شددت الجهات المعنية على جميع معارض السيارات موديل 2015 ومستودعاتها في كافة مناطق المملكة على ضرورة التقيد ببطاقة اقتصاد الوقود على المركبات الخفيفة ومتطلباتها. كما أعلن المركز السعودي لكفاءة الطاقة عن إطلاق حملة توعية للمركبات يوم الأحد المقبل، بينما تقوم وزارة التجارة بجولات تفتيشية على المعارض ومستودعات السيارات 25 فبراير الجاري. وكشف المركز عن وجود دراسة لتطبيق البطاقة على المركبات الثقيلة، مبينا أن هناك غرامات مالية سيتم تطبيقها على المعارض والمستودعات التي تخالف التعليمات الصادرة والتي تتمحور بضرورة وضع بطاقة اقتصاد الوقود على نافذة السيارة للمقعد الخلفي لقائد المركبة كون وجودها ملزما وأي تغيير في البطاقة أو نزعها أو وضع معلومات مخالفة لواقع المركب سيتم إحالة ذلك للجنة الغش التجاري للبت في القضية. وأوضح المهندس نايف الحميضي من فريق النقل البري للمركز السعودي لكفاءة الطاقة خلال ورشة العمل بعنوان «التعريف ببطاقة اقتصاد الوقود على المركبات الخفيفة ومتطلباتها» والتي نظمتها غرفة الرياض بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة أمس، أن طاقة اقتصاد الوقود هي بطاقة تهدف إلى زيادة وعي المستهلك بكفاءة الطاقة للمركبات التي يقل وزرنها عن 3500 كيلو جرام وما تحققه من فوائد اقتصادية موضحا ان البطاقة التي أعدها المركز السعودي لكفاءة الطاقة بالتعاون مع الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس تتضمن معلومات توضح مدى استهلاك الطاقة لكل طراز من المركبات، حيث تم تصنيف قيم اقتصاد الوقود إلى ستة مستويات «ممتاز، جيد جدًا، جيد، متوسط، سيئ، سيئ جداً، كما تحتوي على معلومات مثل نوع السيارة، سنة الصنع، سعة المحرك، نوع الوقود المستخدم، اقتصاد الوقود «عدد الكيلومترات / لتر» وموضحا انها تهدف إلى تحسين اقتصاد الوقود في مركبات النقل الخفيف. وأبان الحميضي أن جميع السيارات المستوردة منذ تاريخ 2010 للمملكة تم عمل دراسات عليها وبحث بصورة دقيقة حول عملية استهلاكها للوقود والنظر للطريقة المثلى في وضع القوانين والأنظمة المعدة لذلك كون المواصفات التي عملت هي في الأساس تعتبر المواصفات القياسية الأمريكية والتي تمثل المعيار الذي تم تطبيقه. وقال: «يوم الأحد المقبل ستبدأ الحملة التوعوية للمستهلكين عبر القنوات التي تم تحديدها من خلال الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بالإضافة إلى القنوات التلفزيونية والإذاعية المختلفة، كما أن جميع السيارات المتواجدة حاليا تشملها كافة تصنيفات البطاقة والتي تم تحديد ست مستويات الأول ممتاز وجيد جدا وجيد ومتوسط وسيئ وسيئ جداً، والتي تتراوح فيها نسبة توفير الوقود من درجة إلى أخرى بواقع 5% من نسبة استهلاك الوقود بصورة إجمالية». ونوه المهندس الحميضي إلى أنه في شهر أغسطس القادم سيتم إصدار البطاقات عبر الموقع الإلكتروني لموقع كفاءة الطاقة والذي يسمح لكافة أصحاب الشركات بإصدار بطاقاتهم عبرها والتي تم تحديد مبلغ مالي رمزي للإصدارات، كما انه تم اختبار اقتصاد الوقود من خلال حسابها بنسبة 60% سير السيارة داخل المدينة و40% من خلال سير السيارة خارج المدينة في طرق طويلة. وأضاف: كان هناك برنامج والمختص في زيادة استهلاك الديزل في السيارات إلا أن هذا البرنامج تم إيقافه كون الديزل الموجود حاليا ليس بكامل الجودة وغير نظيف مما جعل البرنامج يقف ويتم إطلاق اقتصاد الوقود والذي يعول عليه الشيء الكبير في الاقتصاد الفعلي للوقود. ويعتزم المركز السعودي لكفاءة الطاقة بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إطلاق حملته التوعوية الثالثة (حملة المركبات) يوم الأحد المقبل 26 ربيع الآخر 1436 ه الموافق 15 فبراير 2015 م، بهدف توعية الجمهور حول دلالات بطاقة اقتصاد الوقود الخاصة بالمركبات، والسلوكيات المثلى للقيادة التي تسهم في خفض استهلاك الوقود. وتأتي هذه الحملة التي تستمر لمدة 4 أسابيع في إطار الحملة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة (لتبقى) التي يتبناها المركز السعودي لكفاءة الطاقة ضمن عدة حملات توعوية بدأ تنفيذها عام 2014م، وتستمر ثلاث سنوات، بداية بحملة (تقدر تخفض فاتورتك)، الخاصة بترشيد الاستهلاك في أجهزة التكييف، وحملة (الفرق واضح) الخاصة بالعزل الحراري في المباني. وتعد (حملة المركبات) ضمن جهود البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة الذي يعمل على إعداده المركز السعودي لكفاءة الطاقة، حيث يعمل البرنامج على جمع وتنسيق جهود العديد من الجهات الحكومية المعنية من وزارات وهيئات حكومية وكذلك شركات وطنية كبرى للحد من تزايد استهلاك الطاقة في ثلاثة قطاعات رئيسية هي المباني والنقل البري والصناعة. وتستهدف الحملة بمناشطها المتنوعة والمكثفة 24 مدينة رئيسية في المملكة، حيث تستخدم العديد من الأساليب الإعلانية والتوعوية للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور، وايصال الرسائل التوعوية والتثقيفية بشكل مبسط ومباشر لأكبر فئة ممكنة، عبر استخدام الصحف الورقية والإلكترونية، ولوحات الطرق، وأبرز الفضائيات والإذاعات وشبكات التواصل المجتمعي والمواقع الشهيرة على شبكة الانترنت. وستركز (حملة المركبات) على إيصال عدة رسائل للجمهور بهدف الاقتصاد والتوفير في استهلاك الوقود في المركبات، واستخدمها بالشكل الأمثل الذي يحقق الفائدة للوطن والمواطن، حيث ستعمل على التعريف ب(بطاقة اقتصاد الوقود) التي تساعد على اختيار السيارة الأقل استهلاكاً للوقود، والتوصية بتجنب التسارع والتباطؤ المتكرر والمفاجئ في القيادة، والعمل على استخدام مثبت السرعة في الطرق السريعة، لأنها تقلل من استهلاك الوقود، إضافة إلى التعريف بأن إحماء السيارة لمدة تتجاوز ثوان قليلة يعد هدراً للطاقة، كما يؤثر سلباً على العمر الافتراضي لها. يذكر أن 12 مليون مركبة تجوب حالياً طرق المملكة العربية السعودية، التي يقدر مجموع أطوالها ب80 ألف كيلو متر، وتستهلك هذه المركبات يومياً من البنزين والديزل نحو 811 ألف برميل وهو ما يصل إلى (23 %) من الاستهلاك الإجمالي للطاقة في المملكة. وبحسب المختصين فإن حجم المركبات الخفيفة منها يقدر ب82 %، فيما يبلغ عدد المركبات التي تجاوز عمرها الزمني 20 عاماً (2.2) مليون مركبة. وتشير التوقعات إلى استمرار نمو أسطول المركبات للأعوام القادمة، ليصل عام 2030م، إلى أكثر من (26) مليون مركبة، وأن يرتفع معدل استهلاكها اليومي من البنزين والديزل إلى نحو (1,860,000) برميل، إن لم تتخذ إجراءات عملية لرفع كفاءة استهلاك الطاقة والحد من الهدر.