في أولى الثمرات العملية للمصالحة الخليجية التي رعاها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض، الأحد الأسبوع الماضي، قررت دول مجلس التعاون عقد الدورة ال133 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون (وزراء الخارجية)، غداً الثلاثاء، في الدوحة برئاسة وزير خارجية قطر الدكتور خالد العطية. ويحضر المجلس للقمة ال35 للمجلس الأعلى (الزعماء) التي سوف تعقد في قطر في التاسع والعاشر من الشهر القادم. وكان خادم الحرمين الشريفين قد دعا الزعماء في الخليج إلى عقد اجتماع مصيري في الرياض يوم الأحد الأسبوع الماضي، حيث جرى إبرام اتفاقية تكميلية لاتفاق الرياض، وأعلنت المصالحة الخليجية وعودة سفراء المملكة والإمارات والبحرين إلى الدوحة. وحظيت دعوة خادم الحرمين الشريفين ونتائجها بترحيب شعبي واسع في جميع الدول الخليجية والعربية. وبذل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح جهود وساطة خيرة حثيثة حتى الأيام الأخيرة قبيل المصالحة، مما أفضى إلى اتفاق الرياض التكميلي. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني في تصريح صحفي: إن وزراء الخارجية سيبحثون مذكرات وتقارير مرفوعة من اللجان الوزارية والأمانة العامة بشأن مسيرة العمل الخليجي المشترك، وما تم إنجازه في إطار التكامل والتعاون المشترك، وآخر المستجدات والتطورات الإقليمية والدولية، إضافة إلى الموضوعات ذات الصلة بالحوارات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون ودول وتكتلات عالمية، مثل جمهورية روسيا الفيدرالية والصين الشعبية والاتحاد الأوروبي. ومتوقع أن يبحث الوزراء توصيات المجلس الأعلى في القمة الماضية بإجراء المزيد من المشاورات واستكمال دراسة مقترح خادم الحرمين الشريفين بالانتقال بالمجلس من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. ومرئيات الهيئة المختصة التي شكلت لدراسة الاقتراح. وقال الزياني: إن المجلس الوزاري سيعقد اجتماعاً متزامناً مع وزير الخارجية الأردني ووزير الخارجية والتعاون الدولي في المملكة المغربية، «لبحث سبل تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية مع البلدين الشقيقين». وأشار الزياني إلى أن المجلس الوزاري سيلتقي وزير الخارجية اليمني لبحث آخر التطورات في اليمن، وسبل تعزيز علاقات التعاون القائم بين مجلس التعاون واليمن. وسيعقد المجلس الوزاري اجتماعا دوريا مشتركا مع رئيس وأعضاء من الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى «لبحث المرئيات المرفوعة من الهيئة إلى المجلس الأعلى بشأن عدد من الموضوعات التي سبق أن كلف المجلس الأعلى للهيئة بدراستها». وكان المجلس الأعلى قد كلف الهيئة الاستشارية في ختام القمة الماضية ال34 في الكويت بدراسة ثلاثة موضوعات هي: التأشيرة السياحية الموحدة في دول مجلس التعاون. التنمية البشرية في دول مجلس التعاون. تقييم مسيرة مجلس التعاون. وكان يفترض أن يعقد المجلس الوزاري التحضيري للقمة ال35 اجتماعاً في الدوحة الأسبوع قبل الماضي، غير أنه جرى تأجيل الاجتماع لإعطاء محادثات المصالحة فرصة من النجاح.