في الوقت الذي تتوقع فيه سوني الخسارة السادسة منذ سبع سنوات، تناضل من أجل الحفاظ على ملفاتها الداخلية بعيدا عن أيدي القراصنة، حيث إن البقعة المشرقة الوحيدة الباقية لديها هي قسم الألعاب التابع لها. كانت الشركة قد باعت حوالي 15 مليون لعبة بلاي ستيشن من نوع إس4 منذ صدورها، متجاوزة بذلك منافستها إكس بوكس التابعة لمايكروسوفت في صناعة منصات ألعاب الكمبيوتر التي تقدر بحوالي 44 مليار دولار. ولكن في الوقت الذي يكمل فيه امتياز بلاي ستيشن العشرين سنة من العمر هذا الشهر، تستعد سوني لعالم ما بعد منصات ألعاب الكمبيوتر. تقول الشركة إن إحدى الأولويات القصوى التي لديها في عام 2014 كانت شراء الخوادم وتوسيع شبكات الحوسبة السحابية للتأكد من أنها يمكن أن تبث وبشكل موثوق ألعاب النطاق الترددي العالي من خلال بلاي ستيشن ناو، الخدمة التي أدخلتها الشركة خلال الصيف. اللاعبون الذين يستخدمون PS ناو لا يحتاجون إلى امتلاك أي جهاز سوني عدا جهاز تحكم لعبة أو اثنين: الخدمة ترحل ألعابها التي يبلغ عددها 200 ونيف مباشرة من مركز البيانات إلى تلفزيون اللاعب، والذي لا يشترط فيه أن يكون من صناعة سوني. يقول أندرو هاوس، رئيس سوني كمبيوتر انترتينمنت: «إذا نظرتم الى أشكال أخرى من وسائل الترفيه والأثر العجيب الذي كان للبث على هذه الأشكال الأخرى، فإن هذا يقول لنا إن هناك بوضوح شعورا قويا بالرضا من قبل المستهلكين، مع نتائج فورية مرضية، وهذا يتم تقديمه من خلال تجاربهم وخبراتهم في البث». وأضاف: «نحن نعتقد أنه سيكون لهذا دور يلعبه في مستقبل الألعاب، كذلك». يقول سيركان توتو، مؤسس استشارات ألعاب كانتان ومقرها طوكيو، على الرغم من أنه قد يبدو غريبا قيام سوني بتفكيك أعمال الأجهزة في الوقت الذي لا يزال فيه اللاعبون على استعداد لدفع 400 دولار أو أكثر لشراء جهاز PS4، تحتاج سوني إلى الدفع باتجاه الألعاب السحابية عاجلا وليس آجلا. وكما يقول: «سحابة الألعاب تعتبر المستقبل، وليس لدي أي شك في أن أشياء مثل بلاي ستيشن 4 وكافة الأجهزة والكابلات التي تملأ غرفة المعيشة الخاصة بك سوف تختفي جميعا». منصة البث التابعة لسوني تعمل على تكنولوجيا من جايكاي، شركة الشبكات السحابية التي اشتراها رئيسها التنفيذي كاز هيراي في عام 2012 بمبلغ 380 مليون دولار. في وقت مبكر من عام 2010، استطاعت جايكاي تشغيل اللعبة المكثفة التجهيز «ويرلد وور كرافت» (عالم الحرب) على آيباد، وهو أمر لم يكن قد سمع به أحد في ذلك الوقت، بلاي ستيشن، مدعومة بتكنولوجيا جايكاي، تدير الآن مجموعة واسعة من الألعاب من السنوات القليلة الماضية، على الرغم من أن معظم الناشرين لا يدعون سوني تقوم ببث إصداراتهم الرئيسية. هناك حوالي 8 ملايين لاعب من أصل حوالي 55 مليون لاعب شهريا يكونون موجودين على شبكة بلاي ستيشن التي يبلغ عمرها عقدا من الزمن على الانترنت التابعة لسوني، يدفعون رسوما تبلغ 50 دولارا على الأقل سنويا لتلقي مستويات إضافية للعبة ومحتوى متميزا آخر وخصومات. وقالت مايكروسوفت إن حوالي نصف مستخدمي خدمتها إكس بوكس لايف على الانترنت (الذين يبلغ عددهم أكثر من 48 مليون شخص) يدفعون 60 دولارا في السنة ثمن نسخة متميزة. ورفضت الشركة مناقشة خططها حول الألعاب السحابية. هناك نوعان من التحديات: يجب على سوني التأكد من أن PS ناو يمكن الاعتماد عليه وأنه مأمون - بتاريخ 7 ديسمبر تم اختراق شبكة بلاي ستيشن وأصبحت لفترة وجيزة غير متصلة بالإنترنت - ويجب عليها أن تجعل الخدمة في غاية الأهمية للاعبين بحيث لا يستطيع صانعو الألعاب تحمل تجاوز نظام سوني تماما ببساطة. في يوليو، أعلنت الشركة المطورة الفنون الإلكترونية خدمة الاشتراك الخاصة بها، EA آكسس، والتي تكلف 5 دولارات في الشهر مقابل الوصول بشكل منتظم لتنزيل الألعاب القديمة والوصول المبكر إلى أخرى جديدة، مثل لعبة كرة القدم فيفا 15. سوني لا تدع بلاي ستيشن تستخدام EA آكسس. ويقول المتحدث ماساكي تسوكاكوشي: «نحن لا نعتقد أنه ستكون هناك قيمة جيدة لألعاب بلاي ستيشن في حال طلبنا من جماهيرنا دفع مبلغ 5 دولارات إضافية في الشهر لهذا البرنامج الخاص بشركة الفنون الإلكترونية». ويقول توتو إنه إذا كان بإمكان الناس أن يبثوا الألعاب مباشرة على التلفزيون أو الكمبيوتر اللوحي أو الهاتف الذكي، عندها لا تحتاج الألعاب التي لها قواعد جماهيرية كبيرة حقا لسوني كثيرا. ويقول أيضا: «ستحاول هذه الشركات الالتفاف على بلاي ستيشن ... لامتصاص اللاعبين إلى النظام البيئي الخاص بها». ويضيف: «لا يوجد شيء يكرهه مزودو المحتوى أكثر من تقاسم الإيرادات». وقد شكلت سكوير انيكس القابضة، شريكة سوني منذ فترة طويلة وناشرة ألعاب فاينال فانتازي (الخيال النهائي)، شركة تابعة لتدفق الألعاب في سبتمبر، وتقول إنها سوف تفعل ذلك فقط: «تغيير النظام البيئي لصناعة اللعبة». لم يرغب تسوكاكوشي في التعليق على إعلان سكوير انيكس. جون روز، الذي يرأس الممارسة الإعلامية في مجموعة بوسطن للاستشارات، يقارن ظهور الألعاب السحابية بالاتجاهات غير المترابطة في الموسيقى (شراء أغان محددة بدلا من ألبومات)، وفي الأخبار (إجراء مسح على موقع جوجل لأفضل الأخبار). في كل حالة، كما يقول روز، «الرجال الذين ينشئون المحتوى سيكسبون، والمستهلكون سيكسبون، والرجال الذين يوفرون التصفح في الوسط سيكسبون».