سقوط اللاعب إبراهيم غالب في براثن غول الملاعب والعدو الأول للرياضيين، وإصابته بقطع الرباط المتصالب للركبة إثر تعمد لاعب لخويا القطري بوضيف الذي قصد إيذاء غالب وإخراجه من المباراة، وضعنا في حالة ذهول وحيرة وتضاد فكري. فما يحدث من خروج عن النص في بعض المباريات وسط تهاون وعدم مبالاة من حكم المباراة يجعل أشرار الملاعب يتجاوزون كل الخطوط الحمراء ويعممون ممارساتهم غير السويّة التي تشوّه وجه كرة القدم الجميل. وللأسف أن لجنة الانضباط الآسيوية لم تبد حتى هذه اللحظة أي موقف حازم تجاه التهور والعنف الذي مارسه اللاعب بوضيف ضد أقدام إبراهيم غالب. الاتحاد الدولى يقف موقفا حازما جدا تجاه العنف بالملاعب ويقيم دورات وندوات وجوائز بينما الاتحاد الآسيوي يشجع العنف بالملاعب بصمته وموقفه السلبي لمن يستحقون العقاب الصارم. للأسف الاتحاد الآسيوي يعيش حالة من الفوضى الإدارية بعد تسنّم الشيخ سلمان آل خليفة هرمه الإداري، وأصبحت جُلّ قراراته عشوائية وتفتقد كثيرا الرجاحة والإنصاف. وسوف نفقد أكثر من لاعب على شاكلة افتقادنا للاعب إبراهيم غالب ما دام أن الاتحاد الآسيوي يسير على نفس نهجه وصمته المحبط. بل سنجد قراراته تكون بحزم أكبر عندما يكون طرفها فريقا أو لاعبا لفريق سعودي عندها ستجد أشياء كثيرة لم تكن موجودة في اللائحة، وتُمارس بحقه النرجسية الأدائية بالقرارات. مواقف جميلة ما شاهدناه ولمسناه من بعض لاعبي الاتحاد والشعلة تجاه اللاعب إبراهيم غالب لم يكن مستغربا من اخوة في مجتمع مترابط ومتحاب وتربى على التوادّ والتراحم والتعاطف، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى. والتفاعل الكبير من أفراد فريق النصر تجاه زميلهم يعكس مدى الحب الذي يحملونه لإبراهيم والأجواء الأسرية التي يعيشونها داخل النادي والتقارب الكبير بينهم. شاهدنا العديد من اللاعبين أصيبوا بذات الإصابة وربما أقوى ولم يكن تفاعل زملائهم معهم كما حدث مع إبراهيم، فالروح الجميلة التي تجمع اللاعبين برهنوا عليها في أكثر من موقف. العمل الكبير الذي قام به الأمير فيصل بن تركي لبناء فريق يحمل مواصفات متفرّدة أتى بثماره ما شاهدناه قبل وأثناء وبعد مباراة الشعلة، وأوصل الفريق لمرحلة التفوق الفني والبطولي. ولن تقف مسيرة النصر ما دام هناك من يعمل بصمت وجدّ واجتهاد، وهناك من يقدر هذا العمل ويبادله بإيجابية كبيرة، هنيئا للنصر برئيسه ولاعبيه وجماهيره.