أكد الفائزون بجائزة سوق عكاظ أن الجائزة جاءت تكريما للمشهد الثقافي السعودي والعربي باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني والإسهام في حركة التطور الثقافي العلمي والإثراء الفكري وترسيخ عملية التراكم المعرفي وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة؛ من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري وفتح أبواب التنافس القائم على البحث والتجديد، وتكريم المثقفين لإسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني. "الجسر الثقافي» رصد لرؤى مجموعة من الفائزين بجوائز سوق عكاظ هذا العام فكانت تلك الآراء : حدث ثقافي بداية تحدث الدكتور محمد بن حسين البيروتي الفائز بجائزة الإبداع والتميز العلمي، قائلا : لا يسعني إلا أن أتوجه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ والقائمين عليها وأن أشيد بدورهم وسعيهم الدؤوب لهذا الارتقاء والتميز . أما فيما يخص الجائزة فهي تمثل حدثا علميا كبيرا لأنها لم تقف عند الحد الثقافي، بل وجدت أنه من الأهمية - حسب مكانتها - توسيع نطاق المشاركات لتأخذ بعداً أرحب ورؤية أبعد فشملت البحوث والمشاريع العلمية والدراسات المتعلقة بالمجتمع السعودي وهذه النظرة المستقبلية تعطي للباحث أفقاً أرحب لتقديم ما هو جديد . ويضيف البيروتي : وقد غمرتني سعادة غامرة عند إبلاغي بخبر فوزي بجائزة سوق عكاظ للإبداع والتميز العلمي في دورته الثامنة من قبل أمين عام الجائزة الدكتور جريدي المنصوري التي أعتبرها وساما أعتز به خاصة أنها ترمز لسوق له تراث وتاريخ نعتز ونفتخر به جميعاً والوطن يزخر بأبنائه المبدعين والمتميزين . بعد إقليمي وأكد الخطاط عبدالرزاق المحمود - وهو سوري الجنسية والحائز على المركز الأول في مسابقة الخط العربي - على دور الجائزة في إحياء فن الخط العربي وتجديده عن طريق تنوع الاساليب والمشاركات . وقال المحمود : "إيمانا بأهمية فن الخط العربي ودوره الثقافي وحضوره الفني وقيمه الجمالية أتت جائزة سوق عكاظ داعمة لاحيائه والحفاظ عليه عن طريق تشجيع أجيال الفنانين والخطاطين على الارتواء من منابعه والتشبع بجمالياته وإبراز مواهبه والنهوض بأساليبه وبعث روح جديدة في كيانه ليعانق فنون العصر ويقتحمه بهمة وأصالة وثقة". ويتابع المحمود حديثه مضيفا : والجائزة تشمل أنواعا رئيسة مهمة من أنواع الخط العربي، حيث يستطيع الخطاط المتمكن أن ينجز هذا العدد من اللوحات بفترة زمنية قصيرة ربما لا تتجاوز العشرين يوما والمشاركات لا تقتصر على من هم داخل المملكة، بل شملت جميع دول العالم الإسلامي وهذا يعطيها بعداً إقليمياً ما يجعلها ذات أثر ثقافي كبير . كما ان الفائزين بهذه الجائزة لا يحق لهم المشاركة مرة أخرى إلا بعد مرور عدة سنوات وهذه نقطة ايجابية لابراز المواهب الجديدة . الوجه الحضاري ووصف الفنان عبيد النفيعي الفائز بجائزة الخط العربي المركز الثالث الجائزه بأنها رمز ثقافي وتاريخي، قائلا : " تعد الجائزة نبراساً استدللنا به على منابع الثقافة وهي ضمن الجوائز المميزة على المستويين العربي والدولي . كما أن سمعة الجائزة المحلية والعربية جعلتها محط أنظار كبار الشعراء والخطاطين في العالم العربي وتتميز عن مثيلاتها بالبعد عن التعقيد والروتين ما يساهم في زيادة عدد المشاركات وانتشارها والعدالة والحيادية المطلقة والمهنية كعوامل ثابتة تلتزم بها كافة لجان التحكيم في فروع الجائزة المختلفة . وفوزي بجائزة الخط العربي بمثابة دافع حقيقي لزيادة الجهد والاجتهاد لإدراك المزيد من جماليات الخط العربي، كما ان لجوائز سوق عكاظ قيمة كبيرة لارتباطها بموروث تاريخي بدءا من مرحلة ما قبل الإسلام وصدره ما أوجد روح التنافس بين المشاركين وتشجيع روح المبادرة والابتكار في بذل المزيد من الجهد وإبراز الوجه الحضاري للدولة . المبدع والمتلقي أما الشاعر علي الدندن الفائز بجائزة شاعر شباب عكاظ فقد رأى ان الجائزة حلقة وصل بين المبدع والمتلقي وتعمق الروابط بين الحاضر والماضي . قائلا : " أقدم عميق الشكر لأمانة سوق عكاظ على جهودها ومبادراتها الاستثنائية في الارتقاء بالسوق وجوائزه والسوق في كل عام يقدم قفزة نوعية على مستوى الاستعدادات والفعاليات المختلفة . ويشيد الجسور بين المبدع والمتلقي ويعمّق الروابط بين الحاضر والماضي ويؤكد أن الشعر من الحياة وإليها وليس مقيماً في التاريخ والمناهج الدراسية ويحق لنا في هذه اللحظة أن نرفل في ثوب من الاعتزاز لأن تظاهرة أدبية بقامة سوق عكاظ تنبثق من تراب هذا الوطن وبجهود أبنائه . ويتابع الدندن حديثه بقوله: " فوزي بجائزة شاعر شباب عكاظ يعني أن أحمل على عاتقي صخرة القصيدة حتى النهاية كأن عكاظ البدايات تهمس في أذني أن أحمل سؤال الشعر إلى الخواتيم، وهذا يعني لي أن أكتب قصيدة متجددة تتعالق مع الحياة وتتمثّل التجربة الإنسانية وتلامسها بكل تجلياتها. الجائزة تذكّرني في غمرة عملي في المختبرات الطبية انني ابن النخلة والنبع، وأن سحنتي من لون الصحراء وجذوري ضاربة في أعماقها، هناك حيث تنفس الشعر وخطى خطواته الأولى وتجلّى أمام مرآة نفسه..". شعري وتشكيلي ويرى الفنان التشكيلي محمد الخبتي ان جائزة لوحة وقصيدة خلقت التمازج الإبداعي بين الشعر والفن التشكيلي قائلا : "سوق عكاظ أضحى يمثل ويشكل تظاهرة ثقافية عربية سعودية جامعة للفنون والثقافة في أبهى صورها. ولقد أخذت الجائزة على عاتقها منذ البداية السير نحو الأفضل، واضحة الرؤية محددة الأهداف، الجائزة طبعت نفسها بطابع مميز مما يجعلها مؤهلة للعالمية ومسابقة لوحة وقصيدة رسخت مفهوم المزاوجة والتلاقح بين الشعر والتشكيل وأشكر القائمين على انجاحها وتميزها ونزداد تشرفا هذا العام برعاية صاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة كأول دورة للمهرجان برعاية سموه . شمول وتميز كما أوضح الفنان مصطفى فلوح أستاذ فن الخط بأكاديمية الفنون التقليدية التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء والفائز بجائزة للخط العربي أن جائزة عكاظ فرع الخط العربي تميزت بمشاركة صفوة من والخطاطين والمزخرفين على مستوى العالم العربي . قائلا : "جائزة عكاظ الدولية بكل فروعها خاصة فرع جائزة الإبداع والخط العربي وككل سنة منذ انطلاقتها تسجل تقدما وتطورا ملحوظين وهذا راجع بالأساس إلى الجهود الجبارة التي يقوم بها الطاقم المشرف على هذه الجائزة وعلى فعاليات السوق وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بحرصه الدائم على الرقي بالمجال الفني والثقافي . وتعتبر جائزة عكاظ فرع الخط العربي وساماً متميزاً في الجسم الفني على مستوى خريطة الجوائز الدولية التي تعنى بفن الخط وتحاول منذ انطلاقتها ان تواكب هذا التطور السريع الذي يشهده هذا الفن، كما تميزت الجائزة بمشاركة صفوة من الخطاطين والمزخرفين على مستوى العالم العربي .