أكدت أخصائية النساء والولادة الدكتورة فداء الوادي أن فرط نشاط الغدة الدرقية يظهر عندما ينتاب المرأة الحامل ارتفاع في الحرارة واحمرار بالجلد وتعرق زائد واسهال وعصبية شديدة وضعف بالعضلات ورعشة باليدين وجحوظ بالعينين وتورم الساقين وصعوبة في التنفس ونقص بالوزن وتسرع نبض وضعف عام. وأشارت أن فرط نشاط الغدة الدرقية الأكثر شيوعا يحدث للمرأة الحامل، وقالت: "فرط نشاط الغدة الدرقية لدى الوالدين غير المعالج يعد انذارا سيئا على الجنين ويؤدي إلى اجهاضه، ويتسبب في فقدان الاجنة بنسبة %25 أو حدوث خراج ونقص في الوزن بنسبة %15، لكنه لا يؤدي إلى عيوب خلقية، ويلاحظ ظهور زيادة في بعض الوظائف في أول اسبوعين عند المولود من ولادته كفرط حركي شديد وبكاء ونقص بالشهية وعدم زيادة بالوزن وتضخم بالكبد والطحال وهبوط بوظائف القلب وتحصل الوفاة بنسبة %30 من حالة عدم العلاج بسبب قصور القلب، ويعالج فرط نشاط الغدة الدرقية بإعطاء المريض بعض الأدوية لضبط الغدة الدرقية أثناء الحمل. وعن كسل الغدة الدرقية تقول الدكتورة فداء: إن مثل هذه الحالة تعد الأقل شيوعا من فرط نشاط الغدة الدرقية، إذ تظهر على المريض المصاب بكسل الغدة الدرقية الاعراض التالية: الشعور بالتعب، وزيادة الوزن، والامساك، وجفاف الجلد، والاكتئاب، كما يساعد افراز الغدة الدرقية لما يكفي من الهرمونات في تطوير دماغ الجنين خاصة خلال الثلث الأول من الحمل؛ لاعتماده بشكل كامل على الأم، حيث لوحظ اضطراب معدلات الذكاء عند الاطفال الذين لديهم قصور في الغدة الدرقية خلقي وغير معالج، وتبين أن كسل الغدة الدرقية يزيد من مخاطر الاجهاض، أو انجاب طفل ناقص النمو، أو انخفاض في مستوى الذكاء حتى ولو كانت الغدة في حالة سكون ولا تشعر المرأة الحامل بأي اعرض لها، ولذلك من الضروري اجراء اختبار لنشاط الغدة الدرقية للحامل بعد الشهر الثالث من الحمل، حتى إن لم يكن هناك اعراض ظاهرة عليها، وبالتالي فمن الضروري علاج النساء الحوامل اللاتي يعانين حالة حادة من الكسل في الغدة الدرقية بشكل سريع. من جانبه قال الاستشاري والاستاذ بكلية الطب واستشاري السكر والغدد الصماء الدكتور وليد البكر: إن الغدة الدرقية هي غدة صغيرة في مقدمة الرقبة وتحيط بالقصبة الهوائية وتزن 20 جراما فقط، ومن مهامها تعزيز هرمون الثايروكسين في الدم الذي يتحكم بنشاط الانسان وطاقته وينظم عمليات الأيض والحرق في الجسم، ويقوم على ضبط مستوى حرارة جسم الانسان. وبين الدكتور البكر بعض الحقائق العلمية التي تخص الغدة الدرقية، وأشار أن نسبة الاصابة باضطرابات الغدة الدرقية قد تصل إلى %50، وأن معظم المصابين بها من النساء، وأن الذين يعانون من السمنة المفرطة وبالرغم من ممارستهم الرياضة والحمية قد يكونون مصابين بخمول في الغدة الدرقية، مؤكدا أن نقص اليود والعامل الوراثي واضطرابات جهاز المناعة هي من أهم أسباب خمول الغدة الدرقية، وأوضح أن اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤثر على المزاج، مما قد يؤثر على العلاقات الزوجية بسبب عدم تفهم العامل الصحي من قبلهما، كاشفا أن %80 من نسب المراجعين لعيادات الغدد الصماء يعانون من اضطرابات الغدة الدرقية، وأنه من الممكن أن يؤثر خمول الغدة الدرقية على تأخر الطفل المصاب دراسيا لضعف ذاكرته وقلة تركيزه، علاوة على تأثيرها السلبي في تأخر الانجاب واضطرابات الدورة الشهرية. وعن أثر الغدة الدرقية على المرأة الحامل والجنين اثناء الحمل فإن خمول الغدة الدرقية يؤثر على الحمل بطرق متعددة فهو يؤدي إلى تأخير التبويض والحمل. بينما يقول استشاري الاطفال الخدج وحديثي الولادة بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر الدكتور حاتم التركستاني: إن هرمون الثايروكسين والذي تفرزه الغدة الدرقية يمكن تشبيهه بالوقود الحقيقي لنمو مخ الجنين، الأمر الذي يجعل نقص هذا الهرمون سببا مهما للتخلف العقلي؛ لأن خلايا المخ لا تنمو بالشكل الطبيعي، فالجنين يستمد في الحقيقة هذا الهرمون من الأم, ويستطيع تصنيعه بنفسه من الشهر الرابع للحمل سواء كان نقص الهرمون بسبب خلل لدى الأم أو الجنين أو كليهما (كما في حالات نقص مادة اليود) فإن النتيجة واحدة، وهي توقف نمو مخ الجنين ومن ثم إعاقة عقلية وجسدية دائمة، ولذا فيجب معرفة مدى نشاط الغدة الدرقية خلال الحمل لتعويض الام في حالات النقص، كما يجب معرفة تلك النسبة لدى الطفل حديث الولادة بمجرد ولادته، حيث إن تعويض الطفل بالمقدار المطلوب من الهرمون سيكون كافيا لمنع مضاعفات بالغة الخطورة.