثابة رسالة مبعوثة وعلى وجه السرعة للقائمين على هذا القطاع الحيوي الهام في الهيئة العامة للسياحة والآثار -حيث إن هذا القطاع رغم أهميته لم يُعط الاهتمام المطلوب بالرغم من الخيرات الطبيعية والبشرية التي تزخر بها مملكتنا الحبيبة، وما يُنفذ دون المستوى وغير جاذب للفئات المتعلمة الواعية بأمور السياحة -مفادها: ضرورة بذل المزيد من الجهد والتعاون المستمر بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والجامعات للاستفادة من العقول الفذة والخبرة والتخصص، وعقد البرامج وورش العمل والملتقيات العلمية السياحية بصورة مستمرة كي يبقى القطاع السياحي حيويا وبارز المعالم للجميع، وتأسيس لجنة سياحية أو مكتب سياحي خاص داخل الجامعة يمثل حلقة وصل بين الجامعة «أعضاء هيئة تعليمية وإدارية وطلاب» واللجنة العليا للسياحة والآثار لتسهيل عملية التواصل والتعاون بين الجهتين في إقامة المعارض السياحية والدورات والورش التدريبية، وتنظيم رحلات سياحية لأعضاء هيئة التدريس والمهتمين في المجال السياحي لتعريفهم بالمناطق السياحية المجهولة بالمملكة ليسهل نقلها للطلاب، ودعم المشاريع البحثية السياحية. ولا يخفى عن الجميع أهمية الإعلام السياحي من خلال نشر الجديد في عالم السياحة المحلية، وتوزيع كتيبات وخرائط سياحية بشكل سنوي للتعريف بالمناطق السياحية غير المعروفة للعامة، مع ضرورة العمل على نشر الوعي السياحي في المجتمع نظراً لانتشار بعض العادات والتقاليد التي تحد من تطور السياحة والترويح في المملكة. إضافة إلى فتح مجالات للدراسة السياحية المتخصصة في الجامعات السعودية لتخريج مرشدين ومرشدات سياحيات. باختصار؛ لابد من إدراك أهمية تفعيل دور عضو هيئة التدريس والاستفادة منه في الاستشارات والبحوث التي تخدم السياحة. آن الآوان للعمل بجدية والتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والآثار ووزارة المالية ووزارة التجارة والصناعة وغيرها، وتسهيل أمور المستثمرين لإنشاء المشاريع السياحية الترويحية التي نحن في أمس الحاجة لها على مستوى عال لتحقق الفائدة المرجوة. وهناك المزيد من الأفكار والخطط السياحية التنموية التي يمكن أن يزود بها أصحاب التخصص والمهتمون بالسياحة والقائمون عليها أصحاب القرار بالهيئة العامة للسياحة والآثار متى فُتح باب التعاون وأبدت الهيئة الرغبة في ذلك. أستاذ التنمية الاقتصادية بجامعة الدمام