تعد مدينة القيصومة الشقيقة الكبرى لمحافظة حفر الباطن والتي تبعد عنها حوالي 20 كيلومترا من أقدم المدن اذ أنشئت متزامنة مع تمديد خط التابلاين الذي ينقل النفط من المنطقة الشرقية مرورا بعدد من محافظات المملكة منها النعيرية والقيصومة ورفحاء وعرعر وطريف وصولا الى صيدا. ومرت القيصومة على مر العصور بعدة مراحل ساهمت في جعلها مدينة تتسم بخصوصية خاصة لدى الكثيرين وخاصة من قدموا للسكن بها منذ نشأتها وقد كانت في السابق تشهد حركة اقتصادية كبيرة ورابطا بين المنطقة الشرقيةومحافظات المملكة الشمالية وايضا مع دولة الكويت. سوق شعبي "اليوم" قامت بجولة في مدينة القيصومة التي يربو عدد سكانها على 25 الف نسمة لمعرفة ابرز احتياجات وتطلعات المواطنين، وفي البداية استوقفنا محل العم ابوصالح الفهيد الذي يعد أقدم محل تجاري الذي سرد لنا قصصا وذكريات عن المدينة لأكثر من 50 عاما، وقال ان القيصومة تتسم بالهدوء وحظيت بدعم من حكومتنا الرشيدة ولكن نتطلع لوضع أفضل لانها مؤهلة لمواكبة التطور، وطالب الجهات المعنية بإعادة السوق الشعبي لان له ذكرى في قلوبنا وكذلك حث أصحاب المنازل والمحلات التي هجرها أهلها منذ القدم وبقيت مهجورة وآيلة للسقوط على اعادة ترميمها من جديد او طرحها للاستثمار. وقال "الفهيد": "جئت للقيصومة عام 1381 ه وكان عمري 16 سنة والتحقت باحدى الشركات السعودية والتي كانت تعمل مشاريع بالقيصومة وبعد مرور عامين انتهى المشروع وانتقل الى مدينة طريف في شمال السعودية ورفضت مغادرتها وبعد فترة انتقلت الى العمل الخاص بافتتاح مصنع البلك كأول مصنع بالمدينة وكان اغلب العمال من الجمهورية العراقية وكانت القيصومة زاهرة بكافة المرافق الحكومية كالبرق والهاتف والبريد والجمارك والشرطة والسجن واغلب الادارات الحكومية اضافة لوجود شركة ارامكو، مؤكدا انه يحب جريدة اليوم ومن قرائها وعاشق لها منذ وصولها، مشيرا الى انها كانت في السابق لاتوجد الا في محله والزبائن يعرفون انها عنده. إشارة ضوئية وقال عضو المجلس البلدي بالقيصومة فلاح صالح الحربي ان مدينة القيصومة يقطنها أكثر من 25 الف مواطن وتفتقر الى بعض الخدمات رغم وقوعها على الطريق الدولي الرابط بين المملكة والشام، مشيرا الى ان مدخلها عبارة عن تقاطع توجد به اشارة ضوئية تشكل أكبر خطر على سلامة المواطنين فالمدينة يخرج منها صباحا حوالي 10 الاف موظف وموظفة وطالب وطالبة لمحافظة حفر الباطن إما لوظائفهم أو للكليات، ونتمنى أن يكون للمدينة أكثر من مدخل عن طريق جسور حرصاً على سلامة المواطنين وربطها بمدخل المطار بجسر، خاصة وان تقاطع المطار يفتقر لأدنى وسائل السلامة، وأن يكون هناك ربط الى طريق الرياض "المدينة العسكرية" الذي تقع عليه الجامعة وكليات البنات والمسافة بين الدائري المؤدي إلى الجامعة والقيصومة لايتعدى مسافة 8 كلم وهذا يختصر على الطلاب وموظفي مدينة الملك خالد العسكرية قرابة 38 كيلومترا ولا ننسى ربط مدينة القيصومة بطريق الكويت فالطريق المؤدي الى الكويت والذي يسمى بطريق " الصمان" يعتبر مصيدة لأبناء المدينة لرداءته وكثرة التقاطعات عليه، فيما تفتقد الخدمات البلدية للكثير مرجعا السبب الى ان تصنيفها بعد انفصالها عن بلدية حفرالباطن عام 1431 أضر بميزانيتها واعتبرت بلدية ناشئة. رخص الورش واشار رجل الاعمال معجب ساري الديحاني الى وجود بعض الصعوبات التي تواجه المستثمرين في المدينة ومنها إيقاف رخص الورش الصناعية منذ أكثر من خمس سنوات، مبديا استغرابه من قرار منع بناء أكثر من دورين وعدم السماح برخص للشقق المفروشة في مدينة تقع على الطريق الدولي للمسافرين القادمين من مختلف مناطق المملكة ويقطنها عشرات الآلاف من المواطنين وهو ما دفع رجال الاعمال لنقل استثماراتهم الى حفرالباطن والمحافظات الاخرى. أماكن مؤهلة وأوضح الإعلامي عبدالله الحربي أن القيصومة تحلم بمواكبة التطور الذي تشهده كافة محافظات المنطقة الشرقية في ظل القيادة الحكيمة التي تحرص على الارتقاء بأبنائها المواطنين بكافة المدن والمحافظات، وأشار أن هناك مطلبا مهما وهو الاهتمام بالشباب والحفاظ على أوقات فراغهم من خلال تخصيص أماكن مؤهلة داخل الأحياء بدلا عن وضعها الحالي خارج النطاق العمراني وان توكل مهمة الاشراف عليها لسكان الحي اضافة الى اقامة برامج ثقافية وترفيهية بالمدينة تساهم بصقل مواهب الشباب ومالديهم من ملكات علاوة على ضرورة اقامة مبنى اداري متكامل لكافة الجهات الحكومية التي تفتقر اليها المدينة لتخفيف عناء التوجه لحفرالباطن وسرعة انجاز المعاملات. اهتمام وعناية واوضح نائب رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بالقيصومة عبيد الفحيط ان القيصومة تحتاج مزيدا من الاهتمام والعناية بكافة القطاعات وخاصة لفئة الشباب والمناشط التوعوية والشرعية لغرس العقيدة الصحيحة وكذا برامج ترفيهية واجتماعية وثقافية متنوعة وذلك بالتعاون مع الأندية الرياضية ولجان التنمية الاجتماعية وبلدية القيصومة التي يجب عليها توفير أماكن وساحات مؤهلة ومناسبة للشباب وكبار السن، كما ان الخدمات البلدية بالقيصومة بحاجة لمزيد من تطوير والعناية من ناحية سفلتة ونظافة الشوارع والأحياء وتنظيم أحواش الأغنام والاهتمام بها اكثر والقيام بجولات رقابية لمتابعة وضعها باستمرار. أسواق قديمة وطالب المواطن خالد عواض المطيري بدراسة جدية لوضع الأسواق القديمة في مدينة القيصومة، داعيا البلدية لإعادة تعميرها مجدداً وتطويرها بعد أن أصبحت شبه مهجورة منذ عدة أعوام بعد أن كانت مصدر رزق وتجمع للأهالي ومع الأسف أصبح الاهالي يضطرون لقضاء احتياجاتهم ومتطلباتهم من مدينة حفرالباطن التي تبعد عنهم بمسافة 15 كيلومترا وتعتبر شاقة عند كبار السن الذين لايستطيعون القيادة، واضاف أن ترك الأسواق بهذا الشكل لا فائدة منه، كما يجب إزالة المباني المهجورة والآيلة للسقوط والتي تشكل خطرا بعد أن أمضت أكثر من ربع قرن وبعضها بدأ يتساقط خلال الأشهر الماضية، كما طالب بلدية القيصومة بمعالجة وضع ورش الحدادة وغيرها المنتشرة داخل الاحياء السكنية.