علماء آخرون اختبروا الخفافيش في غرب إفريقيا من أجل التعرف على فيروس الحمى النزفية (إيبولا). يقول علماء: إن ضحية فيروس إيبولا الذي يعتقد أنه كان السبب وراء انتشاره هذه المرة، هو طفل من غينيا عمره عامان يدعى إيميل أوامونو، وربما أصيب بالعدوى عن طريق لعبه في الأشجار الخاوية التي تسكنها مستعمرات من الخفافيش. وتوصل العلماء إلى تلك النتيجة خلال رحلة استكشاف للقرية التي ولد فيها الطفل، وتدعى ميلياندو. وأخذ العلماء عينات، وتحدثوا مع السكان للتعرف أكثر على مصدر الفيروس. ونشرت نتائج عمل الفريق في نشرة الطب الجزيئي (EMBO). وتضم قرية ميلياندو الصغيرة 31 منزلاً، وهي تقع في عمق الغابات في غينيا، وتحيط بها مزارع أشجار القصب الشاهقة، وأشجار زيت النخيل، التي يعتقد أنها تجتذب خفافيش الفواكه التي تحمل الفيروس الذي انتقل إلى إيميل. ووجد دكتور فابيان لينديرتس ورفاقه خلال جولتهم التي استغرقت أربعة أسابيع في أبريل 2014، جذع شجرة كبيراً لا يبعد عن منزل إيميل سوى 50 متراً. وقال أهل القرية: إن الأطفال اعتادوا على اللعب دوماً في الأشجار الخاوية. واعتاد إيميل، الذي توفي بسبب إيبولا في ديسمبر 2013، اللعب هناك، بحسب ما ذكر أصدقاؤه. وقال أهل القرية: إن الشجرة أحرقت في 24 مارس 2014، وإن "أسراباً من الخفافيش" خرجت منها فور اشتعال النار فيها. وأخذ العلماء عينات من رماد الشجرة واختبروها، ووجدوا آثار حامض نووي متطابقة مع الخفافيش. ويقول دكتور لينديرتس، الذي يعمل في معهد كوخ في ألمانيا، وزملاؤه، إن ظهور الفيروس فيها من الحالات النادرة. وأضاف: "هذا أمر واضح عندما تفكر في كمية الأطنان المستهلكة من لحوم الخفاش كل عام، وإذا حمل عدد أكبر من الخفافيش الفيروس، لرأينا انتشاراً للوباء كل حين، فقد انتقلت إلى المناطق التي يعيش فيها البشر، وهي لا تعيش فقط في الأشجار، ولكنها تعيش أيضاً تحت أسقف المنازل في القرية". وأضاف: "لكن إعدام الخفافيش ليس هو الحل، إذ يجب أن نجد سبيلاً للتعايش مع الحيوانات البرية. فهذه الخفافيش مفيدة إذ إنها تصطاد الحشرات والآفات، مثل البعوض، ويمكنها أن تأكل ما يعادل ربع وزن أجسادها من الحشرات يومياً، فقتلها ليس هو الحل، إذ سيفضي هذا إلى زيادة الملاريا".