اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب، أمس الأول، فعاليات دورته التاسعة، التي انطلقت يوم الأربعاء 13 جمادى الأولى الجاري، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، وافتتحه وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي. جاء المعرض في دورته التاسعة بعنوان «الكتاب.. تعايش»، بمشاركة ضيف الشرف دولة «جمهورية جنوب أفريقيا» و«915» دار نشر وهيئة ومؤسسة حكومية وأهلية وخيرية من 29 دولة تحمل «600» ألف عنوان، تغطي حقولاً علمية ومعرفية متنوعة، على مساحة تقدر بحوالي 23 ألف متر مربع، و5 صالات رئيسية. وواكب المعرض التطور التقني في جميع مساراته ومسيراته على القارئ، والكتاب، وملبياً رغبات القراء نحو عشق المعرفة وحب الاطلاع، حيث شهد المعرض تطوراً ملحوظاً في مجالات عدة، منها التوسع في استقبال دور نشر جديدة وأجنحة لجهات حكومية وخاصة، فضلاً عن التسويق الإلكتروني وخدمة الاستعلام، وزيادة عدد منصات التوقيع، والفعاليات الثقافية، بالإضافة إلى ورش العمل، والمحاضرات الثقافية التي ناقشت جملة من الموضوعات المهمة وغيرها من الجوانب التي أسهمت في خدمة القارئ والكاتب والكتاب ودور النشر. وشهد المعرض زيارات يومية لأصحاب السمو الأمراء، وأصحاب المعالي والفضيلة، وعدد من سفراء الدول المعتمدين لدى المملكة، والمثقفين والباحثين من مختلف مناطق المملكة، وبعض الدول الخليجية والعربية؛ للاطلاع على المعرض وشراء الكتب المفيدة وحضور الفعاليات المصاحبة. وقدمت وزارة الثقافة والإعلام إرثاً ثقافياً امتد طيلة أعوام عديدة عبر ندواتها الثقافية التي شغلت نصيباً كبيراً من الهوامش المصاحبة للمعرض، حتى باتت هذه الندوات مقصداً بحد ذاته للمثقفين، وعبر «تعايش» الذي حمله المعرض شعاراً له في دورته التاسعة، تنوعت 18 ندوة ثقافية حاملة في طياتها مضامين أدبية وفنية وثقافية وقانونية، ومستضيفة أساطين العلم والثقافة والفن والفكر. كما خص المعرض الشباب والأسرة بحيز كبير من الاهتمام عبر ورش خصصت لمواضيع شبابية بالشراكة مع مؤسسات وجمعيات خيرية استضافت في مجلسها التجارب الكتابية الشبابية، والتعصب الرياضي، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة بهذه المرحلة العمرية، التي تشكل الشريحة العمرية الأكبر في المملكة، وتضمن المعرض ورشاً متعددة وجهت للأمهات فقط؛ لمعالجة صعوبات تعليمية وتربوية، عوضاً عن تطوير أساليب التواصل مع الطفل. وكرمت الوزارة عشرة فائزين بجائزة الكتاب في حقول معرفية متعددة خصص لها لجان تحكيم؛ لضمان جودة من تصل إليه رسالة التقدير، كما كرّمت الوزارة الأدباء الراحلين الذين انتقلوا إلى جوار ربهم العام الماضي بعدما أثروا الساحة الثقافية والفكرية بلب تفكيرهم وعظيم جهودهم، وخصصت جناحاً لنتاجهم وكتبهم التي ألفوها، وكرّمت أيضاً، في هذه الدورة أصحاب عشرة متاحف خاصة تفانوا من أجل التراث باذلين الغالي والنفيس في المحافظة عليه وإعطائه عمراً جديداً ليمنح أجيالاً صاعدة عديدة فرصة التعرف على جوانب مختلفة من تراث بلادنا. واهتم المعرض في برامجه بالطفل، إذ جند له كل ما يضيف إلى متعته فضلاً تربوياً وتعليمياً، واحتفى المعرض بالطفل، عبر تخصيص صالة خامسة إضافية للأجنحة التي تخدم شرائح الطفولة العمرية بإصداراتها الورقية وألعابها التعليمية، إضافة إلى أنشطة الطفل التي شكلت سبباً إضافياً راجحاً لزيارة المعرض، إذ قدم ركن الطفل خدمات احترافية منحت العوائل فرصة ترك أطفالهم من أعمار صغيرة مع عدد من المتطوعات اللاتي بادرن بإشراف أكاديمي وتربوي بتقديم عدد من أنشطة الطفل العملية عوضاً عن قراءة القصص وتقديم مسرحيات العرائس والمسابقات. وجاءت توقيعات الكتب التي مثلت لدور النشر حفلاً تسويقياً للكتب، إذ بلغت الكتب الموقعة حتى هذا اليوم أكثر من 250 كتابا لكاتب وكاتبة، أعطاهم معرض الرياض الدولي للكتاب هذه الفرصة، احتفاء بجهودهم وتقديرا لإبداعهم. الأطفال تعايشوا مع الثقافة والمعرفة في المعرض