أكد عدد من المثقفات أن فقيد الأمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -طيب الله ثراه- حقق كثيرا من الإنجازات والنجاحات للمثقفات السعوديات في عهده الزاهر في مختلف مجالات الثقافة من الادب والفن والمسرح. منابر الثقافة حيث قالت الدكتورة عفاف يماني: "ليس هناك أعظم مصابا لأرواحنا جميعا من رحيل والدنا وقائدنا ملك القلوب والإنسانية الملك عبدالله -رحمه الله- بعد أن ترك بصمات راسخة ومتميزة في مسيرة شعبه عموما وللمثقفين والمثقفات خصوصا". وقالت: "الحديث عن المآثر التي قدمها والدنا -المغفور له- لا تكفيها أحاديث صحفية ولا حتى كتب، ففي قلب كل إنسان في مملكتنا صور متنوعة عن تلك المآثر، وأحب أن أشيد وبقوة بدور مهرجان الجنادرية في الرقي بالثقافة والانفتاح المتبادل بيننا وبين مثقفي العالم الذين انبهروا بما وصلت إليه المملكة من ثقافة راقية، إضافة إلى مهرجانات "جدة التاريخية" و"سوق عكاظ" في الطائف، والتي تعتبر منابر ثقافة ورقي فكري واجتماعي". حسّه الإنساني وقالت الكاتبة الدكتورة أميرة كشغري: إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- اشتهر بعدة خصال منها حسه الإنساني العميق ووقوفه مع كل ما من شأنه إعلاء قيمة الإنسان، ولا عجب أن ترك إرثاً ثرياً قوامه الإنسان ومحوره مصلحة المواطن في كل المجالات الإنسانية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية. وتطرقت كشغري لتحول مهرجان الجنادرية من الوطنية والمحلية ليصبح عرساً ثقافياً عالمياً يلتقي من خلاله المثقفون السعوديون مع المثقفين العرب ومن كل دول العالم هو خير دليل على ما قدمه الملك عبدالله -رحمه الله- للمثقفين والأدباء. واضافت: "لا ننسى بالتأكيد دعمه المعنوي والمادي للثقافة متجسداً في إنشائه جائزة للترجمة باعتبارها جسرا للتواصل بين الحضارات والثقافات ورفده الأندية الأدبية بدعم مالي لتطوير المؤسسات الثقافية، ومواكبة احتياجاتها لتنفيذ نشاطاتها المنبرية وملتقياتها السنوية". ثقافة التسامح وقالت الناشطة الاجتماعية الدكتورة فاطمة الانصاري: "رحم الله الملك عبدالله الانسان الذي كانت مسيرته مليئة بالانجازات والعطاءات في كافة المجالات الانسانية والثقافية، كما انه صاحب الفضل الأول والكبير في نشر ثقافة التسامح والأخوة بين الناس بكافة طوائفها وأديانها، فقد كان همه أن ينشر ثقافة العيش بسلام ليس في وطنه فقط، بل امتد للعالم العربي والاسلامي والدولي، حيث سعى بكل مقدراته وحكمته إلى فتح باب الحوارات الدينية وتبادل الثقافات بين دول العالم". اهتمامه باللغة العربية من جهتها، بينت المشرفة في إدارة التربية والتعليم بالاحساء سعاد العوض أن عهد المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان حراكا ثقافيا تاريخيا لم يسبقه احد من ساسة المملكة، حيث تميز بشخصية استثنائية سجلت إنجازاً ثقافياً وإنسانياً، ونشرت ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية للحوار داخل المملكة وخارجها، إضافة لحرية التعبير في كافة الحقول الثقافية والاجتماعية والإنسانية. وقالت العوض: "إنجازات والدنا الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز كثيرة ولا يمكن حصرها في مشاركة بسيطة، ولكن لعلي أود أن أشيد باهتمامه وحرصه على المحافظة على اللغة العربية، من خلال إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية؛ إيماناً منه بأن النهضة العلمية والفكرية والحضارية تقوم على حركة الترجمة المتبادلة بين اللغات، وكونها ناقلاً أميناً لعلوم وخبرات وتجارب الأمم والشعوب والارتقاء بالوعي الثقافي وترسيخ الروابط العلمية بين المجتمعات الإنسانية، وهو ما جعله يطلق جائزة عالمية للترجمة مقرها مدينة جنيف السويسرية باسم "جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة" لتعزيز التواصل والحوار بين الحضارات والثقافات لاختراق حواجز اختلاف اللغة ونقل المعارف والعلوم الإنسانية والتطبيقية، بما يسهم في الارتقاء بالمجتمعات الإنسانية".