وفاز منتخبنا السعودي على كوريا الشمالية في التصفيات النهائية لكأس آسيا في أستراليا صباح الأربعاء الماضي، وعاد بعض الروح والحماس، وبدأ يتصاعد الأداء واستيقظ الحس الوطني عند معظم عناصر الفريق. بالتأكيد ليس طموحنا الفوز على منتخب كوريا الشمالية فهو ليس ذلك الفريق الذي لا يُقهر وليس طموحنا التأهل لدور الثمانية أو حتى الأربعة. فسيد آسيا لا يرضيه الا الكأس ولا أقل من ذلك. نريد للهيبة السعودية ان تعلن العودة من أقصى الدنيا في استراليا، ونريد لمنتخبنا ان يصحو من سباته الطويل ويحقق احلامنا ويكرر انجازاتنا ويؤكد علو الكرة السعودية، وأنها تمرض ولا تموت، وأنها جوهرة لا تصدأ ولا تذوب!! نحمد الله أن وفدنا هناك لم يسهب في الفرح ولا تراقص فرحا بالملعب ولا خارجه، ولم نر البشوت والتحايا على أرض الميدان ابتهاجا بفوزنا على كوريا الشمالية، مع أننا لا نعرف اذا كان هذا الفوز في استراليا هو الأول والأخير، أو سيكون فاتحة لفوز جديد بالبطولة، وإن كانت نتيجة لعبنا في المباراة الأخيرة بالمجموعة مع اوزبكستان مزعجة حيث تحمل الفرصتين؛ إما الفوز وإما التعادل، يجب أن نغفل فرصة التعادل فنلعب بقوة من أجل الفوز ولا شيء غيره!! أحسن المدرب كوزمين اختيار التشكيل المعقول في مباراته الماضية مع كوريا الشمالية، وأحسن المغامرة بثنائي الهجوم لأن هذه المباراة هي مفترق الطرق له، فإما الهزيمة والعودة للرياض وإما الفوز والتأهل للأدوار القادمة!! لا أعتقد أن الوقت مناسب الآن للحديث عن طريقة اللعب واختيار التشكيل في مباريات المنتخب، ولكننا ندعو من القلب أن يوفق الله منتخبنا في هذه البطولة، وأن يرسم لنا الفرح على شفاهنا ويسعد قلوبنا، ولتكن هذه البطولة نقطة تحول للعودة إلى أمجاد وبطولات رسمها قبلهم لاعبون مميزون مبدعون أمثال: ماجد والنعيمة ويوسف خميس والمصيبيح وعثمان مرزوق وعبد الجواد وصالح خليفة ومحيسن الجمعان واحمد جميل والقائمة تطول. هؤلاء اللاعبون الذين أبدعوا في سماء آسيا ولوس انجيلوس بقيادة مدرب قدير (شفاه الله وعافاه) هو الكابتن خليل الزياني. إن لاعبي منتخبنا الآن في أستراليا تحت المجهر، وعليهم ألا يضيعوا فرصة العمر في استعادة أمجادنا، فليكتبوا أسماءهم بماء الذهب وليلبسوا شهرة الانجازات لأنفسهم، ليعودوا لنا أبطالا حاملين معهم كأس آسيا بكل فخر واعتزاز. ان الوطن الذي أعطاهم من خيره كفيل أن يتحملوا مسؤولية الانتصار وإيجابية العطاء وحسن الخلق والأداء، يجب أن يعوا أنهم سفراؤنا في هذه البطولة وغيرها، ولن يهدأ لنا بال إلا بتحقيق البطولات والانجازات، فهل سيكون موعدنا معكم في الرياض عندما تعودون لنا بالكأس على أعناقكم؟ وهل سنزفكم أنتم ايضا على اعناقنا بعد ان رفعتم رؤوسنا وعدتم حينئذ إلى سكة الكؤوس والبطولات؟ لنا أمل أن يتحقق ذلك، ولكن منكم العمل والجد في تحقيق هذا الأمل، وإن غدا لناظره قريب...