احتفت أثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة بمدينة جدة مساء امس الاول بالجغرافي والمؤرخ الأكاديمي الدكتور معراج بن نواب ميرزا والذي قدمه خوجة في كلمته الترحيبية ذاكرا إسهامه في التوثيق لتأريخ ومعالم مكةالمكرمة عبر مؤلفاته البحثية، وجهوده في جمع وحفظ المخطوطات التاريخية والوثائق ذات العلاقة بتاريخها التي تتبعها عبر قارات العالم المختلفة ومتاحف الجامعات، ودوره الكبير في تطوير علم الجغرافيا والخرائط من خلال عمله بجامعة أم القرى، مشيدا بجهده في ترجمة عدد من كتب الرحلات المرتبطة بالحج والمشاعر المقدسة مثل كتاب المستشرق الهولندي ك.سنوك "صفحات من تاريخ مكةالمكرمة" الذي ألقى الضوء على فترات تاريخية مهمة من تاريخ البلد الحرام قبل مائة وثلاثين عاما. فيما نوه أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار بدور المحتفى به في تخطيط ورسم خرائط مكةالمكرمة الحديثة وجهده في إثبات الحقائق الجغرافية المتعلقة بحدود بعض المشاعر المقدسة وإثبات مواقع البعض الآخر، فيما تحدث مدير جامعة أم القرى الدكتور بكر عساس عن الإسهام الأكاديمي المقدر للدكتور مرزا، ودوره في رفد وإثراء علم جغرافية المملكة والمشاعر المقدسة تحديدا. كما وصف عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان الدكتور مرزا بالمفخرة المكية والمرجع العلمي، ذاكرا أن المحتفى به يمتلك متحفا منزليا يحوي مئات المخطوطات والوثائق التاريخية التي توثق لمكةالمكرمة وضواحيها، مشيدا بجهده العلمي الذي لمسه من خلال تعاونه معه في تأليف عدد من الكتب التاريخية والمرجعية. من جهته تحدث الضيف عن مسيرته في جمع وحفظ المخطوطات والرسومات التاريخية للحرم المكي ومكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، من مكتبات ومتاحف أوروبا في جامعة درم وجامعة أبسالا والمتحف البريطاني وغيرها، كاشفا عن اختفاء معظم المخطوطات والصور المحفوظة بالمكتبة البريطانية ومكتبة الكونغرس الأمريكي، مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول مصير هذه الوثائق القيمة والنادرة. كما استعرض عددا من الصور والوثائق التاريخية النادرة للحرم المكي والمشاعر المقدسة وهي ذات الصور التي ضمنها في كتاب "الأطلس المصور لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة" الذي صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث ضم أول صورة أخذت للحرم المكي على الإطلاق، مع مخطوطات ورسومات تعود إلى أكثر من ثلاثمائة عام، مستعرضا تعاونه مع جامعة هارفرد لعمل أطلس جوي عالي الوضوح للسيرة النبوية منذ عهد إبراهيم الخليل عليه السلام وحتى عهد الخلفاء الراشدين، لتوضيح المواقع وضبطها بالإحداثيات الجغرافية الدقيقة، كاشفا النقاب عن أن المستشرق الهولندي "ك. سنوك خرونيه" مات مسلما ودفن بمقابر المسلمين في هولندا، مشيدا بجهده الكبير في توثيق العادات والحياة في الحرم المكي وحوله في العام 1303ه 1885م.