قبل فترة أعلنت وزارة العمل برنامجها الجديد الذي يعرف بنطاقات (3)، والذي قامت الوزارة من خلاله بزيادة نسب التوطين في جميع مستوياتها للعديد من القطاعات، وما ان أعلنت الوزارة ذلك حتى اصبح حديث مجموعة كبيرة من المهتمين وأصحاب المصلحة، عن قدرة المنشآت بالقطاع الخاص بتحقيق نسب التوطين الجديدة والتي منحتهم الوزارة لتأهيل شركاتهم حتى شهر رجب القادم، وهو التاريخ المحدد لتطبيق نطاقات بنسبة الجديدة. منذ بداية انطلاق برنامج نطاقات لتوطين السعوديين، وهذا البرنامج محدد الأهداف ويصاحبه محفزات تتماشى مع أداء المنشآت مع هذا البرنامج، ولعل هذا التوازن كان السبب الأكبر في نجاح هذا البرنامج حتى هذا الوقت، ممتدا من نطاقات (1) الى نطاقات (2)، وهو الآن يستعد لتطبيق المرحلة الجديدة وبأهداف جديدة، ولكن ما لاحظته على المرحلة الأخيرة أن الحوافز لم تكون واضحة كسابقتها من البرامج، وبالتالي ما اشاهده من قلق وعدم الحافزية في اعتقادي المتواضع أنه نتيجة عدم التوازن بين الأهداف الموضوعة والحوافز او المزايا المتوقعة كنتيجة للالتزام والتطبيق المطلوب. في رأيي المتواضع، أنه في هذا الوقت تحديدا أكثر من أي وقت مضى، يتطلب فيه قيام المسئولين عن نطاقات بإعادة التفكير في الحوافز والمزايا الممنوحة، وان تكون هناك مبادرات ومحفزات اخرى لمنشآت القطاع الخاص من أجل الالتزام بالأهداف الموضوعة، وقد يكون تأسيس جائزة سنوية وحوافز مادية لها أثر كبير في تنفيذ وتحقيق أهداف البرنامج بشكل سليم. وحيث إننا نتحدث عن التحفيز، فإن المنشآت الصغيرة والمتوسطة وهي الأكثر تأثيرا من هذا البرنامج تحتاج عناية دقيقة من أجل التطبيق، وبالتالي فإن المحفزات الممنوحة لهذه الفئة قد تختلف كثيرا عن محفزات الشركات الكبرى، كما وفي نفس الجانب آمل من القائمين على برنامج نطاقات أن يكون عدد الموظفين بالمنشأة والمنطقة الجغرافية أحد معايير نسب التوطين، حيث إن المنشآت الصغيرة تحديدا تعاني في عملية الاستقطاب، خاصة في المدن والمحافظات البعيدة في المملكة. يظل عنصر المعلومة هو أحد أهم عناصر وأركان التحفيز، لذا من المهم على وزارة العمل أن تقوم بنشر الدراسات الإحصائية التي من شأنها أن تحدد حجم الطلب والعرض وإجمالي القوى العاملة بكل تفاصيلها والتي من خلالها يتم تحديد الأهداف، ولعل اُسلوب الوزارة في مشاركة المهتمين في صنع القرار، يمثل أسلوبا نموذجيا، فان القيام بمثل هذه الدراسات ونشرها، سيخلق بعدا آخر للإقناع والتحفيز.