قضى حجاج بيت الله الحرام أمس أول أيام التشريق، بينما يستعد المتعجلون إلى المغادرة، وهو ما يسمى بالتعجل، وذلك في المرحلة الأخيرة من موسم الحج الذي شهد أكبر عدد من الحجاج وأقل قدر من الحوادث. وكانت جموع حجاج بيت الله الحرام توجهوا أمس ثاني أيام عيد الأضحى المبارك -أول أيام التشريق- إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. واستوعبت منشأة الجمرات ضيوف الرحمن الذين توافدوا تباعاً لرمي الجمرات الثلاث دون تزاحم يذكر، حيثُ كانت الوفود ترمي الجمرات في يسر وطمأنينة. وكان لرجال الأمن المسؤولين عن تنظيم الحشود دور بارز في عملية تيسير حركة ضيوف الرحمن في منشأة الجمرات، حيث خصصت مسارات متعددة وفق خطة محكمة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات بما يضمن إن شاء الله إتمام الرمي بكل يسر وسهولة. وتواجد رجال الأمن العام والكشافة والدفاع المدني وغيرهم من الجهات المعنية لخدمة ضيوف الرحمن وتنظيم حركة التفويج على منشأة الجمرات بإشراف مباشر من الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبمتابعة مستمرة من الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية استشعاراً للشرف العظيم الذي يضطلعون به لخدمة إخوان لهم جاؤوا طلباً لمرضاة الله وأداء الركن الخامس من أركان الدين الإسلامي الحنيف. وأمضى ضيوف الرحمن أول أيام التشريق في مشعر منى وهم ينعمون برعاية الله، ثم بما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، بعون الله تعالى من أمن وأمان واطمئنان وكثافة في الخدمات الصحية والتوعوية والإرشادية ووفرة في المواد التموينية والمياه والسلع الغذائية التي يجدها الحاج في متناول يده أينما كان وفي أي وقت. وكان لتشديد قوات أمن الحج في منع الافتراش في منطقة الجمرات دور في تسيير حركة الحجاج، وهم في طريقهم للجمرات أو داخل منشأة الجمرات. يضاف إلى ذلك نظام السير نحو الجمرات الذي اتخذته قوات الأمن من خلال تحديد طرقات للذاهبين لا تتعارض مع العائدين منه عبر مسارات متعددة، بحيث لا يكون هناك تداخل بينهم يشرف عليها رجال الأمن بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة للتقيد بالجدول الزمني المحدد لكتل الحجيج. ورغم الكثافة العالية في أعداد الحجاج في هذه البقعة المحدودة إلا أن المواد التموينية وفرت بشكل يفوق الاحتياجات المطلوبة وتباع بأسعار في متناول الجميع وتحت إشراف وزارة التجارة والصناعة وأمانة العاصمة المقدسة، وينعم ضيوف الرحمن خلال وجودهم في مشعر منى بأجواء إيمانية وسكينة وأمان ويحيطهم جميع ما يحتاجونه من خدمات مثل المستشفيات والمراكز الصحية لوزارة الصحة والحرس الوطني والقوات المسلحة ووزارة الداخلية التي تقدم خدماتها على مدار الساعة، إضافة إلى مراكز الاسعاف التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي. ضيوف الرحمن في طريقهم إلى منشأة الجمرات بمشعر منى في يسر وطمأنينة