تطوّع 30 شابا من محافظة الأحساء في تنظيف المقبرة الجنوبية بالطرف، إذ رفعوا عنها المخلفات والحشائش، التي طالما طالبوا الأمانة بإزالتها منذ سنوات عبر خطابات، مدركين أن الاعتماد على أنفسهم أجدى للحفاظ على حرمة المقبرة والاهتمام بمكان الأموات. وأعرب منتصر المطر عن استيائه من تجاهل خطابات أهالي الطرف المتكررة منذ سنوات، والتي تم إرسالها لوزارة الشؤون البلدية والقروية لتنظيف المقبرة، ومقابلته عددا من المسؤولين للاهتمام بها، وأضاف أن المقبرة لا يوجد بها حارس وأن الباب مكسور مما يعرضها للاعتداءات، سواء من بعض أصحاب النفوس الضعيفة أو حتى البهائم، ناهيك عن نمو العشب. وبيّن أن الميزانية المخصصة للأمانة عام 1434ه تضمنت إنشاء سور جديد لمقبرة الطرف، إلا أن هذا المشروع لم ير النور في المدينة دون أي تبرير أو اهتمام من الجهة المعنية، حتى لجأنا للقيام بحملة تطوعية من الأهالي لتنظيف المقبرة التي امتلأت بالحشائش والأوساخ. من جهته، قال مشرف الحملة تركي الحساوي: إن حملة تنظيف المقبرة استمرت أربعة أيام متواصلة من الظهر حتى المغرب، لافتاً إلى أن أصغر متطوع، طفل عمره ثمانية أعوام بعدما ضُمَّ للمتطوعين بناءً على رغبة والده، وأكبرهم أربعون عاماً، وأتوقع أن يكون العدد في ازدياد، لافتاً إلى أن الطلاب الصغار المنضمين لهذه الحملة، وأولياء أمورهم لديهم الرغبة والدافع لهذا العمل الخيري. ولفت إلى أن أهالي الطرف يقومون دوريا بحملة لتنظيف المقبرة سواء من النباتات القائمة أو ردم الرمال وما إلى ذلك، مشيراً إلى أن من أهداف الحملة دعم مركز اللشمانيا؛ لإزالة الشجيرات الصغيرة والميتة، موضحاً أنَّ ذبابة اللشمانيا عادة تعيش على مستوى الأرض، وتنتقل في الأماكن المهجورة. وبيّن عبدالمنعم الدحيم، أنه في هذا العام، قسمنا العمل إلى قسمين لتقليل الجهد، حيث نظفنا نصف المقبرة تقريباً خلال يومين، وذلك ضمن الحلقة الأولى من المشروع، لافتاً إلى أن الحملة الأولى شملت تقليم الأشجار، وحرق المخلفات وترتيب القبور، وسنتابع العمل في المرحلة الثانية لإنهاء الحملة بالشكل المطلوب. وأضاف: نحن فقط منظّمون من الناحية التنظيمية والمادية والعمل الحقيقي قائم على الشباب المتطوعين. وأكد أحمد المطر أن الحملة تهدف لتنظيف مقابر الطرف وترميم القبور القديمة، و إزالة الحشائش والمخلفات من المقبرة، وأن فكرة الحملة جاءت من قبل الأهالي ليتسنّى لهم الزيارة وحماية القبور وتنظيفها من الحشائش والمخلفات، وإكرام حرمة الموتى. وكان أمين الأحساء قد أكد ل «اليوم» اعتماد 10 ملايين ريال من الميزانية الحالية لتسوير المقابر التي لا تزال مستخدمة للدفن أو الواقعة على شوارع رئيسية، وذلك بحسب المواصفات الفنية للأسوار الآمنة التي تحافظ على حرمة المقابر وذات طابع معماري مميز، مثل مقبرة مدينة العمران والتي بدأ المقاول العمل بها فعليا، بالإضافة لمقبرة الحليلة بطول 877 متراً، ولعدد من المقابر بمدينة الجفر والبلدات التابعة لها مثل الطرف والجشة، وعدد من المقابر بمدينة العيون. تواصل إزالة الحشائش طوال أيام الحملة