يبدو أن هذا العام سيكون عاماً أخضر بكل المقاييس، فالأهلي الفريق الذي لا يخسر حتى الآن، وهو أيضا الفريق الذي يقدم كرة ممتعة ويسيطر ويفرض شخصيته في كل المباريات اذا استثنينا مباراة نصف نهائي ولي العهد وفي هذه المباريات عادة تختلف الحسابات لكن الفريق اجمالاً يقدم كرة جماعية ممتعة. وأول مؤشرات «الميركاتو الشتوي» توحي بأن الأهلي سيزداد قوةً وشراسةً بعد عودة سيزار لصفوف الفريق وتقديمه أداءً جيدا في المباراتين السابقتين، ولمسات الوافد الجديد أوزفالدوا التي بعثت بإشارات طمأنة للمدرب والجمهور الأهلاوي. الأهلي فريق ظلمته الأقدار أكثر من أي شيء آخر، فغيابه عن لقب الدوري لم يكن ليبلغ 32 عاماً لو لم يتغير نظام الدوري إلى نظام المربع الذهبي لنحو 17 عاما تصدر خلالها الأهلي الدوري مرتين، وخلالها وبعدها فقد كثيرا من نجومه الذين لاحقتهم الإصابات وساهمت في اعتزال البعض وغياب البعض الآخر لفترات كان الفريق في أمس الحاجة لخدماتهم، اضافة لعدد من الأخطاء التحكيمية التي أبعدت الأهلي في بعض المباريات كما ابعدت غيره. لكن الأهلي في هذا العام مختلف، فقد استوعب درس الموسمين الأخيرين جيدا وتنبه إلى ان دكة البدلاء لا تقل أهمية عن اللاعبين الأساسيين فعمل على تقويتها واستقطاب أفضل العناصر المحلية التي لا تقل في امكاناتها الفنية عن العناصر الأساسية، وبات مرشحاً لجميع البطولات المحلية وحتى الآسيوية التي حل فيها وصيفا في النسخة قبل الماضية. على مستوى الدوري فارق خمس نقاط لا يبدو امراً صعباً فأي خسارة للنصر وفوز الأهلي في لقاء الفريقين تعني تقدم الأهلي بخلاف ما قد يتعرض له النصر في مباريات قوية اخرى، وهذا يعني أن تغيير المراكز أمر وارد جدا خلال المرحلة المقبلة. من هنا أقول لبقية الأندية: أحذركم.. الأهلي فمن يريد تحقيق أي بطولة عليه أن يخطط جيداً كيف يستطيع إيقاف الفرقة الخضراء، فأهلي اليوم ليس أهلي الأمس، أنتم أمام فريق يعرف ما يريد ويسعى لإعادة حضوره على مستوى الدوري بأي ثمن. أيضا أقول للأهلاويين وأظن أنهم يفكرون فيما أريد قوله ألا وهو التركيز على بطولة الدوري أولاً وثانياً وثالثاً، فكأس ولي العهد رغم أهميتها فقد حققها قبل ثماني سنوات ويملك في رصيده عددا جيداً لتحقيقها وكذلك كأس الملك فهي أيضا مهمة لكن الملكي حديث عهد بها وهي لعبته المفضلة ولاينقصه سوى الدوري الذي غاب عنه كثيراً. وكما قلت سابقا أظن ان الأهلاويين على مستوى الادارة والنادي يدركون ذلك جيدا وعدم اشراك السومة أمام النصر خير دليل رغم الأنباء التي تحدث عن شفائه إلا ان أنباء أخرى خرجت قبل المباراة لتؤكد ابعاده عن التشكيل الأساسي لاعطائه مزيدا من الراحة خوفا من عودة الإصابة، واظن أن السيد جروس إذا لم يتأكد من أن مباراته غدا في نهائي كأس ولي العهد لن تؤثر على هداف فريقه الأبرز فإنه سيحتفظ به من أجل الدوري.