رفض رئيس الوزراء الروسي اتهامات موجهة من دول كانت تابعة للاتحاد السوفيتي، بأن روسيا ترغب بالضغط الذي تمارسه "إعادة تكوين الاتحاد السوفيتي"، فيما قال الكرملين: إن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والاوكراني بيترو بوروشينكو ناقشا إجراءات محتملة لإعادة السلام إلى شرق أوكرانيا. وأضاف الكرملين، أن الزعيمين اتفقا أيضاً على مناقشة إمدادات الغاز أثناء حضورهما قمة في ميلانو في 16 و17 أكتوبر. وقال يوري يوشاكوف مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس: إن اجتماعاً قد يعقد بين الرئيس الروسي والأوكراني بحضور زعيمي ألمانيا وفرنسا في ميلانو، اليوم أو غداً، لكنه قال: إنه لم يتم التوصل لاتفاق في هذا الصدد بعد. وقال يوشاكوف: إن من المنتظر أن يجتمع بوتين مع مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل، اليوم الخميس. وذكر بيان صادر عن الكرملين الليلة الماضية أن رئيسي أوكرانياوروسيا تحدثا هاتفياً، وناقشا إجراءات استعادة السلام لشرق أوكرانيا. وخفضت شركة جازبروم الروسية امدادات الغاز الى اوكرانيا في يونيو حزيران بعد ان أخفقت كييف في دفع مستحقات متأخرة. وتحصل اوروبا على ثلث حاجاتها من الغاز من روسيا ويجري ضخ حوالي نصف تلك الإمدادات عبر أراضي اوكرانيا. لافروف وكيري من جهتهما، سعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف للتغلب على خلافاتهما حول أوكرانيا خلال اجتماع الثلاثاء بهدف الدفع بتعاون أوثق بشأن عدد من القضايا الأمنية العالمية. وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية على موقع (توتير) أن المحادثات التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات أسفرت عن "بعض الاتفاق" و"بعض من عدم الاتفاق" بين الوزيرين. وما زالت الأزمة الأوكرانية التي هوت بالعلاقات بين الولاياتالمتحدةوروسيا إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة، تمثل مصدراً للخلاف. وقال كيري: إنه أخبر لافروف بأن أي استفتاء حول الاستقلال يجريه المتمردون الموالون لروسيا في أوكرانيا لن يتم الاعتراف به دولياً. ودعا كيري إلى احترام الهدنة الهشة في شرق أوكرانيا وأن يتم إطلاق سراح جميع الرهائن الذين يحتجزهم الانفصاليون، وأن يتم سحب القوات الأجنبية والأسلحة، في إشارة إلى ادعاءات بأن الجيش الروسي يدعم الانفصاليين. لا تعاون وثيقاً وفي السياق، استبعد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إقامة تعاون وثيق مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في الوقت الحالي بسبب الأزمة الأوكرانية. ونقل مكتب الحكومة الروسية، أمس، في موسكو ما قاله ميدفيديف للقناة الأمريكية (سي إن بي سي)من أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذكر مؤخراً روسيا في سياق حديثه عن المخاطر التي تواجهها البشرية في نفس الوقت مع خطر وباء إيبولا وتنظيم داعش. وأضاف ميدفيديف: "كيف يمكن التحدث عن بداية جديدة (للعلاقات) إذن؟". وأكد رئيس الحكومة الروسية أنه يتعين على الأوكرانيين -أثناء الانتخابات البرلمانية القادمة في السادس والعشرين من الشهر الجاري مثلا- تقرير مصيرهم بأنفسهم. وتابع ميدفيديف، أنه يرى الطريق نحو قيام دولة موحدة في أوكرانيا طريقاً مسدوداً، موضحاً أن شرق أوكرانيا "ذي الطابع الروسي" أعلن بشكل واضح أنه لا يريد ذلك. ووجه ميدفيديف انتقاداً حاداً للقيادة الأوكرانية الموالية للغرب في كييف، قائلاً: "أوكرانيا الآن على حافة الانهيار، إنها لا تدفع ثمن الغاز (الروسي) ولا أي شيء آخر". وأكد ميدفيديف: "لا يمكن إعادة إنتاج شيء تم فقده بالفعل"، مشيراً إلى أن العالم تغير، والاتحاد السوفيتي تفكك. وتابع رئيس الحكومة الروسية: "ليس هناك طريق للعودة إلى الماضي".