بالرغم من كل الأخبار المالية الجديدة الجيدة التي تستطيع بوينج التفاخر بها- مثل الرقم القياسي في العدد المكدس من الطلبات، وهوامش الأرباح القوية والآفاق العالية للأرباح- إلا أن طائرتها دريملاينر 787 ذات التكنولوجيا العالية والأكثر توفيراً للوقود مستمرة في كونها أكثر المنتجات إثارة للكآبة بالنسبة لشركة صناعة الطائرات. بوينج مستمرة في خسارة المال عند بناء كل طائرة دريملاينر. وتتوقع الشركة الوصول إلى نقطة التعادل (أي لا خسارة ولا ربح) في بعض الموديلات التي ينتجها برنامج طائرة 787 في عام 2015. وقد زادت تكاليف إنتاج طائرة 787 مرة أخرى في آخر ربع سنوي، وهي الطائرة التي أصبحت من أكثر الموديلات شعبية بسبب هيكلها المكون من الكربون خفيف الوزن وما ينتج عن ذلك من حرق أقل للوقود. وقد ارتفعت نسبة كلفة إنتاج البرنامج المؤجلة لفترة محاسبية في المستقبل بمقدار 4 في المائة لتصل إلى 25.2 مليار دولار، في الربع الثالث من السنة، وهو يفوق مبلغ ال 25 مليار دولار الذي توقعته لبرنامج طائرة 787. طبعاً ما زال مسؤولو بوينج يصرون على أن تكاليف تجميع طائرات 787 ستستمر في الانخفاض مع الزمن وبسبب تحسين العاملين لفاعلية خطوط الإنتاج والمعدل الذي يستطيعون به بناء طائرات جديدة. ولكن الطائرة– التي عانت من عدة تأخيرات في إدخالها للخدمة ثم إبقائها على الأرض بسبب حرائق ضربت بطارياتها- ما زالت تشكل عامل تأخير خطر بالنسبة للأداء المالي في الدائرة الاقتصادية للطائرة. والمحللون في صحيفة وول ستريت جورنال أصبحوا يعتقدون أن الشركة سوف تحقق الأرباح في البرنامج وبينوا للمسؤولين في بوينج مراراً في يوم الأربعاء، 22 أكتوبر، كيف يمكن لتجميع أكبر عدد ممكن من الطائرات أن يعمل بسرعة على إيقاف النزيف النقدي الذي تعاني منه طائرة 787. وقال المدير المالي لشركة بوينج، غريغ سميث أثناء عرض ملخص لبرنامج 787: «ما زال يوجد طريق طويل أمام إحراز تقدم مستمر، وأصبح لدينا شركة منخرطة في كيفية التمسك والاستمرار في الانتاجية». كما ساهمت مشاكل طائرة 787 في إضعاف أداء أسهم شركة بوينج التي خسرت 3.5 في المائة في يوم 22 أكتوبر، وفقدت حتى الآن 10 في المائة في هذه السنة من قيمتها. والتكدس في سجل طلبات بوينج التي يبلغ عددها 5,500 طائرة لم يظهر كثيراً في حركة النقد لدى الشركة، لأن أغلب الدفوعات للشركة لأي طائرة جديدة تأتي عند تسليمها، مع دفع مبلغ بسيط عند طلبها. وفي نفس الوقت تواجه بوينج بعضاً من أثقل النفقات في تكاليف الهندسة والتطوير في ثلاثة برامج رئيسية جديدة، وهي تطوير النسخة الأكبر من طائرة 787 ونموذج بوينج 777X ونموذج 737 MAX الذي يعتبر التطوير الأكبر لأكثر الطائرات مبيعاً في الشركة. وتواجه شركة بوينج تكدساً في طلبات يبلغ عددها 850 طلباً من طائرة 787. وهي تبني 10 طائرات في الشهر في مصنعين تابعين لها، وتخطط لتعزيز إنتاجها ببطء ليصل إلى 12 طائرة في الشهر في عام 2016 وليصل إلى 14 طائرة في عام 2020. وقد سلمت ما مجموعه 186 طائرة في الربع الثالث من هذه السنة، منها 31 طائرة من موديل 787. وحققت بوينج أرباحاً بلغت 1.4 مليار دولار في الربع الثالث من إجمالي مبيعات بلغت 23.8 مليار دولار، بينما تبلغ قيمة الطلبات الاقتصادية المكدسة أمامها 490 مليار دولار. وقد دفع الطلب الكبير على طائراتها الأحدث والأكثر توفيراً للوقود الشركة إلى رفع توقعاتها من أرباحها السنوية الكلية لتتراوح ما بين 8.10 و 8.30 دولار للسهم الواحد، وهو أعلى من توقعاتها السابقة بتحقيق سعر أعلى يبلغ 8.10 دولار للسهم الواحد.