تواصلت امس لليوم السادس على التوالي عمليات البحث عن ضحايا طائرة رحلة "طيران آسيا 8501" وحطامها رغم سوء الأحوال الجوية، في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الأمريكية التي تشارك في عمليات الإنقاذ العثور على جثتين جديدتين لراكبين من مجموع 162شخصا كانوا على متنها، ليصل عدد من تم انتشال جثثهم 16 وعثر على مزيد من قطع الحطام. وانضم خبراء دوليون مزودون بأجهزة رصد صوتية متقدمة إلى فرق تمشط البحر بحثا عن حطام طائرة الركاب المنكوبة التابعة لشركة إندونيسيا اير آسيا امس الجمعة، لكن الطقس السيء عرقل مجددا البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة. ومنعت الرياح القوية والأمواج المتلاطمة الغواصين من البحث عن جسم الطائرة، وتتركز عملية البحث التي تقودها إندونيسيا عن حطام الطائرة في شمال بحر جاوة قبالة جزيرة بورنيو، حيث انتشلت عشر جثث وأجزاء من حطام الطائرة. ولم يعثر على أي ناجين. وقال سوبريادي مدير العمليات بالوكالة الإندونيسية للبحث والإنقاذ للصحفيين: "في ضوء القدر المتزايد من الأدلة والبيانات، فإنه من المرجح للغاية أننا نقترب من جسم طائرة اير آسيا وفقا لما رصدته السفن". وذكر مسؤولون إندونيسيون أن سفينتين تحملان أجهزة استماع تحت سطح الماء غادرتا ميناء بانجكالان بون بجنوب بورنيو اليوم الجمعة. وكان خبراء من مكتب تحقيقات حوادث الطيران الفرنسي (بي.إي.إيه) على متن احدى السفينتين. ويحضر المكتب التحقيقات في كل حوادث تحطم طائرات الايرباص، لكن المسؤولين قالوا إنهم غير متأكدين من أن الطقس سيسمح بنشر أجهزة الاستماع الحساسة. وقال طيار طائرة هليكوبتر تابعة لسلاح الجو ويدعى تاتاج اون في بانجكالان بون: "يمكن أن يصل ارتفاع الأمواج إلى خمسة أمتار بعد الظهر.. أي أعلى مما كان عليه أمس". وقال سوبريادي: إن الأمطار هطلت في موقع الحطام المحتمل صباح امس الجمعة، وتراوح ارتفاع الأمواج بين ثلاثة وأربعة أمتار وسرعة الرياح بين 30 و40 عقدة. تسليم الجثث وسلمت السلطات الإندونيسية جثة أول راكبة تم التعرف إلى هويتها، وهي حياتي لطفية حميد، إلى عائلتها، وتم دفنها، ووضع شاهد على قبرها بتاريخ سقوط الطائرة، وهو 28 ديسمبر2014. وقال كبير مفوضي الشرطة لمنطقة "شرق جاوة"، بوديونو، الذي يقود فريق التحقيقات في كارثة الرحلة 8501، في تصريحات للصحفيين في سورابايا: إن اسم حميد كان يحتل الترتيب 108 ضمن قائمة ركاب الطائرة. وأوضح المسؤول الإندونيسي أنه تم التعرف على الضحية من خلال تطابق بصمات أصابعها، وسجلاتها الطبية، كما أن بطاقة هويتها كانت ما زالت بحوزتها، إضافة إلى قلادة تحمل اسمها كانت معلقة في عنقها، وأكد أنه تم أيضاً التأكد من كل هذه المتعلقات من قبل أسرتها. وقال مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي لسلامة الطيران المدني: ان محققيه انتقلوا صباح امس الى منطقة عمليات البحث "مزودون وسائل رصد تشمل خصوصا اجهزة لكشف الاشارات الصادرة عن الصندوقين الاسودين". وصرح مدير عمليات البحث والانقاذ الاندونيسي بأن 29 سفينة و17 طائرة تشارك في عمليات البحث، مشددا على "مهمتين اساسيتين" حاليا، الأولى تقضي بتحديد مكان الجزء الاكبر من الطائرة والثانية العثور على الصندوقين الاسودين او اجهزة تسجيل الرحلة". وأوضح ان هذه المهمة الثانية "ستقوم بها اللجنة الوطنية لسلامة النقل". وقال للقناة التليفزيونية الاندونيسية متروتيفي: "عثرنا على اجزاء من الطائرة قد تكون لجناح او من داخل الطائرة". وعرض قطعة من الخشب طولها 1,5 متر وعرضها متر. لكنه اضاف: ان قطعة معدنية عثر عليها في المنطقة تبين ان لا علاقة لها بالطائرة، موضحا انها عائدة لسفينة غرقت في بحر جاوا. وفي اعماق بحر جاوا حطام عشرات السفن الحديثة او التي تعود الى الحرب العالمية الثانية التي شهدت خلالها المنطقة معارك حملة المحيط الهادئ خلال الغزو البحري الياباني الذي أنزل هزيمة ساحقة ببحرية القوات الحليفة مطلع اربعينيات القرن الماضي. ويرجح الخبراء الذين يحاولون تفسير هذه الكارثة الجوية ان يكون الطيار نجح في القيام بهبوط اضطراري على سطح المياه قبل ان تغرق الطائرة بسبب الامواج العالية. من جهته، قال وزير النقل الاندونيسي السابق عثمان سيفي جمال: انه مقتنع بأن العثور على باب مخرج الطوارئ يشير الى ان "شخصا ما قد فتحه". واضاف: ان الركاب قد يكونوا انتظروا احد افراد الطاقم لكي يشغل قارب انقاذ مطاطي قبل ان تضرب موجة عالية الطائرة وتغرقها. وتابع: "ان امواجا عالية قد تكون ضربت الطائرة ومقدمتها واغرقتها". ولا يمكن تحديد اسباب الحادث قبل العثور على الصندوقين الاسودين، ويفترض ان تتيح معرفة لماذا لم يكن المرشد اللاسلكي تحت المياه يعمل. وإذا تم العثور على جهاز تسجيل المكالمات في قمرة القيادة، فسيمكن معرفة تفاصيل آخر اللحظات على متن تلك الطائرة.