لعله من المفيد ذكره أن نقول: هل استفاد أحدنا من التقويم السنوي غير العدد واليوم وأحوال الطقس والمناخ واستطرد فيه ما تعنيه الكلمة أو الخطاب المباشر وغير المباشر من آية مباركة أو حديث شريف أو حكمة أو شعر بحيث يدير بوصلة الهم الموضوعي من صورة الرقم وأحوال اليوم والشهر والسنة إلى فكرة النص وتعميم الفائدة والتواصل وقراءة ما هو مثبت فيه- التقويم- من التوجه الديني والاجتماعي، وكذلك التنوع في مسارات الأدب والثقافة. (الكل) يذهب على أن التقويم- الكلندر- يتجه بثقله العام إلى التأريخ في مكانه وزمانه.. فعندما يكون على طاولة العمل أو في دهاليز البيت- لا يعرف له طريق- هل هذه الورقة التي تناظرنا بمعلوماتها، هي تابعة لذات اليوم الذي نعيشه، أو هو المهمل في إحدى زوايا المكان المعتاد التواجد فيه، وسافي التراب أو الغبار يملؤه مسطر بين وريقاته ومكنون صفحاته بعض المواعيد المهمة الخاصة بالمستشفيات مثلا أو زيارة أحد أجهزة الدولة أو بعض الذكريات الجميلة والماتعة. الأهم من هذا كله، هو التجديد واستحصال الوعي والتطوير في استقبال المعلومة وتكرار حضورها وإذابة بعض أنماط الكسل والرتابة والتشجيع على القراءة وتتبع القناعات الضرورية في شتى أنواع المعارف والعلوم، ليس تحويل في وحدة الثوابت أو تغيير نتائجها حال القراءة، وإنما تنزه في عقول أصحابها وأفكار أربابها، وكذلك قضاء هذا الوقت البسيط فيما ينفع ويفيد لنأخذ مثلا: ليس الجمال بأثواب تزيننا إن الجمال جمال العلم والأدب وكذلك، «ثمرة القناعة الراحة وثمرة التواضع المحبة». واقرأ أيضا: ولا ترجُ السماحة من بخيل فما في النار للظمآن ماء ألا يا باغي الخيرات أقبل ولا تركن إلى الفعل الحرام من عفّ عن ظلم العباد تورّعا جاءته ألطاف الإله تبرعا اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل أمر له وقت وتدبير العلم أشرف مطلوب وطالبه لله أكرم من يمشي على قدم «المشورة راحة لك وتعب لغيرك» «أفضل الجود أن تعطي من غير مسألة» «اثنان لا يجتمعان الكذب والمروءة» إلى آخر ما في هذه الواحة الفيحاء، مما تطيب له النفس ويسر الخاطر ويعتمل التفكير. وعليه.. ألا يستحق ذلك القراءة بجانب ما هو مخصص له من يوم وتأريخ ومواعيد وذكريات.