مهما كانت المبررات والدفوع القوية لتبرئة ما قام به ناصر الشمراني تجاه المشجع السعودي الذي أراد مساندة منتخب بلده وهو في غربته الدراسية، فهي دفوع عاطفية مغلفة بالألوان والتعصب لها. لا أحد ينكر أن المشجع أخطأ، ولكن لابد أن يكون النجم أكثر تماسكا وتحكما بردود أفعاله، النجوم دائما يتعرضون لما هو أكثر من ذلك ولا يحاولون الرد لأنهم ملك الجميع وكل ما يقومون به محسوب عليهم والتاريخ لا يرحم. ماجد عبدالله، يوسف الثنيان، محمد نور، والكثير من النجوم تعرضوا لما هو أكثر وأعنف وعلى الرغم من ذلك كانت ردود أفعالهم مشهودا لها بسموّ الأخلاق وطيب التلاقي. غالبا الجماهير عاطفية ومندفعة ولا تقيّم ما تقوله تجاه النجوم المنافسين لأنديتها، ولابد من معرفة الكيفية التي تتم المعاملة بها مع مثل هؤلاء بحيث يكون الجميع متحابا. ناصر يمثل وطن، كيان، قطاع الرياضة والشباب، فلابد أن يكون على قدر كاف من ضبط النفس وسموّ الأخلاق ليكون واجهة مشرّفة للوطن وشبابه، ولكن ماحدث يعتبر انتكاسة حقيقية لواجهة تمنيناها مشرقة. وحتى كتابة هذا المقال والموقف الرسمي من الاتحاد السعودي لكرة القدم والرئاسة العامة لرعاية الشباب لم يُعلن، ولم تتخذ إدارة المنتخب أو رئيس البعثة أي إجراء رادع تجاه ما حدث!! نحن نريد أن نحافظ على سمعة كيان وطن، ومن هذا المنطلق لابد أن تكون قراراتنا ومواقفنا مبنية على هذا الأساس، وللأسف ما يحدث الآن هو عبث بكل ما تحمله هذه الكلمة من أبعاد. في كل البرامج التلفزيونية والاذاعية وجميع الصحف ينادون بنبذ التعصب وتوحيد الألوان في حضرة المنتخب، ولكن ما يحدث هو نسف لكل تلك النداءات والوقوف على هرم التعصب وصبغه باللون المحبب لهم. لنكن أكثر شفافية، لن يعود منتخبنا ولن تقوم له قائمة مادام من يديرونه ثلة متعصبة لا يهمها سوى مصالح شخصية تنفذ أجندتها بعيدا عن الصالح العام ورياضة الوطن، فهل من منقذ يعيد لنا المجد الهارب. يجب معاقبة ناصر الشمراني حتى لو خسر منتخبنا جميع مبارياته في البطولة الآسيوية، فلابد من إعادة الهيبة التي رسخ جذورها وأنبتها الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- وضاعت من بعده بسبب التعصب والميول. لابد من الضرب بيد من حديد لكل من يحاول تشويه سمعة وصورة بلدنا مهما كانت صفته وحجم المسؤولية التي هو بصددها، وترسيخ مفهوم الوطن ثم الوطن ثم الوطن.