الذي يعتقد أن الإدارة العامة للمباحث في دعوتها للإعلاميين الأسبوع الماضي للمشاركة في ملتقى إعلامي وزيارة الموقوفين، ولقاء قيادات هذه المؤسسة الوطنية، وعلى رأسهم الفريق عبدالعزيز الهويريني، تهدف إلى تحسين صورتها الذهنية لدى الرأي العام، من يرى ذلك أرجو أن يكون اجتهاده في هذا التصور غير صحيح. المباحث مؤسسة وطنية، ولا أقول جهاز ضبط فقط، هي فعلا مؤسسة تتبنى مشروع حماية الأمن الوطني، وتساهم بقوة في مشروع الأمن الفكري، وتتبنى مشروع التنمية المهنية المحترفة لمواردها البشرية، وفي كل ذلك مشاريع تنمية مستدامة تضيف وتعمق مشاريعنا الوطنية. إذا كانت صورة المباحث سلبية، فهذه في تصورات الأشرار محترفي التحالف مع الشيطان، هؤلاء الحلفاء هم من تطاردهم المباحث لترد عنا شرورهم، وتحمي مجتمعنا من تدميرهم، وإخواننا في المباحث يخاطرون بأرواحهم، وأرواح أبنائهم وأهاليهم في سبيل هذه المهمة، فهم ممن يحملون أرواحهم على أكفهم، كما هو حال جميع رجال الأمن ورجال القوات المسلحة. في السنوات الماضية تعزز دور مؤسسات الضبط الأمني في بلادنا، وتطور أداؤها ومهنيتها والتزامها بالأنظمة العدلية، فمع تعاظم مخاطر الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة اتضح لنا كبر وعظم المهمات الوطنية والمقدَّسة التي يتصدون لها، وهذه وسعت ودعمت الصورة (الذهنية الإيجابية) عنهم. إذا كان هناك قصور في الصورة الذهنية لدى الناس فهذا مرده وسائل الإعلام التي تُمارس عملها انطلاقا من غريزتها الأساسية، أي الشك والريبة والتمرد على كل ما له علاقة بالحكومات، وهذه حالة ذهنية ثقافية طبيعية للمؤسسات الإعلامية، ونحن جزء من هذه الظاهرة، وأضفنا إليها حالة التكاسل، نريد ممارسة عملنا من المكاتب، ونريد المعلومة أن تأتي إلينا ولا نسعى لها، ثم نلوم الآخرين على تقصيرهم، وكأن هؤلاء همهم انتظار الإشارة من العاملين في الإعلام! المباحث العامة، مثل جميع مؤسسات الدولة، لا تستطيع أن تحجب نفسها وتواري عملها عن الناس، أو عن وسائل الإعلام، فالمؤسسات التي ترعى الشأن العام متاحة بقوة النظام لمن يرغب التعرف عليها عن قرب. هي متاحة وقريبة للناس وللإعلام لأن لدينا الهم الوطني الذي نتشارك فيه جميعا. نحن في بلد نتسابق فيه للبناء ولتأكيد الذات وللعيش بسلام وأمان، كما يريد الله سبحانه وتعالى لعباده، وما نواجهه من تحديات أو مشاكل، ليس عصيا علينا مواجهته والتغلب عليه، إذا صدقت النيات واستجمعت العزائم. أقول لإخواني وزملائي: عن أية صورة سلبية تتحدثون، هل نفتش في أنفسنا؟.