يعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وأستراليا إلى عام 1974م حين تم افتتاح سفارة أستراليابالرياض لتنطلق معها مسيرة التعاون بين البلدين، ووقعت المملكة العربية السعودية وأستراليا في 22 مارس عام 1980م اتفاقية في الرياض لتعزيز التعاون الاقتصادي والفني، وافتتحت المملكة سفارتها في كانبرا عام 1983م، وفي أبريل عام 2004 قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض -آنذاك- بزيارة رسمية لأستراليا افتتح خلالها المبنى الجديد لسفارة المملكة بحضور وزير الخارجية الأسترالي ألكسندر داونز. وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى إلى أستراليا فقد أرست هذه الزيارة قواعد العلاقة ودعمتها في شتى المجالات بين البلدين. وقام حاكم عام أستراليا اللواء مايكل جفرى في أغسطس 2005م بزيارة للمملكة التقى خلالها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- لتقديم التعازي في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-. وفي ديسمبر من العام 2005 م قام حاكم عام أستراليا بزيارة رسمية للمملكة التقى بها بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود استعرضا خلالها مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية بالإضافة إلى أفاق التعاون بين البلدين الصديقين، وتطورت العلاقات الأسترالية السعودية خلال السنوات الأخيرة على أكثر من مستوى وصعيد كان من أبرزها تشكيل لجنة الصداقة البرلمانية السعودية الأسترالية واستئناف اجتماعات اللجنة السعودية الأسترالية المشتركة التي عقدت دورتها الثامنة بالرياض في نوفمبر 2006 م وتفعيل المباحثات بين البلدين لتوقيع اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات والإنفاق الخاص بمنع الازدواج الضريبي الذي سيسهم في تشجيع إقامة مشاريع إنتاجية مشتركة وتوفير الإطار القانوني المناسب لتشجيع الاستثمارات وتعزيز الثقة لدى المستثمرين. وفي مجال العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وأستراليا يرتبط البلدان بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية جعلت أستراليا أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة وتخضع للعديد من الاتفاقيات في مقدمتها الاتفاقية الاقتصادية الموقعة في عام 1980م التي بمقتضاها يسعى كلا الطرفين لتطوير وتدعم التعاون الاقتصادي والفني فيما بينهما بروح من التفاهم المشترك، وتشجيع وإقامة مشاريع تنمية زراعية وحيوانية وصناعية وفنية وتبادل مختلف السلع والمنتجات وتبادل الزيارات والممثلين التجاريين والوفود والبعثات التجارية فيما بينهما وإقامة المعارض التجارية. وتم في 2004م توقيع اتفاقية برنامج التعاون الفني بين البلدين الصديقين وقد تضمنت الاتفاقية التعاون في مجالات تبادل المعلومات واستيراد وتصدير المنتجات الحيوانية والنباتية والتوحيد القياسي وتأكيد الجودة والتدريب في فحص الأغذية وأنظمة الاختبار وإصدار الشهادات بين البلدين. وجاءت ثمار الجهود المستمرة والعمل المشترك وبرغبة سعودية أسترالية للارتقاء بحجم التبادلات التجارية والاستثمارية بين البلدين بأن شهدت العاصمة الأسترالية كانبيرا في مارس 2013 توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس الغرف السعودية ومجموعة الصناعة الأسترالية لإنشاء مجلس الأعمال السعودي الأسترالي لتسهيل التفاعل المستمر بين قطاعي الأعمال السعودي والأسترالي وزيادة التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين. وتبلغ المشروعات المشتركة بين المملكة وأستراليا 39 مشروعًا قائمة بالمملكة تغطي الأنشطة الصناعية وغير الصناعية، حيث تبلغ حصة المشروعات الصناعية 14 مشروعًا يسهم الشريك الأسترالي فيها بحصة تقدر نسبتها بحوالي 20% من إجمالي حجم استثمارات هذه المشروعات في حين تبلغ حصة الجانب السعودي 74%، بالإضافة إلى مساهمة شركاء من دول أخرى تقدر حصتهم في هذه المشروعات بنحو 5,6%، حيث إن عدد المشروعات غير الصناعية المشتركة تبلغ 25 مشروعًا مشتركًا بين المملكة وأستراليا تقدر حصة رأس مال الشريك الأسترالي فيه بحوالي 41,1% من إجمالي تمويل هذه المشروعات، بينما تقدر حصة رأس المال السعودي في هذه المشروعات بحوالي 58,6% من إجمالي تمويل المشروعات المشتركة غير الصناعية، إلى جانب إسهام شركاء من دول أخرى بحوالي 0,33% من إجمالي تمويل هذه المشروعات. يذكر أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2013 مبلغ 2.459 مليون دولار أسترالي، بواقع 2.190 مليون دولار صادرات أسترالية إلى المملكة و269 مليون دولار صادرات من المملكة إلى أستراليا. وللإسهام في بناء جسور إنسانية وثقافية وتأثير إيجابي في العلاقات بين البلدين تسعى الملحقية الثقافية للمملكة العربية السعودية بأستراليا إلى متابعة الشؤون الدراسية للمبتعثين حيث تضاعفت أعداد الطلاب المبتعثين لأستراليا بشكل متسارع فمن أقل من 200 طالب عام 2005 تجاوزت الأعداد حاليًا ثمانية آلاف طالب. وتسعى الملحقية الثقافية بأستراليا إلى تعزيز العلاقات الثقافية والتعليمية والبحثية بين المملكة العربية السعودية وأستراليا، وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن المملكة العربية السعودية ومجتمعها لدى المجتمع الاسترالي، إضافة إلى تقديم الخدمات الأساسية للطلاب السعوديين الدارسين ومرافقيهم وفقًا للأهداف العامة المحددة لعمل الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج. وفي السياق ذاته تبذل سفارة خادم الحرمين الشريفين جهدًا كبيرًا لخدمة المواطن السعودي في أستراليا حيث يوجد أكثر من ثمانية آلاف طالب وطالبة سعوديين مبتعثين في أستراليا مع مرافقيهم يصل عددهم إلى 13 آلفًا وإلى تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين فكليهما عضو في مجموعة العشرين.