شهد سوق التجزئة في مملكة البحرين نمواً ملحوظاً خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2014، حيث أصبحت مشاريع التجزئة ضمن الأحياء السكنية المحرك الأساسي للقطاع التجاري في المملكة، وذلك وفق أحدث تقارير شركة كلاتونز العالمية المتخصصة في مجال الاستشارات العقارية. ويشير تقرير كلاتونز البحرين لفصل شتاء 2014 والذي يسلّط الضوء على آفاق سوق العقارات التجارية، إلى أنه على الرغم من تزايد عدد مراكز التسوّق الضّخمة في المملكة، يركّز بعض المطوّرين الآن على مراكز التجزئة الأصغر حجماً في الأحياء السكنية أو المشاريع متعددة الاستخدامات والتي تضمّ متاجر للتسوّق. ففي مجمع بنك الإسكان العقاري الجديد بمدينة عيسى، على سبيل المثال، تمّ دمج 4,313 متراً مربعاً من مساحات التجزئة ضمن المشروع العقاري الذي يتألف من 324 شقة سكنية ومساحة مقدارها 6,581 مترا مربعا من الوحدات المكتبية المعروضة للإيجار، الأمر الذي لم يعزّز جاذبية المنشأة السكنية لدى المشترين فحسب، بل استرعى اهتمام التّجار الذين يسعون لدخول هذه السوق. وفي هذا السياق، قال هاري جودسون ويكس، مدير كلاتونز في البحرين: لقد بدأنا بتسجيل ارتفاع ملحوظ في مستوى الطلب من قبل تجار التجزئة الباحثين عن مشروعات عقارية أصغر حجماً في أنحاء العاصمة. وخلال العام الماضي، نجح فريقنا بتأجير مجمع «السقية بلازا» العقاري متعدّد الاستخدامات والذي يضمّ 3,150 متراً مربعا من مساحة متاجر التجزئة بعد فترة وجيزة فقط من دخول هذه السوق وسوف يليه قريباً المجمع العقاري الجديد «دانة المدينة» في مدينة عيسى الذي يسجّل إقبالاً كبيراً في الوقت الراهن. من جهة أخرى، أطلقت شركة الأرجان مؤخراً مشروعها العقاري متعدّد الاستخدامات قرية «الأرجان» الذي يعتبر جزءاً من مشروع جيون العقاري وتبلغ مساحته 11 ألف متر مربع ويقع مباشرة على طريق الشيخ عيسى بن سلمان السريع في منطقة أبوقوة. وقد بدأ المشروع يشهد اهتماماً كبيراً ويحقق مستويات طلب عالية ونتوقّع بأنه سينجح في تلبية الطلب المتزايد من قبل تجّار التجزئة الذين يسعون للحصول على موطئ قدم في منطقة أبوقوه التي أصبحت منطقة مرغوبة من قبل العائلات. وبحسب تقرير كلاتونز، ارتفع الطلب على المستودعات في معظم المناطق الصناعية الرئيسية بالمملكة. ومن المتوقع أن تستفيد مدينة سلمان الصناعية التي تضمّ الوحدات الصناعية في مرسى البحرين للاستثمار وجنوب الحدّ ومنطقة البحرين العالمية للاستثمار ومنطقة البحرين اللوجستية بشكل مباشر من أيّ زيادة في المشاريع التطويرية المحتملة نظراً لقربها من شمال شرقي البحرين، حيث يتركز معظم نشاط التنمية في المملكة حالياً. ومع توقّع حصول المملكة على 10 مليارات دولار خلال السنوات العشر المقبلة من خلال مشاريع البنية التحتية وصندوق تنمية دول مجلس التعاون الخليجي، فمن المتوقّع أن يتوسّع القطاع الصناعي مع تسريع مشاريع البنية التحتية. ولفت التقرير إلى استقرار الإيجارات في سوق الوحدات العقارية المكتبية في البحرين خلال الربع الثالث لتنهي بذلك سلسلة الانخفاضات التي شهدتها معظم الأسواق الفرعية خلال الأشهر الستّة الأولى من السنة والنّاجمة بشكل رئيسي عن ركود مستوى النشاط الاقتصادي في المملكة. ولا تزال المباني ذات الجودة العالية مثل برج المؤيد على سبيل المثال، تسجّل ارتفاعاً في الطلب حيث تحافظ الإيجارات في هذه المشاريع على مستوياتها. وفي قطاع الوحدات العقارية المكتبية أيضا، تحافظ مستويات الطلب على المكاتب الجاهزة الصغيرة التي يتراوح حجمها من 50 إلى 100 متر مربع على نموّها المطرد في المنطقة لا سيّما مع استمرار تزايد عدد المشاريع الجديدة والشركات الصغيرة والناشئة.