«إذا أردت أن تسعد إنساناً فحبب إليه القراءة»، هذه المقولة الذائعة تشير لأهمية حب القراءة، التي تنمي لدى الإنسان ملكات كثيرة وخبرات متنوعة، ومن الوسائل المميزة التي بدأنا نرصدها لدى شرائح من الشباب السعودي: السعي في تكوين مجموعات شبابية قارئة، تجتمع أسبوعياً أو شهرياً؛ لمناقشة كتاب في أي مجال من مجالات الفكر والمعرفة، وهذه وسيلة فعالة ليشجع الشباب بعضهم البعض على الاطلاع والقراءة ولها فوائد عديدة: أولها: أن التزام الشاب مع أصدقائه بموعد محدد لمناقشة كتاب، يساعده على الجدية في القراءة، والالتزام بإنجاز قراءة كتاب خلال مدة معينة. ثانياً: إكساب الشاب ملكة الحوار والنقاش مع أقرانه والدفاع عن وجهة نظره وتحليل الأفكار والمعلومات. ثالثاً: اكتساب مهارة الإنصات الجيد لدى الآخرين، وتقبل الآراء المتنوعة، وسعة الأفق في التعامل مع الرأي المخالف. سنعيش في الأيام المقبلة تظاهرة ثقافية كبرى في معرض الكتاب الدولي في الرياض، ومن المهم اقتناص الآباء والمربين حلول هذا الموسم الثقافي، باصطحاب الأبناء للمعرض؛ لتكوين مكتبة المنزل أو تجديدها وإثرائها. والأهم من ذلك ألا ينتهي دور الآباء عند التسوق لشراء الكتب، بل يتعداه لبرامج عملية يمكن من خلالها جعل القراءة «عادة يومية» لدى الأبناء، وهذا يتطلب سعي الوالدين لغرس حب القراءة منذ الطفولة، فهناك مكتبات ودور نشر أصبحت تهتم بقراءة الطفل، وإصدار ما يحتاجه من كتب ومجلات وقصص، ولا شك في أن لهذه الكتب والمجلات والقصص شروطاً، من أهمها: أن تحمل المضمون التربوي المناسب للبيئة التي يعيش فيها الطفل، وأن تناسب العمر الزمني والعقلي، وأن تتميز بالإخراج الجميل والألوان المناسبة والصور الجذابة والأحرف الكبيرة. قبل أن نفكر معاشر الآباء والمربين في تأمين مستقبل أولادنا المعيشي، علينا أن نفكر كذلك في تأمين مستقبلهم المعرفي والثقافي؛ لأن عقل الإنسان وأفكاره ومداركه هي مركز التحكم الذي ينطلق منه الإنسان؛ لصياغة أحلامه وأمنياته وبناء مستقبله وحياته.