يومنا الوطني يوم تجمع فيه الشتات والتأم فيه الجمع وصار وحدة واحدة يسري في عروقها الإيمان بالعقيدة الصحيحة، ومن ثم توحدت فيه القلوب وساد فيه الأمن وأرست فيه الطمأنينة أطنابها في ربوع هذه البلاد التي تحاكي في سعتها اتساع قارة بعد أن غربت تلك الأيام المرعبة، والتي امتلأت فيها جزيرة العرب بالرعب والخوف من قطاع الطرق واللصوص والصعاليك، منتهزه الفرصة للاعتداء والقتل والإفساد في الأرض كان ذلك الأمن بفضل الله ثم حنكة والدنا الكبير عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه ورحمه -. هذا الرجل الذي أبدل الله به خوفنا أماناً وجوعنا شبعا وتعبنا راحة، فما رحل عن دنيانا إلا وقد استتب الأمن وخَلَفَ من بعده خَلَفٌ صالح من أبنائه البررة الذين ساروا على نهجه، فرحم الله من رحل إلى دار الخلود، وحفظ الله منهم من بقي في صحة وطاعة. والطرف هذه البلد التي استلقت بجسدها الوضيء على رمال الرَّبع الخالي مطمئنة، هي من جملة من شملتها هذه النعمة، فكان من إحساسها ألا تتأخر في الاحتفاء بيوم الوطن، إذ لا غرو أن تستقبله بالفرحة والأهازيج الوطنية، ويظهر ذلك في تعامل أهلها من كافة الأطياف والأعمار بالصوت والصورة والقول والفعل، فكانت ليلة الأربعاء الفائت ليلة مضيئة فرح فيها وخلالها أهل الطرف فرحتهم بالعائد الغالي، فلبس الأطفال والشباب الثياب المزينة باللون الأخضر والسيفين والنخلة، وصورة ولاة أمرنا الكرام وعلى رأسهم والدنا الملك الصالح خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله ورعاه - فكانت ليلة وضاءة الجبين، أشبهت ليلة من ليالي العيد وما ذلك إلا تعبير من الأهالي بالوفاء والحب والولاء والطاعة والإخلاص لإمامنا وقائدنا (أبو متعب). الطرف نجمة درية الضوء في شرق الهفوف تتألق في كل أيام العام، تتألق حبا وولاء لولاة الأمر وأما في يومنا الوطني فإنها تصبح هالة من الضوء وكتلة من التلاحم والاتحاد، وتسيطر عليها حالة استثنائية من العطاء والبذل لإقامة افراح اليوم الوطني. حيث إنك تجد أكثر من خمسة وعشرين من وجهاء الطرف وأسرهم الكريمة يدعمون هذا الحفل والمهرجان المعبر عن فرحتهم بالجوائز ومختلف انواع الدعم، وفي هذا العام رفع أهالي الطرف في حفلهم البهيج شعاراً من خمس كلمات مضيئة هي (ولاء.. انتماء.. عهد.. إخلاص.. وفاء) وبدأ هذا الحفل بحضور رجال كرام من وجهاء محافظة الإحساء، وعلى رأسهم سعادة الأستاذ خالد بن عبدالعزيز البراك وكيل محافظ الأحساء، وكذلك سعادة مدير المكتب الرئيسي لرعاية الشباب بالأحساء الأستاذ يوسف بن صالح الخُمَيِّس. حيث تفضل بحضور افتتاح احتفاء أهالي الطرف بمناسبة اليوم الوطني. وكان الأستاذ عبدالله المطلق مدير مدرسة معاذ بن جبل والعضو الاستشاري بفرقة سيالة هو عريف الحفل.. لقد كانت ليلة ترفل بالفرح وتشرق بالأضواء، ودليل ذلك هو الحضور الكثيف من الرجال والنساء والشباب والأطفال وسيادة اللون الأخضر في اللباس وغيره.. الطرف هذه البلدة الوادعة والهادئة والمتمددة على بساط أخضر من النخيل والمزروعات المعطاءة، أهلها يشبهونها في الكرم والانتماء، فكثير من الأسر والعائلات أقاموا الولائم والأكلات الشعبية في تجمع عائلي حميم وتوزيع للجوائز بعد مسابقات وطنية خفيفة، تعبيراً عن فرحتهم بهذا اليوم الخالد فذبحت الذبائح ووزعت الحلوى والأعلام والملابس الخضراء وأضاءت البيوت من الداخل والخارج. وأما (نادي الحي) الذي اختار ثانوية صقر الجزيرة - طيب الله ثراه - مقراً له فإنه احتفل ليلة الثلاثاء احتفالاً حفل بالشباب والفتيان، وعُمِلت المسابقات بأنواعها وذلك بإشراف الأستاذ الشيخ عبدالرحيم البديوي رئيس النادي وتنفيذ عدد من الشباب الطموح المحب لوطنه مثل منير الراشد ومحمد الصباطي ووسيم الجاسر وأشرف الجاسر وبسام الخليفة وعيسى علي المسلم ونبيل المجيرن وأحمد الصباطي.. وإني لأرى فيهم القدوة الحسنة عسى الله أن ينفع بهم الوطن. إن هذه الاحتفالات المنظمة قامت بهدوء وسكينة وفرحة سلمت من الفوضى أو سوء السلوك.