نحمد الله تعالى على إقامة دورات متنوعة لتأهيل الداعيات ليكن على المستوى المأمول منهن ويبقى التوجيه والنصح هو ديدن كل من يرجو الخير لأمته. وهنا أسطر توجيهات وطموحات للقائمين والقائمات على هذه الدورات التأهيلية: ويمكن تلخيص ما لدي في الآتي: 1- كل مخلوق له هم وهمة وعلى حسب الهم تكون الهمة فأنت أيتها الداعية همك هو الثريا بين هموم الناس فأنت على خطى الأنبياء والرسل عليهم السلام فتفقدي همك دائما حتى لايهوي في الثرى في غفلة أو هوى نفس أو صحبة دنيوية. 2- الدعوة إلى الله هي سفينة النجاة في الحياة بذراعيها القويتين :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن نغفل كثيرا عن منع الثقوب فيها فنجدها بين فترة وأخرى تغمرها مياه المنكرات والمجاهرة بها ولكن الله الرحيم الكريم يسخر من يوقف تسرب مياه الشر لنبدأ شفط ماتجمع منها فلنحذر من التهاون في سد هذه الثقوب فإنها إن تكاثرت غرق المجتمع نعوذ بالله من ذلك. 3- الدعوة إلى الله تحتاج دائما إلى قيادة رشيدة تسوس النفوس المتفاوتة والمتباينة وتتفقد القلوب. 4- الخلق أمامك: مشاعر وأفعال فحافظي على المشاعر لتبقى القلوب عبقة بالحب في الله والتغافل والتغافر وحافظي على الأفعال لتبقى موحدة لله وحده بإخلاص وإتباع. 5- الآن أنت في نعم عديدة فلا تتهاوني ولا تعجزي كما قال النبي الكريم» استعن بالله ولا تعجز « فوسائل الإعلام مشرعة أبوابها لأهل الباطل فأنت أولى ومساحات الدعوة تتعدد فاغتنمي كل مايفتح أمامك فإنه إن أغلق باب أمامك فتح الله لك أبوابا أخرى. 6- التنسيق والتكامل والتعاون مجاديف تسير بسفينة الداعيات نحو الأمان. 7- ماتعلمته هو نقطة في بحر العلم فلا تغتري أبدا فالعلم كماء البحر كلما شربت منه ازددت عطشا فلا تغتري أبدا بما أخذت في الدورة. 8- لكل الحاضرات: لاتحتقري أي عمل تخدمين به الدعوة ولو أن تكفيهم شر من يتكلم عنهم وتكفيهم شر جوارحك وتأملي نفسك: هل تعجزين عن توزيع إعلان محاضرة أو ملتقى؟ هل تعجزين عن تشجيع من حولك عن الحضور والدعم المادي والمعنوي؟ هل تعجزين عن تنسيق جزء من وقتك أنت وجاراتك لتحضر هذه الدرس والأخرى تشرف على أولادها بالتناوب؟ هل تعجزين عن إعداد طبق خيري يدعم صندوق الدور والمؤسسات الدعوية؟ هل وهل ووووو؟ 9- نحن أمة الإسلام لسنا أمة الكلام. نحن لانبيع كلاما، نحن أفعال حاضرة وبقوة وبرامج التأهيل المتخصصة تكون آثارها طويلة المدى: فهي تشمل بناء مجتمع معرفي تأصيلي في العلوم الشرعية وبناءا معرفيا تقنيا يسد منافذ الإعلام الجديد وبناء معرفيا مهاريا يسوس النفوس ويتقن مداخلها والتأثير عليها وهذا هو منهج الرسل والأنبياء عليهم السلام وهو: منهج البناء القائم على مايحتاجه المجتمع لمستقبل بعيد وبناء تراكمي متواصل يشمل الأجيال المتلاحقة. وحتى يؤتي هذا البرنامج ثماره المرجوة أطرح هذه المقترحات: 1- التوسع في جعل مدة البرنامج أطول وقتا لتشمل: تخصصا عاما ثم تخصصا خاصا ثم تخصصا دقيقا في كل فروع العلوم الشرعية. 2- مشاريع تخرج متنوعة تشمل كل مناطق المملكة العربية السعودية بل نطمع في شمولها للعالم أجمع. 3- إدخال مواد اللغة العربية والبلاغة كمواد أساسية في البناء المعرفي. 4- تكوين قاعدة بيانات للخريجات باستمرار لتكون بناء للصفين الثاني والثالث للداعيات فنغطي كل منطقة بما تحتاجه. 5- التكامل العلمي والتربوي لمنسوبات البرنامج حتى بعد تخرجهن. وأخيرا نتذاكر قوله تعالى مبشرا لك (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).