سجل مزاد مهرجان الأحساء للنخيل والتمور "للتمور وطن 2014" على مدار تعاملاته طيلة الفترة الماضية 48 صفقة ماسية قدر سعر الصفقة الواحدة (32.800) ريال بقيمة إجمالية تجاوزت نصف مليون ريال. في حين تميزت تمور تلك الصفقات بجودة عالية لتمتعها بمواصفات قياسية نوعية من خلال اعتماد المزارع على عملية الفرز قبل توريدها إلى المزاد، أدى ذلك إلى دخول المستثمرين في منافسات قوية على منصة تداول التمور لكسب تلك الصفقات. إلى ذلك ظفر المزارعان مظاهر عبدالمجيد الكاظم، وحسن عبدالله العجمي، بسيارتين من نوع نيسان اللتين قدمهما الراعي الرسمي للمهرجان، في السحب الذي جرى ضمن فعاليات مزاد المهرجان، بحضور أمين الأحساء المشرف العام على المهرجان المهندس عادل بن محمد الملحم، ووكيل الأمانة للشؤون الفنية المدير التنفيذي المهندس عبدالله بن محمد العرفج. وفي ذات السياق، أعلن الملحم عن استمرار مزاد التمور دون توقف تحتضنه مدينة الملك عبدالله للتمور واستمرار عمليات التداول على منصة المزاد، مشيراً إلى أن المدينة تفتح أبوابها أمام منتجات تمور الواحة والمستثمرين والمستهلكين، حيث لا تزال التمور بأصنافها المختلفة ترد إلى مظلة المزاد، كما أن الطلبات على التمور لم تتوقف فهي نشاط وحركة دائبة ويتوافق مع المرحلة الأخيرة من موسم الصرام. وأشار العرفج إلى أن صفقات مزاد المهرجان تأتي تتويجا لرؤية وأهداف المهرجان وهي الرفع من جودة تمور الواحة وكذلك رفع قيمتها السعرية التي ارتضاها المزارعون في موسم هذا العام، معربا عن اعتزازه بالمستوى المميز الذي اتسمت به منصة تداول التمور التي حافظت على توازنها طيلة أيام المزاد، مشيداً بالدور الكبير الذي قدمه الشركاء خصوصاً الراعي الرسمي الذي قدم 4 سيارات، وأنها بلا شك كانت حافزاً قوياً لجميع مزارعي واحة الأحساء. الرزيز يتفوق وفي صفقة تاريخية لتمور واحة الأحساء، حقق صنف "الرزيز" صفقة ماسية بلغت قيمتها 12 ألف ريال، في حين جاءت الصفقة لتمتع تمورها بجودة عالية نادرة المقاييس والمواصفات بهذا الشكل لهذا الصنف من تمور الواحة، لذا دخل تجار التمور لمزاد المهرجان في منافسة قوية استمرت أكثر من 10 دقائق حسمها شيخ سوق التمور المستثمر عبدالحميد الحليبي، بعد أن وصلت إلى هذا الرقم القياسي الذي لم يكن متوقعا لهذه الفئة من التمور أن يتجاوز فيها سعر المن الواحد 12 ألف ريال في يوم من الأيام. وأشار صاحب الصفقة بن زيد إلى أن هذه القيمة استحقتها الصفقة بكل جدارة واستحقاق، لتمتع تمورها بمواصفات قياسية تهافت عليها تجار التمور من خلال منصة التداول إلى أن وصلت إلى هذه القيمة العالية، حيث تميزت بسواد اللون الجاذب، وكذلك حجم التمرة القياسي، إلى جانب طراوتها، ونسبة "التضليع" وهو ما يسمى في محافظات المملكة الأخرى "بالمبروم"، مشيرا إلى أن من صفات الصفقة جودة المنتج التي فرضت نفسها كأول صفقة قياسية "لصنف الرزيز"، منوها أن هذه التمور وردت للمهرجان من إحدى مزارع ريف مدينة العمران من خلال المزارع عبدالمحسن المرزوق، والذي اعتنى بعملية الفرز لكل تمرة فيها، لافتا أن هذه المقاييس نادرا ما يحققها هذا الصنف سواء من تمور الواحة أو خارجها، لكنه أكد أنها صفقة تاريخية على تمور المحافظة. وأشار وكيل أمانة الأحساء للشؤون الفنية المدير التنفيذي للمهرجان المهندس عبدالله بن محمد العرفج أن هذه الصفقة القياسية النادرة لصنف "الرزيز" أثبتت أن مزاد المهرجان ساحة مفتوحة لتنافس جميع أصناف التمور وليس محصوراً على صنف "الخلاص"، لكن يشترط في التمور أن تكون ذات جودة عالية من خلال عملية الفرز، مضيفا: إن هذا ما سعت إليه الأمانة لتحقيق الجودة من خلال إرشاد المزارعين إلى التوجه إلى الجودة والتركيز عليها لتحقيق أسعار عالية، وهذه الثقافة ولله الحمد بدأت تتشكل ملامحها في هذه النسخة من المهرجان، كما أثبتت الصفقة أيضا تمتع منصة المزاد بنفس طويل من ناحية تحقيق الصفقات وارتفاع الأسعار حتى في الأيام الأخيرة، وما الصفقة إلا دليل واضح على أن الأسعار قد تهدأ قليلا في بعض فترات السوق لكنها تعاود نشاطها وحيويتها من جديد مرة أخرى، وهذا ما دعانا إلى تمديد فترة المهرجان إلى نهاية شهر اكتوبر الحالي والذي سجل هذه الصفقة لمزارع بسيط اهتم بنخلته مستعينا بعملية الفرز التي زادت من حظوظ الفلاحين في تجويد منتجاتهم واختيارهم المزاد لتسويق تمور مزارعهم.