يحقق 71% من الوافدين في المملكة أرباحا مالية عالية أكبر مما يحققونه في بلدهم الأم بحسب مؤشر HSBC العالمي، بينما أكدت النتائج أن 67% من الوافدين يتطلعون إلى المغادرة والبحث عن فرص أفضل. وبحسب نتائج استطلاع الرأي الذي شمل الوافدين في العالم لعام 2014، تكون السعودية حققت معدلا أعلى بكثير من المعدل العالمي من حيث تحقيق الوافدين لأرباح مالية عالية، حيث بلغ المعدل العالمي 53% فقط. بالمقابل أكد معظم الوافدين في السعودية أن الحياة في السعودية هي تحدٍ بحد ذاتها، مشيرين الى أنهم لا يعتبرون المملكة فرصة اغتراب قائمة على المدى البعيد، حيث كشف 67% من الوافدين أنهم يتطلعون إلى مغادرة المملكة والبحث عن فرص أفضل، مشيرين الى أن السعودية مكان مناسب لجني الأرباح المادية وليس للاستقرار على المدى الطويل. وبحسب استطلاع الرأي الذي شمل 9,288 وافدا من 100 دولة بالعالم، احتلت المملكة المركز 28 من حيث جذب العمالة الوافدة بشكل عام مما يشمل (الحالة المادية والاجتماعية). وبالتفصيل حلت السعودية في المركز 12 من حيث قدرة الوافدين على توفير المنتجات والخدمات، والمركز 15 من حيث رضا الوافدين عن المكاسب المادية والحياة الاقتصادية، والمركز ا 32 من حيث تجربة الوافدين في نوعية الحياة وسهولتها، والمركز 30 من حيث مستوى تربية الأبناء وضمان أفضلية الرعاية الصحية والتعليم. وبحسب نتائج استطلاع الرأي تتوجه العمالة الوافدة الى المملكة تطلعاً الى البحث عن فرص اقتصادية أفضل، مع العلم أن السعودية احتلت المرتبة الأدنى من حيث جذب العمالة الوافدة مقارنة بدول خليجية مجاورة مثل الإمارات العربية المتحدة، قطر، البحرين وسلطنة عمان. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه العمالة الوافدة في السعودية من حيث قانون العمل ونظام الكفالة، إلا أن 82% من العمالة الوافدة راضية عن الوضع الاقتصادي الحالي للمملكة، خاصة مع تحقيق البلاد أعلى معدل رواتب بمعدل 67%. بينما أكدت معظم العمالة الوافدة أي 63% ان تعدد فرص العمل وارتفاع الأجور هما اهم أسباب دفعتهم للعمل في المملكة العربية السعودية. وأكد التقرير ان ما يزيد على الثلث أي 37% من الوافدين في المملكة يقولون انهم انتقلوا لتعزيز المكاسب المحتملة الخاصة بهم موضحين أن قطاع البناء والهندسة المزدهر في البلاد يُعد جاذبا ل 25% من معدل العمالة العام بينما يجذب قطاع التعليم 9% من الوافدين، و8% هي حصة قطاعي التجزئة والصحة. وأوضح التقرير أن تربية الأطفال في المملكة ليست رخيصة على الإطلاق، حيث أشارت نتائج الاستطلاع الى أن 76% من الآباء المغتربين وجدوا أن التعليم في المملكة يحقق للأطفال فرصاً أفضل مقارنة ببلادهم الأم. ويعزو المؤشر ارتفاع تكلفة التعليم في السعودية الى النسبة العالية من الوافدين التي ترسل أبناءها للدراسة في مدارس عالمية حيث بلغت نسبة دراسة الوافدين في المدارس العالمية 77% وهي نسبة أعلى من المعدل العالمي البالغ 40% فقط. وأوضحت عزيزة كامل مديرة مدرسة عالمية في جدة، أنه على الرغم من ارتفاع تكلفة التعليم في السعودية وازدياد الأقساط المدرسية بشكل سنوي، إلا ان الوافدين لا يتوانون عن تسجيل أبنائهم في المدارس العالمية وخاصة الأقسام الانجليزية والمتطورة. وعزت كامل هذا الارتفاع في نسبة الطلاب الوافدين في المدارس العالمية الى رغبة الآباء الى تعويض أبنائهم عن الغربة بتحقيق تعليم أفضل مما يضمن للأبناء فرص عمل أفضل. وعلى الرغم من ارتفاع تكلفة تربية الأبناء في السعودية بحسب نتائج استطلاع الرأي HSBC، أكدت النتائج ان 65% من العمالة الوافدة ترى أن المملكة هي البلد الأكثر أماناً لتربية أبنائهم. وأكدت الاختصاصية النفسية بثينة زاهر، أن هذه النتيجة طبيعية جداً في خضم الظروف الحالية في العالم العربي. وقالت زاهر إن معظم الدول العربية الآن تعاني من انشقاقات دولية وسياسية أدت الى انهيار البنية التحتية بل وحروب مندلعة منذ سنين، لذا يجد معظم الوافدين دول الخليج ملجأ آمنا مادياً واجتماعياً مقارنة ببلادهم الأم.