الزراعي الممتد لقرون موغلة في القدم، بل هو اليوم الثاني بعد أن دشن جلالة الملك فيصل مشروع الري والصرف بالأحساء عام 1392م والذي اعتمد على تدفق العيون الطبيعية «الخدود، أم سبعة، الجوهرية، الحارة»، وغيرها من العيون حيث شقت قنوات الري ومدت المزارع بالمياه لتظل الأحساء خضراء دائماً تزينها النخيل التي ارتبطت بتاريخها وحضارتها وشكلت معها عوامل الجذب للمنطقة، اليوم نعيش مرحلة نقلة جديدة حيث يدشن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية مرحلة التحول في بنية المشروع توافقاً مع النمو العمراني وتقنيات توزيع المياه، فهناك أكثر من مليون متر طولي من الأنابيب تمدد لتصل بالماء الى أكثر من 25 ألف حيازة زراعية تشكل في مجملها قصة عطاء وبذل كبير من الدولة -رعاها الله-، والتي تعمل على تحقيق طموح الفلاح وتوفير سبل الاستدامة له تحقيقاً لجملة عوائد اقتصادية واجتماعية، فالدولة -رعاهاالله- لم تدخر وسعاً في دعم هذا المشروع الذي كان حلماً عايشت أنا من موقعي بداية فكرته واهتمام الزملاء في الهيئة وفي مقدمتهم سعادة المدير العام م/ أحمد الجغيمان بدراسة المشروع والعمل على تنفيذه وفق ما يحقق الاهداف، وفي هذا اليوم الذي تفتح أمام المزارع والحواضر السكنية آفاق التواصل والطرق ويسعد الفلاحون بوصول المياه الى مزارعهم عبر شبكة آلية تزيدنا فرحة النجاح بهجة وسرور ونظل ندعو لقيادة بلادنا بالتوفيق والسداد، فحجم ما بذل لهذا المشروع مبلغ سخي يصل الى 1100 مليون ريال بذل من أجل الاحساء ومن أجل رزق أهلها واستدامة زراعتهم وبهجة واحتهم لتظل رمزاً للخير والعطاء، كما ان هذا المشروع ضمن سلسلة مشاريع حيوية قادمة، فنشكر كل من بذل وكل من ساهم، والله الموفق.