حرصت ان يكون العنوان بهذه الصيغة حتى يعلم القاصي قبل الداني اننا في مملكتنا الحبيبة لا نقدس الاشخاص، وان عبدالله بن عبدالعزيز كان انسانا منا بكل ما تحمله الكلمة من معنى قبل ان يكون ملكا، بسيطا في خطابه، تلقائيا في كلماته، أحب شعبه وبادله شعبه المحبة، لم يتظاهر بالحب بل كان محبا صادقا مع شعبه، فكانت النتيجة الطبيعية ان يبادله شعبه بنفس الحب والود. لم يتصنع الخطابات الرنانة - رحمه الله - بل كان همه ان يرى المشاريع والافعال تتحدث عن نفسها وهذا هو الاهم. كان دائما يقول: «أنا واحد منكم وأحتاج إلى دعمكم ودعائكم فلا تنسوني من دعائكم». الآن علينا ان ندعو له بالرحمة والمغفرة؛ تلبية لطلبه وندعو لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بالتوفيق والسداد. رحل أبو متعب وبقيت إنجازاته الداخلية والخارجية والتي شملت شتى المجالات، ولا يمكن أن يغطيها مقال واحد، ولكن مع وجود (قوقل) ابحثوا في محركاته العملاقة بالتفصيل حول المدن الاقتصادية، والجامعات التي تضاعفت في عهده لأكثر من ثلاثة أضعاف، من اراد ان يتعرف على انجازاته بالتفصيل في التعليم، وفي الاقتصاد في مشاريع الاسكان والاهم توسعة الحرمين الشريفين التي لم يسبق لها مثيل، كلها ضغطة زر. رغم صعوبة المرحلة التي تمر بها المنطقة، لم يكن متشنجا في خطاباته، بل وجدنا للطرفة واللطف مكانا في أحاديثه، الامثلة كثيرة ولكن أختصرها لكم في مثالين، الاول: عندما كان مجتمعا مع ابنائه المواطنين والمواطنات في احدى المناسبات، وعندما عرج بالحديث على مرض (عرق النسا) رد بعفوية وقال ما معناه، النساء ما منهم مرض ما يجي منهم إلا كل خير، وكانت لفتة كريمة تنم عن احترامه للمرأة. وانا اقول خذوها مني غالبا (الرجال هم ساس البلا)!!. الموقف الثاني: عندما كان في احد الاجتماعات وكان الحديث حول الاقتصاد، طلب من الحاضرين ان يؤمنوا عندما قال (قولوا الله يطول عمره) عندما سألوه من يقصد بهذه الدعوة، قال لهم: (أقصد البترول) ونحن هنا نقول آمين، ونضيف على دعوته رحمه الله، ان يطول في عمر البترول وان يرفع سعره ايضا. رسالة إلى كل المحبين للملك عبدالله، نقول لهم: مهما بلغ المديح يبقى ملكا وليس ملاكا، ولن ينفعه سوى الدعاء وخاصة في جوف الليل، علينا بالدعاء له كما طلب منا، وهذا الذي يحتاجه وينفعه، وعلينا ان نكون حذرين من نشر او تمرير اي مقطع فيه تشويه او إساءة؛ لأننا بهذه الطريقة نخدم اصحاب النوايا الخبيثة دون علمنا ولكن بإرادتنا للاسف. هناك من يستغل اي مناسبة في نشر سمومه حتى يحدث الشرخ في المجتمع عن طريق تمرير مقاطع صوتية او مصورة، لأفعال شاذة من شواذ من هنا وهناك، أذكر لكم مثالا حيا على ما حدث مؤخرا، قام شخص، ومرر مقطعا لاحد المساجد في فلسطين والناس مبتهجة، كتب ذلك المريض (الفلسطينيون مبتهجون بموت الملك عبدالله)، بعد التحقق من المقطع تبين ان المصلين مبتهلون فعلا ولكن كان الخبر عن موت شارون. لذا يجب ان يكون عندنا الوعي الكافي حتى لا نقع في الفخ، وهذه نصيحة لنا جميعا، نحن في داخل الوطن مهما اختلفت مناطقنا وقبائلنا ومذاهبنا، لا نزايد على محبة مليكنا ووطنيتنا لاننا شاهدنا مقطعا هنا او هناك. مستشار تدريب وتطوير