قالت وكالة الطاقة الدولية: إن مواد الوقود الأحفوري تجني 550 مليار دولار سنوياً من الإعانات المالية، وتؤدي إلى تراجع الاستثمار في أشكال الطاقة الأنظف. وقالت هذه الوكالة، التي مقرها باريس في تقريرها السنوي، بعنوان «آفاق الطاقة في العالم»: إن النفط والفحم والغاز حصلت على أكثر من 4 مرات من مبلغ ال 120 مليار دولار، الذي يُدفَع من أجل تحفيز الأبحاث عن الطاقة المتجددة بما فيها طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة الوقود الأحيائي. سلطت النتائج الضوء على ضرورة التحول في السياسة اللازم لتحديد مشكلة الاحتباس الحراري التي قالت عنها الوكالة الدولية للطاقة: إنها تزيد من درجة حرارة العالم بنسبة 3.6 درجة مئوية مع نهاية هذا القرن. ذلك المستوى قد يزيد من مخاطر حدوث عواصف مدمرة، وقحط وارتفاع في منسوب البحار. قال فاتح بيرول، كبير الاقتصاديين في الوكالة الدولية للطاقة، في مؤتمر صحفي في لندن قبل يومين: «إن الإعانات المالية الضخمة التي يتمتع بها الوقود الأحفوري تعطي الدافع لاستهلاكها، وهذا يعني أنني أدفع لكم لكي تلوثوا العالم، ولكي تستخدموا الطاقة بطريقة غير فعالة». إن استخدام الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء يشهد ارتفاعاً في الوقت الحاضر، وسوف يشكل حوالي نصف الارتفاع العالمي في التوليد مع حلول عام 2040، بحسب التقرير. وذكر التقرير أيضا أن قرابة 7200 جيجا واط من القدرة التوليدية، يجب أن يتم بناؤها خلال تلك الفترة لمواكبة الطلب واستبدال محطات التوليد القديمة. سوف ترتفع حصة مصادر الطاقة المتجددة في عملية توليد الطاقة إلى 37 في المائة في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، بحسب وكالة الطاقة الدولية. «دور مهم» قال بيرول: «سوف تلعب مصادر الطاقة المتجددة دوراً هاماً جداً بشكل رئيسي بسبب الإعانات الحكومية. وسوف تشكل ما يقرب من نصف الزيادة العالمية في توليد الطاقة حتى عام 2040. الخبر الجيد هو أنه في الوقت الذي تنمو فيه القدرة الشمسية وقدرة الرياح بمعدل 6 مرات، تبقى الإعانات المالية كما هي، وتتحسن اقتصادياتهم بشكل جوهري». على مستوى العالم، سوف يكون لطاقة الرياح أكثر من الثلث في نمو الطاقة النظيفة، بحيث تمثل الطاقة الهيدروليكية حوالي 30 في المائة والطاقة الشمسية 18 30 في المائة. قد تنتج الرياح 20 30 في المائة من كهرباء أوروبا مع حلول عام 2040، وقد تمثل الطاقة الشمسية 37 30 في المائة من ذروة الطلب في فصل الصيف في اليابان، بحسب وكالة الطاقة الدولية. خصَت الوكالة الشرق الأوسط على أنه منطقة تعيق فيها إعانات الوقود الأحفوري مصادر الطاقة المتجددة. وقالت أيضا: إن مليوني برميل يومياً من النفط يتم حرقها لتوليد الطاقة التي يمكن، خلافاً لذلك، أن تأتي من مصادر الطاقة المتجددة التي يمكن أن تنافس النفط غير المدعوم. قالت وكالة الطاقة الدولية: «في المملكة العربية السعودية، إن التكلفة المقدمة الإضافية لسيارة ذات وقود يتمتع بضعف كفاءة المتوسط الحالي قد تأخذ الآن 16 عاماً لاسترداده من خلال الانفاق الأقل على الوقود، وقد تتقلص فترة السداد إلى 3 سنوات لو لم يتم دعم البنزين». ذكر التقرير أن عمليات إصلاح إعانات الطاقة أمر ليس سهلا، وليست هنالك صيغة واحدة للنجاح.