دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الملايين من المهاجرين غير الشرعيين إلى «الخروج من الظل»، معلنا تخفيف واسع النطاق من التهديد بالترحيل لما يصل إلى خمسة ملايين مهاجر. ويتوقع أن يستفيد من قرار أوباما التنفيذي نحو نصف ما يقدر ب 4,11مليون مهاجر غير شرعي في الولاياتالمتحدة معظمهم من المكسيك ودول أخرى في أمريكا الوسطى. وفي خطاب أذيع من البيت الأبيض، قال أوباما إنه سيستخدم سلطته كرئيس للسماح لبعض الآباء، الذين لا يحملون وثائق للهجرة الشرعية، ولديهم أبناء يحملون الجنسية وإقامات دائمة والأشخاص الذين هاجروا حينما كانوا أطفالا للعيش بشكل شرعي في الولاياتالمتحدة والعمل فيها وتأجيل ترحيلات الكثيرين الآخرين. وقال أوباما: «إذا كنتم في أمريكا منذ أكثر من خمس سنوات، وإذا كان لكم أبناء مواطنون أمريكيون أو مقيمون شرعيون، وإذا قمتم بالتسجيل واجتياز التحقق من السوابق الجنائية ومستعدون لدفع حصتكم العادلة من الضرائب، فبإمكانكم تقديم طلب للبقاء في هذا البلد مؤقتا من دون خوف من الترحيل». وقال أوباما إن هذا «لا يمنح الجنسية أو حق البقاء هنا بشكل دائم أو يكفل نفس المزايا التي يتلقاها المواطنون - الكونجرس فقط يستطيع فعل ذلك». وأضاف: «كل ما نقوله هو أننا لن نقوم بترحيلكم». وقال أوباما: «ما أصفه هو المساءلة.. التعقل ومنهج الأرضية المشتركة.. فإذا انطبقت عليكم تلك المعايير فيمكنكم الخروج من الظل والسير وفق القانون. وإذا كنت مجرما فسوف يتم ترحيلك». وأضاف: «إذا كنت تخطط لدخول الولاياتالمتحدة بشكل غير قانوني، فإن فرص القبض عليك وترحيلك قد زادت للتو». وقال أوباما: «وبالنسبة لأولئك الأعضاء في الكونجرس الذين يشككون في سلطتي لجعل نظام الهجرة يعمل بشكل أفضل أو يشككون في حكمتي للعمل فيما فشل فيه الكونجرس، لدي رد واحد.. مرروا مشروع قانون». وأصبحت سياسات الهجرة أمرا خلافيا على نحو متزايد في الولاياتالمتحدة، وأصبح ترحيل المهاجرين غير الشرعيين يمثل صرخة بالنسبة لكلا الطرفين. وينتقد المدافعون عن الهجرة ترحيل أكثر من 400 ألف شخص سنويا منذ أن تولى أوباما منصبه في 2008، رغم تعهدات إدارته في وقت سابق بأن تنصب تلك الجهود على المجرمين الخطرين. ويقول معارضو إصلاح نظام الهجرة، وبينهم الكثير من المشرعين الجمهوريين، إن إدارة أوباما لم تبذل جهدا كافيا لتأمين الحدود ومحاسبة الذين يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني. وفي الوقت نفسه، أعلن أوباما عن إجراءات لتعزيز السيطرة على الحدود مع مواصلة التركيز على ملاحقة وترحيل المجرمين الخطرين الذين يوجدون في الولاياتالمتحدة بشكل غير قانوني. ورد أوباما كذلك على النقد الموجه إليه من الجمهوريين بأنه يعمل خارج نطاق سلطته. وقال: «إن الإجراءات التي أتخذها ليست قانونية فحسب، بل إنها نفس أنواع الإجراءات التي اتخذها كل رئيس جمهوري وكل رئيس ديمقراطي على مدى نصف القرن الماضي». وأوضح أوباما أن الأمريكيين أيدوا إجراءه، وأن الهجرة أمر ضروري بالنسبة لهوية بلاده. إلى ذلك، قال جهاز الأمن الداخلي الامريكي إن امرأة كانت تتظاهر أمام البيت الأبيض الليلة قبل الماضية اعتقلت لحملها سلاحا ناريا بعد وقت قصير من بدء الرئيس باراك اوباما خطابه الذي كشف فيه عن اصلاحات جذرية لنظام الهجرة. وقال المتحدث باسم المخابرات روبرت هوباك في رسالة بالبريد الالكتروني ان ابريل لينارت (23 عاما) من ولاية ميشيجان اعتقلت. وقال المتحدث باسم المخابرات إن لينارت كانت تتظاهر عند السياج الشمالي للبيت الأبيض حين لاحظ رجال الأمن انها تضع مسدسا في جراب حول خصرها. ووجهت لها السلطات تهمة حمل سلاح ناري غير مرخص وذخيرة. وقال هوباك إنها رفضت الادلاء بأي تصريحات للسلطات.