كان هذا العام سيئا بالنسبة للروبل الروسي، ومر 12 شهرا سيئا بالنسبة للهريفنيا، عملة أوكرانيا. لكن عام 2014 كان كارثيا بالنسبة لعملة البِتكوين، العملة الافتراضية الرقمية. تأتي البِتكوين فقط في المرتبة الثانية بعد الذهب في قائمة المواضيع التي تكون متأكدا أنها ستثير غضب المُفسدين الذين ينتشرون على الإنترنت. لكن الترويج الذي لا يكل ولا يمل لا يستطيع إخفاء الحقائق التالية: وصل سعر الذروة للعملة الرقمية إلى 1130 دولارا قبل أكثر من سنة بقليل. ثم هوت قيمتها بأكثر من 56 في المائة في عام 2014، وهو ما يجعلها أسوأ العملات أداء لهذا العام، وفقا لبلومبيرج، التي تتابع أداء أسعار 175 عملة في سوق العملات الأجنبية. تدعي البِتكوين أنها توفر لقراصنة الإنترنت مخزنا للقيمة بعيدا عن خطر المصادرة الحكومية أو التدخل لتخفيض قيمة العملة، ما يجعلها العملة المختارة للذين يقومون بغسل الأموال ومندوبي المبيعات النصابين. تبلغ القيمة الحالة للبِتكوين 326 دولارا، وهذا يعني أنها ليست ميتة، لكنها ربما تكون قد أصيبت بجراح مميتة. في 20 ديسمبر حُكم على تشارلي شريم، وهو من أشد أنصار البِتكوين وكان نائب الرئيس في مؤسسة البِتكوين والرئيس التنفيذي لبورصة تدعى BitInstant، حُكم عليه بالسجن لمدة سنتين بسبب قيامه بتحويلات مالية غير مشروعة. وهذا أيضا يضفي سمعة سيئة على البِتكوين. وفي حين أنه يجدر بنا دائما أن نشجع الابتكار، إلا أن البِتكوين لا تصلح حتى الآن مكانا لتخزين تحويشة العمر من قبل اليتامى والأرامل– رغم أن علينا أن نقر أن كثيرا من عشاق الذهب يقولون الشيء نفسه عن العملة الورقية التي تصدرها الحكومات. ثاني عملة من حيث الأداء السيئ لهذا العام هي الهريفينيا، في أوكرانيا. حين تكون في حالة حرب مع قوى عظمى مجاورة ولديها سلاح نووي، فإن هذا يكون مكلفا، وقد أصيب الاقتصاد الأوكراني بالشلل حتى بعد عملية إنقاذ دولية بقيمة 17 مليار دولار. ربما تحتاج أوكرانيا إلى 15 مليار دولار أخرى، وفقا للاتحاد الأوروبي، وقالت وكالة ستاندرد أند بورز إن إعسار أوكرانيا عن ديونها ربما يكون أمرا لا مفر منه، وفي الأسبوع الماضي قلصت المرتبة الائتمانية لأوكرانيا إلى CCC، التي تقع 9 درجات تحت التقييم الائتماني للسندات ذات المرتبة الاستثمارية. لكن حين تكون في حرب مع جارتك الصغرى يمكن أيضا أن يكون مكلفا، خصوصا إذا استجلبت أعمالك الانتقادات الدولية والعقوبات الاقتصادية، وتزامن ذلك مع انخفاض حاد في أسعار النفط، الذي هو سلعتك الرئيسة. وبالتالي تلقى الروبل الروسي ضربة قوية هذا العام أيضا. فما هي الدروس المستفادة من العملات الخاسرة لهذا العام؟ حين تكون في حالة حرب فإن هذا يضر بالعملة أكثر مما لو لم تكن في حالة حرب، سواء كنتَ تحارب السلطات المالية العالمية من أجل شرعية العملة (وهو ما يفعله أصحاب البِتكوين)، أو كنتَ في مناوشات قتالية من جانب الضحية أو المعتدي. أن يكون لديك أصدقاء لهم جيوب عامرة بالمال، فهذا شيء مفيد حين تقع في المشاكل، وروسيا لديها هؤلاء الأصدقاء، في حين أن أصدقاء أوكرانيا في مؤسسات الإقراض الدولية مقيدون بالقواعد التي تحكم عمليات الإقراض. من جانب آخر، يبدو أن معظم مؤيدي البِتكوين هم من القراصنة الذين تعتمد مواردهم على طابع النصب والاحتيال الذي يميز مشروع العملة نفسه. لكن الدرس الأساس في كل ذلك هو أن النقود تظل في قلب عملية الثقة. لا يزال من المهم لدى الناس أن تكون العملة مدعومة من بلد أو مجموعة بلدان، وأن تقوم الحكومة بسك النقد، وأن تكون للنقود أشكال مادية يمكنك الإمساك بها في يدك وتضعها في جيبك. وكل هذا يقع تحت التركيز الشديد حين يقوم القراصنة بتفريغ حسابات بعض الناس في البنوك لتصبح صفرا، أو حين ينهار النظام المالي ويتحول إلى حالة من الفوضى وتتكشف أمام أعين الجميع وبكل وضوح مدى هشاشة البنية التحتية للنظام البنكي العالمي. دعونا نأمل أن عام 2015 سيكون العام الذي نكتشف فيه أن أرقام الكمبيوتر من الصفر والواحد (النظام الثنائي) ليست مالا واقعيا.