قبل عدة أسابيع قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للعالم أجمع وبكل شفافية وبكل ثقة بأن الإرهاب سرطان يجب استئصاله. وأن العالم أجمع عليه دور كبير في محاربته. ورأى العالم على مر السنوات الماضية كيف أن المملكة جعلت مكافحة الإرهاب شأنا دوليا وليس محليا لأي دولة, فالإرهاب ليس له وطن أو دين. وبالفعل صدقت تنبؤات خادم الحرمين الشريفين بعد أن رأى العالم أجمع سرطان الإرهاب يطل برأسه من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب. فقبل عدة ايام خرج مراهق أسترالي انضم لداعش وهو يهدد وفي العاصمة الكندية كان هناك شخص تبنى أفكارا إرهابية يطلق النار دون تفرقة ولا يهمه من يقتل حتى لو عرف أن مصيره الموت. وآخر ما رآه العالم هو الهجوم الإرهابي الجبان في سيناء المصرية والذي ذهب ضحيته أكثر من ثلاثين جنديا من الجنود المصريين الذين كان همهم الوحيد هو حماية التراب المصري. ولا أحد يعرف من أين يستمد من نفذوا هذا الاعتداء تعليماتهم أو ما مقاصدهم أو بمعنى آخر وهو: ماذا يريدون من مصر؟ وبعد الهجوم الإرهابي الذي يخطئ من يظن أنه سيؤثر على مصر ووحدة شعبها وصلابة جيشها, تم التلميح بأن هناك خيوطا امتدت للخارج هدفها زعزعة أمن مصر وهز الثقة في الجيش المصري. وفي نهاية المطاف فالغرض هو هز الثقة بمصر كلها. ولم يكن امام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلا أن يؤكد تنبيهه لكل مصري يحذر كل مصري بأن هناك مؤامرة ضد مصر لكسر إرادتها. ويبقى السؤال وهو: من المستفيد؟ بالطبع لا احد مستفيد من هذا العمل الإرهابي إلا أعداء مصر. ففي الوقت الحالي كان لزاما على مصر وقواتها بالتحرك لحماية أراضيها وشعبها وجنودها. بل ان الرئيس المصري ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك وهو أنه أوضح للجميع أنه لولا الله سبحانه وتعالى ويقظة القوات المسلحة في الفترات الماضية لكان من الممكن تحول سيناء إلى كتلة مشتعلة بسبب الإرهاب. وفي خضم هذه الأحداث فإن المتضرر من تلك العمليات الإرهابية هو المواطن البسيط, لأن أي تحول في أسلوب التعامل الأمني كتكثيف الدوريات أو حظر التجول أو إعلان حالة الطوارئ فمن شأنه أن يؤثر على الحياة العامة للناس. وبالفعل تم الإعلان عن أمور احترازية لطمأنة كل مواطن. واضافة لذلك فقد تم إغلاق معبر رفح الذي يربط الاراضي المصرية مع قطاع غزة والذي من شأنه أن يكون له تأثير ليس على المواطن المصري فقط, بل ان تأثيره سيكون أكثر على أهالي غزة وذلك في خطوة استباقية للحد من استغلال أي طرف للظروف الطارئة في شبه جزيرة سيناء. ورغم أن الرئيس المصري لم يقم بالتلميح أو اتهام أي مجموعة مسلحة أو جماعة سياسية, إلا أنه كان واضحا من حديث الرئيس المصري أنه ماض لمحاربة أي إنسان يريد المساس بأرض مصر مهما كانت هويته أو ما يضمره لمصر وأهلها من شر. وفي الوقت الحالي فالكل يسأل: ماذا يريد هؤلاء الإرهابيون من مصر؟. ولماذا هذا الإصرار على تعطيل حركة التنمية والإصلاح؟. ومن هو خلف محاولة زعزعة الأمن والاستقرار في مصر في محاولة يائسة لهز الثقة بمصر.. قلب العرب النابض؟ * كاتب ومحلل سياسي