توقع مراقبون أن تشهد الانتخابات الرئاسية التونسية المقررة فى 23 نوفمبر الجاري منافسة شرسة بين ممثل حزب حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي، والرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي. وعلى الورق، يتمتع السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي بدفعة معنوية إثر فوز حزبه بالأغلبية في الانتخابات التشريعية متقدما على منافسه الأول حزب حركة النهضة الاسلامية. ويقدم الباجي نفسه على أنه نصير للدولة والمؤسسات والنموذج المجتمعي الذي أرساه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة لتونس منذ بناء دولة الاستقلال في خمسينيات القرن الماضي. ولهذا يحمل اختيار نداء تونس، لساحة روضة آل بورقيبة بمدينة المنستير موطن الرئيس الأول لتونس، موضعا لانطلاق حملته الانتخابية إشارة رمزية للآلاف من أنصاره. وقالت المكلفة بالإعلام بالحزب عايدة القليبي لوكالة الأنباء الألمانية "رسالتنا أننا نمثل امتدادا للحركة الإصلاحية ومقومات دولة الاستقلال وإنجازاتها التي أرساها بورقيبة في قطاعات التعليم والصحة وتحرير المرأة". وتوقع المراقبون أن يتصدر السبسي قائمة المرشحين البالغ عددهم 25 مرشحا في استطلاعات الرأي، أبرزهم الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي المرشح الثاني للمنصب، ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر ورئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي. وألقى المرزوقي الرئيس المؤقت والمناضل الحقوقي في زمن الرئيس السابق زين العابدين بن علي، نتائج الانتخابات التشريعية المخيبة لحزبه خلف ظهره أملا في جمع أكثر ما يمكن من أصوات الناخبين التونسيين وقطع الطريق على فوز جديد لنداء تونس وهيمنته على مؤسسات الحكم. ولم تسفر المشاورات التي بدأتها الأحزاب الديمقراطية والاجتماعية، وهي الأحزاب المنهزمة في الانتخابات التشريعية، عن أي نتائج تذكر لتقديم مرشح توافقي فيما بينها لمواجهة مرشح نداء تونس. كما لم يقدم حزب حركة النهضة الاسلامية مرشحا للرئاسة، لكن مجلس شورى الحركة الذي يعقد اجتماعا منذ الأحد أعلن أنه سيدعم المرشح القادر على منع هيمنة حزب واحد على الحكم.