تعتبر عودة الاتفاق الى الانتصارات في دوري الدرجة الاولى جيدة بعد ان حقق 6 نقاط في مباراتين تحت قيادة المدرب الجزائري روابح بأداء جميل، أثبت من خلالهما أن هذا الفريق ليس له مكان غير دوري عبداللطيف جميل، فهو يضم بين صفوفه نجوماً تتمنى الاندية الكبيرة ان تتعاقد مع أحدهم، بالإضافة الى الوجوه الشابة التي بدأت بالظهور في تشكيلة الفريق وينتظرها مستقبل كبير. أجزم أن كل من شاهد الاتفاق عبر الشاشة او من خلال الحضور في استاد الامير محمد بن فهد بالدمام وهو في دوري الدرجة الاولى اصابته الحسرة لعدم وجود هذا الفارس الكبير بين اندية جميل. بالطبع الحديث عن هذا الامر لن يجدي نفعا، فالاتفاق اصبح في دوري المظاليم الصعب وسيمنح تواجده زخما فنيا؛ لأن التنافس سيكون على اشده وخصوصا أنه يعتبر من الفرق المرشحة للصعود؛ لذا كل الفرق التي سيواجهها ستعمل له الف حساب وسيجد الاتفاق صعوبة كبيرة لتجاوز كل فريق؛ لأنها ستتعامل معه بطريقة مختلفة. الاتفاق لن يعاني فنيا، بل سيعاني معنويا؛ لأنه بحاجة للدعم الكبير خصوصا من جماهيره التي عليها ان تقف خلف فريقها، اذا ارادت ان يعود، اما الغضب و"الزعل" على كل تعثر لن يفيد، فالفريق سيواجهه الكثير من المخاطر في هذا الدوري، لذا على كل اتفاقي ان يعتبر هذا الموسم استراحة محارب، وأن يقتنع بداخله ان فريقه سيعود الى مكانه الطبيعي بالوقوف معه ودعمه والبعد عن المشاحنات التي أثرت كثيرا على مشواره في العام الماضي، ولأن الاتفاق كيان فعلى لكل اتفاقي ان ينتمي لهذا الكيان وليس للأشخاص. الجزائري توفيق روابح رمم الفريق واستقر على تشكيلة محددة وقدم فريقا جيدا من خلال الاستحواذ والتمريرات القصيرة وصناعة الفرص، ومع الوقت سيكون الفريق افضل حالا بعد ان يتعود اللاعبون على طريقة المدرب، ولكن على روابح ان يحذر من خط الدفاع الذي يحتاج الى عمل آخر حتى يكتمل الفريق ويظهر بالصورة المطلوبة التي تؤهله الى الصعود، فالمشوار ما زال طويلا لتحقيق هذا المطلب، فالمتبقي دور ثان بأكمله، يحتاج للجهد والعمل الكبير من جميع الاتفاقيين. فاز الاتفاق بنتيجة كبيرة على الدرعية في اول لقاء تحت قيادة روابح وخرج من يقلل من هذا الفوز، بأن الدرعية لم يتدرب لمدة عشرة ايام رغم انه لعب قبل لقاء الاتفاق بأيام قليلة مباراة ودية مع النصر خسرها 3-1. إذا فاز الفريق نسبوه الى دعم الشرفيين، وإذا خسر فرحوا من اجل الاصطياد بالماء العكر وتهييج الجماهير على الادارة. الصراحة «احترنا معكم». وأخيرا، وجود الاتفاق في دوري الدرجة الاولى يشبه الفارس الذي ترجل من صهوة جواده ليسترجع انفاسه ويعيد صياغة نفسه من جديد، ويعتبر هبوطه درسا قاسيا سيتفيد منه كثيرا. وصدقوني هذا الفارس الجريح لن يسكت وسيعود قويا في يوما ما الى مكانه الطبيعي في دوري جميل، الذي أصبح بدونه «غير جميل»..!!