هناك حقيقة ينبغي أن نقر وأن نعترف بها، وهي أن وزير الصحة المكلف معالي د. عادل بن محمد فقيه "سلمه الله"، قد حقق نجاحات متتالية في وزارة العمل، كانت محل التقدير لدى ولاة امورنا، ومن أهمها، إيجاد نظام نطاقات لجميع الشركات والمؤسسات، بدلاً من مزاجية موظفي مكاتب العمل في تعاملهم مع مطالب مؤسسات القطاع الخاص، فالجميع الآن، اصبح سواسية تحت النظام، ومتى ما تم تحقيق النطاق المطلوب، حصل المشترك على المزايا التي يوفرها له النظام من غير مساعدة او وساطة، مما ادى الى ارتفاع معدل السعودة في مؤسسات وشركات القطاع الخاص بشكل لافت للنظر وغير مسبوق. كما ان تعيين معالي د. عادل بن محمد فقيه، قد جاء بأمر ملكي سام، وبناء على ثقة ملكية كريمة حريصة كل الحرص على وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لذلك ينبغي ان نقف جميعاً خلف هذا التعيين، ونشد على أيادي هذا الرجل وندعو من الله عز و جل، ان يوفقه لما فيه مصلحة البلاد والعباد، ولنكن منصفين وعادلين في حكمنا على الامور، فالرجل لم يقض إلا عدة شهور، والبعض بدأ في مهاجمته لا سيما، الاقلام التي تنشط في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي لا تجرؤ على البروز في النور، لبطلان إدعاءاتها، فهي تدعو الى محاربة التغيير الذي يقوم به وزير الصحة المكلف في وزارته!! أنا لا ادافع عن الوزير المكلف، فهو لا يعرفني ولا اعرفه، وعنده من يدافع عنه، ولا اطمح ابداً لأي مصالح شخصية، لكنها كلمة حق اقولها، لأنني مثل غيري، نريد عزة هذا الوطن ومصلحته، فلقد رأيت اقلاماً بغير حق، تهاجم التغيير الذي يقوم به وزير الصحة المكلف بالرغم من حداثة تعيينه في هذا المنصب! أليس من العدل ومن الحكمة ومن الولاء، لهذا الوطن وقادته، ان نقف صفاً واحداً خلف من اختاره ولي الامر والقيادة الحكيمة؟، بلى، إنه الوقت المناسب الذي يجب ان يقف فيه جميع منسوبي وزارة الصحة، موقف المؤيد للتغيير المنشود، وندعم جميع الجهود للنهوض بالخدمات الصحية في هذا الوطن. لماذا لا نقف وقفة محاسبة صادقة ونرى لماذا يقوم الوزير بهذا التغيير؟ أنا لن اقول لكم السبب، لأنني ابن وزارة الصحة، وقد يرى البعض شهادتي مجروحة، ولكن دعوني أنقل لكم ما يقوله رجالات مدينة الدمام الذين ألتقي بهم يومياً في مجالسهم، هم وبكل بساطة يقولون: إنه وبالرغم من كل الجهود التي بُذلت، وبالرغم من عَمل جميع المخلصين بمقام ديوان وزارة الصحة وفي مديريات الشؤون الصحية، وبالرغم من المليارات من الريالات التي تُنفق على صحة المواطن، الا ان المخرجات هزيلة ولا تتناسب إطلاقاً مع ما يتم إنفاقه على وزارة الصحة. ما فائدة المليارات التي تُصرف على الدواء الذي يقول عنه المسؤولون في وزارة الصحة إنه "خط أحمر"، لكن عندما يذهب المريض الى صيدلية المركز الصحي او الى المستشفى ولا يجد الدواء؟ وما فائدة المراكز الصحية في الاحياء، اذا كانت لا تعالج المرضى، بل تحولت الى مراكز سكرتارية لتحويل المرضى للمستشفيات، واما المستشفيات فحدث ولا حرج، فمواعيد العيادات الخارجية بالشهور، والمرضى يمكثون بالايام في اقسام الطوارئ والاسعاف، لأنهم لا يجدون السرير داخل المستشفى لتنويمهم، ومازال السرير في اقسام العناية المركزة بعيد المنال، والعمليات الجراحية تؤجل للمرضى المنومين لأسباب واهية، وأما مشاريع وزارة الصحة المتعثرة من مستشفيات ومراكز صحية، فإننا نمر عليها صباح مساء، وندعو الله ان يبعث لها من يحييها. لقد أصبح المواطن يتحسر على الوضع الذي آلت إليه وزارة الصحة، بالرغم من دعم قادة هذا الوطن لهذه الوزارة وتخصيص ميزانية ضخمة لها، واصبح المواطن يغبط إخوانه ممن يعملون في القطاع الخاص ويحظون برعاية صحية في المستشفيات الخاصة، فإذا كان الوضع كذلك، فلماذا نقاوم التغيير!! لست أدري هل كان المسؤولون في وزارة الصحة لا يشعرون بما يشعر به هذا المواطن البسيط الذي لا يجد المال ليُعالج في المستشفيات الخاصة؟؟ لكن، لو افترضنا انهم لا يعلمون بمعاناة الناس، فلماذا يسافر مسئولو وزارة الصحة وعوائلهم إلى المانيا او امريكا طلباً للعلاج عى نفقة الوزارة!! أليس هذا اعترافا مبطنا بأن خدماتنا الصحية ليست على مايرام؟ ثم نأتي بعد ذلك، ونقول لماذا هذا التغيير!! لقد بلغ السيل الزبى، وأصبح الوضع الصحي مثارا للسخط لدى المواطنين الذين يعانون من سوء الخدمات الصحية، ولا يجدون المال للعلاج في مستشفيات القطاع الخاص، لذلك فإن التغيير هو نتيجة حتمية وهو مطلبٌ شعبي، وفي نظري الشخصي، فإن أي تغيير الآن لن يكون أسوأ مما نحن عليه، بل سيكون بإذن الله أفضل من الوضع الحالي على أي حال من الاحوال. ثم لماذا يُفترضُ في كُلِ من طاله التغيير في وزارة الصحة، أنه سيئ!! فهل من طاله التغيير عندما قَدِمَ الوزير السابق، كانوا سَيئين؟ أم أن لكل شيخ طريقة، ولكل وزير رجال وفريق، اعتاد ان يعمل معهم ويخصهم ويعرف مواطن القوة والضعف فيهم، اضف الى ذلك، اننا لم نسمع من الوزير المكلف او من أحد رجالاته يقول، إن من طالهم التغيير هم سيئون، فالكل مخلص لوطنه، لكنه التغيير يفرض دخول دماء جديدة شابة، تعشق الابداع والتجديد وتكره النمطية والروتين. امض أيها الوزير في خططك واستمر في التغيير المطلوب، فنحن نشد على يد كل مخلص لله وللمليك وللوطن.