يعشق السعوديون بطولة آسيا، لأنها كانت المحطة الأولى لتوقيعهم العقد الفريد مع الإنجازات، كيف لا والفرح دق بابهم منذ العام 84 بقيادة البلدوزر خليل الزياني على خط الاستواء في سنغافورة. ومنذ ذلك العام وشمس الكرة السعودية لم تغب عن النهائي الأسيوي حتى العام 2000م في رحلة متواصلة لمدة عشرين عاما حصد خلالها الأخضر ثلاثة ألقاب أعوام 84 و88 و96، والوصافة عامي 92 و2000م، قبل أن يجدد الأخضر عودته للنهائي عام 2007 مكتفيا بالوصافة. تلك الأرقام جعلت كل من يعيش في المملكة العربية السعودية يعشق القارة الصفراء بجنون، بل ويقدم الأمل على الألم في أحلك الظروف في مشاركة الأخضر. والمسافة ما بين الأمل والألم في المشاركة السعودية الحالية باستراليا، ليست بعيدة، فقد يقفز الأمل اذا كانت البداية يوم الغد أمام الصين ايجابية، وقد يستمر الألم الذي زرع في خاصرة الأخضر في الدوحة العام 2011م مستمرا اذا كانت البداية متعثرة. أعتقد أن تجديد العشق لا بد أن يجتاز سور الصين، لأنه المفتاح لالتهام مفاتن سيدني وتوابعها. يعرف الكثير الصعوبات التي يمر بها الأخضر السعودي في عشقه الجديد القديم، لا سيما على مستوى الجهاز الفني الذي كان محور الاخفاقات الماضية لعدم تمكن المدربين الذي تعاقبوا على عزيز قوم ذل في انتشاله من دوامة الفشل، لكن هناك من يرى أن كوزمين ربما يكون المنقذ رغم التعثر في الوديات أمام البحرين برباعية والكوري الجنوبي بثنائية، ربما لأن هذا الرجل له كاريزما تنقل الأخضر من ضفة لأخرى. أجزم أن الأخضر السعودي سيستعيد هيبته إذا توافر عاملان لا ثالث لهما، الأول استعادة الثقة والثاني القتالية داخل المستطيل الأخضر، لأن الإمكانات الفنية متوافرة في لاعبيه المحترفين، بل وبعضهم على مستوى عال جدا، ولا ينقصهم سوى تلك الثقة وذلك القتال الشرس في الميدان. وأجزم أيضا أن السعودي عندما يلعب في أسيا يمتلك هيبة البطل مهما غدر به الزمان، فما زالت منتخبات الشرق تخشاه حتى وهو يسير بعكازين، ويعاني من الوعكة الصحية، ومتى ما كان الدواء أمام الصين مثمرا، فإن المريض سيعود فارسا هماما كما كان. المشكلة التي يعاني منها الأخضر السعودي في الآونة الأخيرة هي حالة الإحباط التي يجدها من إعلامها وجماهيره، ولكم أن تتخيلوا المعاناة التي يعانيها قبل كل مهمة له في المنافسات الإقليمية والقارية، ولكن البعد غنيمة من وجهة نظري، فالمشاركة الحالية في أقصى بلاد الدنيا، وربما يريح هذا البعد لاعبيه ومسؤوليه من عناء الضغوط والإحباط وأحيانا الإسفاف. الانتفاضة عنوان عريض للأخضر في مشاركته الأسيوية الحالية، ولكن السؤال الذي يطل من فرجة حادة.. من يقود هذه الانتفاضة اللاعبون ام المدرب؟!. تخيلوا أن الاثنين معا يقودان هذه الانتفاضة، بالتأكيد ستكون النتيجة ايجابية حتى وإن لم يتحقق اللقب. ما أحلى أن يعود العاشق لمحبوبته بعد غياب طويل، حتما سيكون العناق مؤثرا، هذه حكاية الأخضر مع أسيا.