كثف الطيران الحربي للنظام السوري أمس، غاراته وقصفه بالبراميل المتفجرة على حي جوبر بالعاصمة، وريف دمشق، ودرعا، وإدلب موقعا قتلى وجرحى، وسط اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وكتائب المعارضة في حلب شمال البلاد، حيث أحزرت قوات النظام تقدما في قرى وبلدات محيطة بمعامل الدفاع بريف المحافظة. وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل ثمانية أشخاص بينهم طفل، وسقط القتلى في دمشق وريفها والقنيطرة. وقالت شبكة سوريا مباشر إن حي جوبر في دمشق -الذي يحاول النظام استعادة السيطرة عليه منذ فترة- تعرض لثلاث غارات، في حين قصف الطيران الحربي أطراف مدينة عربين، وبلدة عين ترما بالغوطة الشرقية بريف دمشق، كما أشارت شبكة شام إلى سقوط جرحى جراء قصف الطيران الحربي بلدة حمورية بالريف الدمشقي. وفي درعا جنوبا، قصفت قوات نظام بشار الأسد منذ ساعات الصباح الأولى أحياء درعا البلد، وحي طريق السد بالبراميل المتفجرة وقذائف الهاون، مما أسفر عن سقوط جرحى بينهم طلاب مدارس، وتزامن القصف مع اشتباكات عنيفة بين النظام والمعارضة على أطراف حي السد بمدينة درعا، كما تعرضت مدينة الحارة بريف درعا لقصف جوي مكثف. وتعرضت بلدة كفر زيتا، وقرية عطشان بريف حماة وسط البلاد لغارات جوية من قبل قوات النظام، بحسب سوريا مباشر. وفي إدلب قتل طفل في قصف طيران النظام مدينة بنش في ريف المحافظة بحسب اتحاد تنسيقات الثورة السورية، في حين أشارت شبكة سوريا مباشر إلى تعرض الأحياء السكنية في مدينة سراقب لقصف بالبراميل المتفجرة، وسقط قتيل وعدد من الجرحى جراء قصف الطيران الحربي بلدة معرشورين، كما سقط جرحى في غارات على قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي. من جهة أخرى، اندلعت اشتباكات عنيفة بين كتائب من الجيش السوري الحر وقوات النظام في حي الراشدين بمدينة حلب بحسب اتحاد تنسيقيات الثورة، فيما أشارت شبكة سوريا مباشر إلى سقوط قتلى وجرحى بصفوف قوات النظام إثر قصف كتائب المعارضة معاقله في قرية سيفات بريف حلب. يأتي هذا التطور بعدما استعادت قوات النظام السبت، السيطرة على عدة قرى بالقرب من معامل الدفاع بريف حلب بحسب شبكة شام، وقد أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن وحدات من الجيش السوري استطاعت التقدم بشكل كبير في قرى وبلدات في محيط معامل الدفاع في ريف حلب الجنوبي. وأضافت، إن قوات النظام تقدمت أيضا في ريف دمشق وسيطرت على وادي ترما القريب من منطقة الدخانية. وفي السياق، أكدت مصادر في المعارضة السورية، أن مقاتلين أجانب يشاركون إلى جانب قوات النظام في معركة حندرات شمالي حلب، وذكرت المصادر أن التحقيق مع عدد من الأسرى أثبت أن إيران تضطلع بدور كبير في هذه المواجهات عبر فصائل عدة، تضم مقاتلين وضباطا من حزب الله اللبناني ومقاتلين أفغانا، يحسب قول المعارضة. سياسيا تواصلت في اسطنبول اجتماعات الائتلاف السوري لانتخاب رئيس جديد للحكومة المؤقتة، وأبرز المرشحين للمنصب هم رئيسُ الحكومة المؤقتة السابق أحمد طعمة، ونائبُه إياد قدسي، وغسان هيتو. 13 مرشحاً لرئاسة الحكومة السورية المؤقتة لكن أبرز المتنافسين والأوفر حظاً بحسب مصادر الائتلاف الوطني المعارض هم رئيس حكومة تصريف الأعمال أحمد طعمة ونائبه إياد قدسي ورئيس الحكومة السابق غسان هيتو. وفيما رجح عضو الائتلاف أحمد رمضان، عودة طعمة إلى رئاسة الحكومة المؤقتة بعد إقالته لأسباب سياسية بحسب قوله، تستبعد مصادر أخرى في الائتلاف ذلك باعتبار أن إقالته كانت بناءاً على انتقادات طالته شخصياً، كما طالت أداء حكومته ما قد يساهم في زيادة فرص نجاح قدسي أو هيتو. وحكومة طعمة التي أقالتها في يوليو الماضي الهيئة العامة للائتلاف المعارض كانت مؤلفة من اثني عشر وزيراً فسرها البعض بأنها محاولة للحد من نفوذ الإخوان المسلمين في المعارضة السورية، فيما كان السبب الرسمي الصادر عن الائتلاف حينها أن هدف الإقالة يتعلق بعمل الحكومة، إذ أن المطلوب من أي حكومة منتخبة أن تنتقل إلى الداخل السوري لتأمين احتياجات السوريين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة من طبابة، وتعليم، وإغاثة، ودفاع مدني، كما بحث الائتلاف في اجتماعاته قضايا أخرى تتعلق بالتدخل العسكري وضربات التحالف الدولي مواقع المتطرفين في سوريا، وتجاهل مطالب المعارضة بضرب النظام والميليشيات التي تقاتل في صفوفه.