يستضيف وزيرا الخارجية البريطاني فيليب هاموند والأميركي جون كيري في لندن، الخميس القادم، نظراءهما في الدول المشاركة في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، في اجتماع يخصص لبحث مسار العمليات العسكرية الجارية. ونفذت قوات التحالف 29 ضربة جوية على أهداف لتنظيم داعش في سورياوالعراق خلال 24 ساعة مضت، تركزت قرب مدينة عين العرب السورية الحدوية مع تركيا وأهدافاً قرب بلدتي البوكمال ودير الزور. وأوضحت مصادر اللقاء أن وزراء خارجية حوالي 20 دولة، بينها الدول العربية المشاركة في التحالف، سيحضرون هذا الاجتماع الذي سيستمر طيلة نهار الخميس، وستتمحور نقاشاتهم حول مدى التقدم الذي أحرزه التحالف الدولي في محاربة التنظيم الدموي الذي يسيطر منذ منتصف العام الماضي على أنحاء واسعة في العراقوسوريا. ويأتي الإعلان عن هذا الاجتماع غداة القمة التي جمعت الرئيس الأميركي باراك اوباما، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في واشنطن، الجمعة. وبحسب مسؤول بريطاني رفيع المستوى، فإن مباحثات لندن ستتناول خمسة ملفات أساسية هي: المقاتلون الأجانب، الحملة العسكرية ضد الآلة العسكرية للدولة الإسلامية، تجفيف منابع تمويل التنظيم، قطع وسائل التواصل الاستراتيجية للتنظيم، والمساعدات الإنسانية. وأكد مسؤول بريطاني رفيع المستوى أن الاجتماع سيعقد في لانكستر هاوس في وسط لندن، وذلك بعد أسبوعين من اعتداءات باريس التي راح ضحيتها 17 قتيلاً بأيدي ثلاثة دواعش. وقال لصحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية: إن الاجتماع "سيشكل فرصة مهمة للقيام بجردة حساب وتقييم التقدم الذي أحرز حتى الآن في جهودنا المشتركة لمكافحة الايديولوجية السامة" لتنظيم داعش. وأضاف، أن "الشركاء الفاعلين الرئيسيين في الائتلاف، بمن فيهم شركاؤنا العرب، سيجتمعون في لندن لتقرير ما هي الأمور الإضافية الواجب علينا القيام بها لإضعاف وهزيمة" داعش. وتابع الوزير البريطاني: "من المهم أن نتباحث فيما بإمكاننا جميعا أن نفعل لمعالجة معضلة المقاتلين الأجانب وتجفيف منابع تمويل (داعش) وتكثيف المساعدات الإنسانية ومواصلة حملتنا العسكرية المنسقة". وفي شأن المعارضة السورية، أعلنت "هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي"، أبرز قوى المعارضة في الداخل، أنها تركت لاعضائها حرية المشاركة في "اللقاء التشاوري" الذي دعت إليه روسيا، حليف بشار الأسد إلى جانب إيران، في نهاية الشهر الحالي في موسكو بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في البلاد. ووجهت روسيا دعوة إلى 28 معارضاً سورياً للاجتماع في موسكو بين 26 و29 الجاري مع ممثلين عن النظام. وينتمي المعارضون إلى تيارات وأحزاب مقبولة من النظام موجودة في الداخل السوري وأخرى منضوية ضمن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية. وأعلن الائتلاف رفضه المشاركة، بينما أعلنت بعض الشخصيات في الداخل مشاركتها وتريثت أخرى. وقال الناطق الإعلامي باسم الهيئة منذر خدام ل "فرانس برس" في بيروت: إن "هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي تركت لأعضائها حرية الذهاب إلى اجتماع موسكو لعرض وجهة نظر الهيئة التي بالنسبة إليها لا يمكن لأي مفاوضات أن تحل محل جنيف-1". وجنيف-1 هو اتفاق دولي تم التوصل إليه في 2012 وينص على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لإنهاء النزاع الذي حصد منذ اندلاعه قبل نحو أربع سنوات أكثر من 200 ألف قتيل. في سوريا، قالت جبهة النصرة: إنها أسقطت طائرة شحن تابعة للجيش السوري محملة بالمواد الغذائية والذخيرة خلال الليل في شمال غرب البلاد، لكن التلفزيون الرسمي عزا سقوط الطائرة إلى سوء أحوال الطقس. والشهر الماضي أسر مقاتلو التنظيم طياراً أردنياً بعد إسقاط طائرته قرب معقل التنظيم في الرقة شمال شرقي سوريا. ونقل تلفزيون النظام السوري عن مصدر عسكري، قوله: إن طائرة الشحن تحطمت بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف، مساء أمس السبت. وأضاف أن طاقم الطائرة لقي حتفه خلال تحطم الطائرة وهي تحاول الهبوط في مطار أبو الظهور العسكري في محافظة إدلب. وقالت جبهة النصرة: إنها أسقطت طائرة عسكرية "فوق مطار أبو الظهور العسكري محملة بالذخيرة والغذاء ومياه الشرب". وأسقطت عدة طائرات حربية وطائرات هليكوبتر تابعة لسلاح الجو السوري خلال الحرب الأهلية التي اندلعت منذ نحو أربع سنوات.