انطلقت يوم الاثنين قبل الماضي الدراسة في المستوى الأول من الموسم الدراسي السادس لأكاديمية الشعر في إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي في مبنى مسرح "شاطئ الراحة"، في أولى المحاضرات الدراسية لبرنامج الشعر النبطي ودراساته، الذي يعتبر الوحيد من نوعه على مستوى العالم العربي، وبإقبال كبير في الموسم الحالي، وذلك بالتزامن مع استمرار استقبال طلبات المشاركة في مسابقة "أمير الشعراء" في موسمها السادس. ويشهد الموسم الدراسي الحالي تطويراً للمنهج الدراسي المطروح في دراسات الشعر النبطي والفصيح، وذلك في ضوء تجربة الدراسة في المواسم الخمسة السابقة، وجاء تطوير المنهج سعياً من الأكاديمية للنهوض بدراسات الشعر النبطي وتوسيع مداراتها ومداركها. كما سيشهد الموسم الدراسي السادس المزيد من التطويرات في المناهج المطروحة من دراسات الشعر بشقيه الفصيح والنبطي، حيث شهد الموسم الخامس تطويراً للمنهج الدراسي المطروح في دراسات الشعر النبطي والفصيح، وذلك في ضوء تجربة الدراسة في المواسم الأربعة السابقة، حيث تم تمديد الفترة الدراسية لتصل إلى خمسة أشهر. ومن التطويرات التي تم إدخالها على الموسم الجديد مشروع (الطالب الباحث)، حيث يمكن للطالب أن يعمل على إصدار كتاب يختص بكل ما يتعلق بالشعر النبطي بمختلف جوانبه، وستقوم إدارة أكاديمية الشعر بمتابعة وتوجيه كل من يرغب في ذلك من خلال مجلس (الطالب الباحث) والذي سيقام بشكل دوري في أكاديمية الشعر ب»شاطئ الراحة». ويعمل الأساتذة المدرسون المتخصصون في الشعر والنقد والكتابة الإبداعية خلال أشهر الدراسة على فتح آفاق المعرفة أمام الطلبة المنتسبين إلى الأكاديمية؛ من أجل فهم الشعر من حيث الشكل والبناء والموضوع والوزن والغرض والبحر والنقد أيضاً. ويشمل البرنامج التدريسي في الموسم الجديد مجموعة من المحاضرات النظرية والتطبيقية في مجال الشعر النبطي مقسمة إلى ثلاثة مستويات دراسية هي: المستوى الأول بعنوان «الأسس الفنية للقصيدة النبطية» حيث يتلقى الطلبة في هذا المستوى دراسة عدد من المواد الأساسية هي (مدخل إلى الشعر الفصيح، ومدخل إلى الثقافة الشعبية، مدخل إلى العروض، البحور والأوزان، والألحان الإماراتية التقليدية، وعلم القافية). ويقوم المستوى الثاني على (البناء الفني للقصيدة النبطية)، حيث يتم تدريس وتعريف الطلبة بالأساليب التعبيرية والصورة الشعرية وأساليب توليدها، أي ما يتعلق بالتشبيه، الاستعارة، الكناية، المحسنات البديعية، التجسيد والتشخيص. ويتضمن المستوى كذلك التقليد والتجديد، بالإضافة إلى فن الإلقاء، وخلال هذا المستوى يعمل الطاقم التدريسي المتخصص على تدريس الطلبة الفنون الشعرية النبطية المرتبطة بالقصائد المربوعة والمثلوثة، إلى جانب الألغاز الشعرية (الدرسعي، الريحاني، الجمل) باعتبارها فناً شعرياً قائماً بحد ذاته. وتشتمل الدراسة أيضاً على محاضرات تختص بالإعلام لغة ومفهوماً وبنية، ودوره وتأثيره في ساحة الشعر، وفي انتشار الثقافة المحلية والشعبية، وإلى جانب تعريفهم بالوسيلة الأمثل لنقل المادة الإبداعية ومن بينها الشعر والنقد والمادة الأدبية التراثية باعتبارها الركيزة الأولى في الدراسة الأكاديمية. ومن المسائل التي تهتم بها الدراسة أيضاً الأخطاء الشائعة في كتابة القصيدة النبطية، وطرائق وأساليب قراءة المخطوطات، وتمييز التصحيف في مفردات القصائد، إلى جانب العلاقة بين اللغة العربية الفصحى والمفردات العامية ومعانيها وطرائق نطقها، وكيفية كتابة القصيدة النبطية وكيفية نطق أحرفها. أما بالنسبة للمستوى الثالث والأخير فيشمل مادة تأهيل الباحثين في الشعر النبطي، والدراسات النقدية والفنية في الشعر، وينقسم هذا المستوى إلى عدد من المواد الرئيسية هي (مصادر الشعر النبطي الأصلية، الشفاهية والمكتوبة) والتي تتضمن عدداً من العناوين الرئيسية مثل: الرواية الشفاهية في الشعر النبطي، الرواة وجمع المادة الشفاهية وتوثيقها، وحصيلة الجمع الميداني، كما يتعرف الطلبة في مادة المصادر الأصلية للشعر النبطي على المصادر المكتوبة: كالمخطوطات الشعرية القديمة وكيفية التعامل معها كمصدر رئيسي لمادة البحث في مجال الشعر النبطي وطرق توثيقها. أما مادة المراجع والدراسات، فيتعرف الطلبة في هذه المادة على الفرق بين المراجع والمصادر وكيفية توثيقها بعدد من الأساليب النظرية والتطبيقية، ويدرس المنتسبون في هذا المستوى العلاقة بين القصيدة النحوية والنبطية والفصحى، وتختتم الدراسة في هذا المستوى بمادة النقد وجماليات القصيدة النبطية، حيث يتم تناول مجموعة من القصائد النبطية للدارسين أو الشعراء من الساحة، وقراءتها فنيا وتحليل جمالياتها. وكان الموسم الدراسي الخامس والأخير، قد شهد تطوراً لافتاً في المناهج الدراسية المطروحة للطلبة، والتي تتعلق بدراسات الشعر بشقيه الفصيح والنبطي، وذلك لرفع مستوى وكفاءة الطلبة، وتمكين أصحاب المواهب الشعرية من أدواتهم الشعرية واللغوية في سبيل رفد الساحة بالمبدعين والمتميزين في الحقل الشعري. وقد حظي البرنامج الدراسي منذ انطلاقه قبل خمسة مواسم بإقبال كبير في التسجيل وحماس كبير من الراغبين لتعلّم أساسيات الشعر النبطي والتمرس فيه وتطبيقه بشكل منهجي وعلمي سليم، ولإجادة كتابة الشعر وتطوير تجاربهم الشعرية وفهم الشعر والتمعن بتاريخ الشعر النبطي وبحوره وأغراضه ومدارسه النقدية.